الخميس، 21 أغسطس 2008

و تشعر بالامتنان

تنتابك من حين لآخر حالة مجهولة المصدر من الامتنان لكل شىء فى حياتك.. كنوع من التصالح مع الكون و الاستقرار النفسى الذى لا يقدره سوى من يفتقده معظم الوقت..عندما تجد ان اكثر الاشياء بساطة قد تدخل على قلبك قدر غير منطقى من السعادة ...
تجلس لتستمع الى منير و فيروز فتشعر ان الحياة تستحق ان تحياها.. وتشعر بالامتنان..
تمشى فى شوارع مصر الجديدة الجانبية عصرا لثلاث ساعات او اكثر تتحدث عن الكثير و الكثير من الاشياء التى لا معنى لها مع وجود الشخص المناسب الذى وهبه الله من الصبر القدر الكافى لأن يستمع اليك طول هذه المده معاندا تلك الرغبة التى لابد ان تتولد فى نفسه بأن يدفعك أو يدفع نفسه تحت عجلات أول سيارة تصادفكما.. فتعود الى المنزل و حالتك لا يمكن وصفها بأفضل من أن" ايديك ف جيوبك و قلبك طرب".. وتشعر بالامتنان..
يعطيك احد هؤلاء الذين يتفننون غالبا فى جعل الحياه جحيما قطعة من الشيكولاته يوما لترسم على وجهك ابتسامة كبيرة تبقى لمدة تتجاوز بكثير الزمن المطلوب لانهاء تلك القطعة.. و تشعر بالامتنان..
تجلس وحيدا فى شرفة منزلك من التاسعة مساءا حتى الرابعة فجرا تتأمل فى لا شىء مكتفيا بمنظر الليل و النجوم فى السماء و صوت ام كلثوم اتيا من مكان لا تعرفه.. و رغم انك لا تحب ام كلثوم الا ان تاثير " انت عمرى " على مثل هذا الجو كاف لجعلك تحبها.. و تشعر بالامتنان..
تصحو لتعد كوبا من الشاى بالحليب الذى تحبه كثيرا و تشربه وحيدا ايضا فى نفس الشرفة مع اختلاف الجو و المنظر الا انك تشعر بالامتنان لهذا الكوب الذى تمسكه لدرجة تجعلك غير راغب فى انهائه.. و يشارك صوت فيروز فى جعل الصباح اجمل و اجمل.. فتشعر بمزيد من الامتنان.. الامتنان لأنك حى.. و لأن اشياء بسيطة مثل هذه كافية لجعلك تستمتع بذلك..

الأحد، 17 أغسطس 2008

حبوا بعضن..تركوا بعضن

((بديت القصة بأول شتى..تحت الشتى حبو بعضن..))
هكذا كان صوت فيروز ينساب فى المقهى حيث جلسا بجوار الواجهه كما تفضل هى..لتشكل الامطار بالخارج مع الاغنية بالداخل مزيجا غامضا من الشجن و الرجاء بألا تكون هذه هى المرة الاخيرة التى يجمعهما المقهى..و المطر .. و صوت فيروز.
" انا مش قادرة اكمل..كفاية كده..احنا بنتفنن فى تعذيب بعض..نبعد احسن كل واحد يعيطله شوية و يفوق لنفسه بعدها و يعيش حياته لكن كده؟ حرام.."
((وخلصت القصه بتانى شتى..تحت الشتى تركوا بعضن..))
لم يبد عليه التأثر لدى سماع كلماتها الحادة دلالة انه سمعها من قبل الآف المرات و كانت النتيجة هى دائما انتصار اسلوبه الرقيق و كلماته الحانية على غضبها بما يضمن لعلاقتهما الاستمرار حتى تثور غضبتها مرة اخرى و هكذا..
"يا حبيبتى اهدى بس فى الاول و الاخر احنا مالناش غير بعض.. و بعدين الموضوع ابس.."
قاطعته صائحة بغضب عجزت عن التحكم فيه: " متقوليش الموضوع ابسط من كده بكتير.. انا الكلمه دى بتعصبنى..ما هى دى اصلا المشكله..اللى انا بشوفه مهم بتشوفه انت مبالغ فيه..بتتعامل مع كل حاجه بسطحية و عشان كده بيبان رد فعلى انا مبالغ فيه.."
اجابها ذاهلا: " انا سطحى؟"
ردت باصرار : " ايوه سطحى.. كل مرة نتخانق بيكون همك ازاى نتصالح و خلاص..مش بتبص لأصل المشكلة..لسبب الخناقه.. انا مش محتاجة حد ياخدنى على قد عقلى..انا محتاجه حد يناقشنى..يقنعنى و اقنعه..حد كبير اقدر احاسبه على تصرفاته..معترض على مبدئى فى حاجات معينه او مختلف معايا فيها ناقشنى..مش تاخدنى على قد عقلى و تقوللى حاضر و تروح تعمل اللى فى دماغك..احنا بنتكلم فى اساسيات هنبنى عليها جوازنا بعد كده..مش مجرد رغبة فى التحكم و فرض الرأى.."
((حبو بعضن..تركو بعضن..))
" يا حبيبتى اهدى بس طيب..انا مش مختلف معاكى ولا باخدك على قد عقلك..و اكيد لو كلامك مأقنعنيش مش هوافقك عليه من البداية اصلا.."
قاطعته بحدة: " امال تسمى بايه انك توعدنى انك متخرجش مع الناس دول بالذات و ترجع تخرج معاهم تانى واعرف انا بعدها بالصدفه؟ أظن انت حد كبير و فاهم انا سبب اعتراضى عليهم ايه.. و عارف هما فى خروجاتهم بيروحو فين و بيعملو ايه..انا مارضاش ان اللى هيبقى ابو ولادى يعرف ناس كده حتى لو مش هتعمل زيهم.. اسمك بردو قاعد معاهم و محسوب صاحبهم ..و الكلام ده قلناه ميت مرة و كل مرة وعود من غير تنفيذ..يا سيدى لو هما عندك اهم يبقى سيبنى انا فى حالى باه يمكن الاقى حد اكون انا عنده اهم من اى حد"
((يا حبيبي شو نفع البكى؟..شو إله معنى بعد الحكى.. ))
ذهلته رنة الغضب فى صوتها و الى لم تصل ابدا من قبل الى هذا القدر .. صمت لوهلة ثم قال :" احنا بشر و بنغلط..قلتلك قبل كده اكيد مش قاصد اضايقك و مكنتش اعرف انهم خارجين معانا فى المشوار ده.."
((ما زالها قصص كبيرة..وليالى سهر و غيرة..تخلص بكلمه صغيرة..))
" احنا بشر اه.. بنغلط ماشى .. بس عشان احنا بشر بنتعلم من غلطاتنا..و بعدين ايه المشكله؟ رحت مكان لقيت ناس مش عايز تخرج معاهم سيب المكان و امشى.. ولا انا طالبه معجزة؟"
رد عليها بحدة لم تتوقعها: " انا مش طفل صغير عشان تختاريلى اصحابى.. اخرج مع مين و اكلم مين.. انا واحد كبير و لو مش عايز اعمل حاجه مش هعملها..هما يعملو اللى يعملوه انا مالى؟ و بعدين انا اعرفهم من قبل ما اعرفك و افتكر انهم مأثروش عليا بدليل انك لما عرفتينى كنت البنى ادم اللى عجبك و قبلتى تكونى حبيبته و مراته ان شاء الله.."
"لأ يا استاذ..انت صحابك دول كانو من الحاجات اللى قبلتها على مضض فيك..من الحاجات اللى وجودى فى حياتك رهن باختفاءها.. زيها زى السجاير والسهر برة لوش الفجر .. و اظن انا كنت واضحة ف ده من الاول و مخدعتكش.."
" ولا انا كمان خدعتك.. انا مقلتش انى هنام و اقوم سايب صحابى اللى مش عاجبينك و مبطل سجاير و بنام من المغرب.. كل ده انا وعدت بيه و قلت من الاول انه مش هيبقى سهل و انه هياخد وقت و انتى رضيتى و قلتى انك هتقدرى .. جايه دلوقت تقولى مش قادرة؟"
" اه مش قادرة..تعبت..انا مش شايفة اى تغيير فيك من يوم ما بقينا سوا"
"و انا مش ذنبى انك مش شايفة انى اتغيرت ..مش ذنبى انى مهما عملت مش كفايه عشان ارضيكى"
" وعشان كده انا بقول كفايه.. احنا مش قادرين نفهم بعض..يبقى كل واحد يروح لحاله و يا دار ما دخلك شر.."
"انتى شايفه كده؟"
" انت شايف غير كده؟"
"لأ خالص..زى ما تحبى..انا مش عارف اقولك ايه"
"متقولش حاجه كل شىء نصيب.."
نهض كلاهما بعد ان نادى هو النادل .. و من خلفهما كان صوت فيروز لا يزال منسابا بحزن..
((حبوا بعضن..تركوا بعضن))

الاثنين، 11 أغسطس 2008

عندها تقع الكارثة

الكارثة تقع
عندما تصر ذلك الاصرار الغبى على انكار حقائق مسلم بها تثبت نفسها كل لحظة..
الكارثة تقع
عندما تنظر الى المرآة فتجد شيئا ما يقبضك فيكون القرار بعدم النظر فى المرآة مرة أخرى..
الكارثة تقع
عندما تؤثر الهروب فى وقت كان من الأحرى فيه أن تقف فى مواجهه مخاوفك لأنها ببساطة لن تتركك و ستلاحقك للأبد اذا لم تواجهها..
الكارثة تقع
عندما يعرف الأمل طريقه الى قلبك رغم ان وجوده هناك أتعبك كثيرا فى المرة الأخيرة للدرجة التى آثرت معها أن تتخلى عن الأمل و عن قلبك أيضا..
بل تقع الكارثة
عندما تحاول ان تسترجع الشخص الذى كنت عليه فيما مضى فلا تستطيع..فتحاول أن تعود الى ما قررت أن تصبح عليه فلا تستطيع أيضا فتظل مدة لا يعلمها إلا الله تحاول ان تضع هيكلا و حدودا لتلك الكتله الرخوة التى اصبحتها لتجد أنك تضيق بالهياكل و الحدود أيا كانت..
فتتركها كما هى دون شكل محدد متمنيا أن تسوق الاقدار اليك من يقدر على إعادة بنائك و هيكلتك كما تحلم ..
و عندما يصير وجودك بحد ذاته مرتهنا بوجود شخص ما .. لا تعرفه أو ربما تعرفه و تنكر ذلك..
عندها.. تقع الكارثة..

الأحد، 10 أغسطس 2008

.............

كانت تجلس فى قوقعتها الرمادية .. كئيبة كعادتها .. وحيدة كعادتها.. خائفة كعادتها من شىء اصبحت بمرور الوقت لا تدرى كنهه..ربما تلك الظلال التى ترتسم على باب القوقعة من آن لآخر..وربما هى تلك الأصوات البعيدة الآتيه من حيث يتجول الأحياء تحت الشمس و المطر يحملون مخاوفهم الخاصة جيئة و ذهابا..
سمعت دقات على الجسم الصلب تخبرها أن أحدا ما قد تذكر انها لم تزل هناك..أجفلت فهى لم تعتد زوارا فى قبرها الصغير..و بين مصدق و مكذب نشبت بداخلها بضعة حروب بين أصوات حالمة ملت الظلام و الدموع تطالب بحقها فى مكان تحت الشمس..و أصوات أخرى على قدر أكبر من الحكمة خبرت الحياة بحيث تأكدت أن ما يوجد تحت هذه الشمس من أحياء يفيض عن حاجتها .. و ألا مكان هناك للمزيد من الطفيليات المتزاحمة التى يقتل بعضها بعضا ..
حسم الأمر اخيرا لصالح صوت العقل فكان القرار بترك الطارق فريسة لملله حتى تصحبه خيبة الامل بعيدا.. لكنها بعد أن توقفت الطرقات فطنت الى انها ربما ضيعت بيديها آخر فرصة لرؤية العالم بالخارج..أطلت من القوقعه علها تجد الطارق..و لكنها لم تجد إلا الهواء البارد و الفراغ البنفسجى يفرض سيطرته على كل شىء..فانسحبت الى الداخل و قد وجدت لها رفيقا جديدا يؤنس وحدتها .. الندم..

الجمعة، 8 أغسطس 2008

صمت

صمتت و صمتت حتى اعتادت صمتها و اعتاده الجميع حتى اتى اليوم الذى لم تستطع فيه ان تستمر فى صمتها ففتحت فمها لتصرخ ولكن صراخها اتى بلا صوت فقررت ان تصمت للأبد.

الأحد، 3 أغسطس 2008

الكوربة

سارا متلاصقين تشابك ذراعيهما ليستقر كف كل منهما فى جيب الاخر..يوم من ايام تشرين الباردة يحتضر فيه الشتاء على الرصيف الذى لم تجف عنه امطار البارحة بعد.. تسند رأسها على كتفه كأنما تتوكأ عليه لينتثر شعرها على صدره و تداعب موجاته وجهه من آن لآخر..يبدو على كلاهما رضا تام ولا تجد لحديثهما نهاية.. و من خلفهما تشرق شمس باردة على ابنية الكوربة القديمة .. الكوربة التى تضم اكبر قدر ممكن ذكرياتهما سويا .. الساعة لا تتجاوز السابعة صباحا و الشارع يكاد يخلو من المارة.. يمرا امام ذات المقهى لتسود لحظة صمت قطعتها ضحكة الفتاة..نظر اليها فنظرت الى المقهى الذى لم تفتح ابوابه بعد نظرة ذات معنى ليفهم قصدها على الفور و يشاركها الضحك مبادرا : "فاكرة؟"
اعادت النظر الى المقهى و ارتسمت ابتسامة حزينه فى عينيها و اجابت: " مين يقدر ينسى؟ ... أول معاد و أول حب..". ضمها اكثر و ابتسم و لم يجيب.
" فاكر يومها انا جرحت ايدى فى كان البيبسى..ههههه"..ضحك كثيرا و اجاب : " انا يومها كنت هموت و امسك ايدك اشوف ايه اللى جرالها بس خفت تزعلى.. هههه ".. قطبت مفتعلة الغضب و قالت معابثة : " اه طبعا كنت هزعل انت فاكرنى ايه يا استاذ..ههههه".. و استغرقا فى الضحك مرة اخرى.
" تعرفى اننا من امبارح فى الشارع؟" قالها مبتسما فأجابت فى بساطة : "طب و ايه يعنى؟ احنا حرين نبات فى الحته اللى تعجبنا".."حبيبتى انا مقلتش حاجة بس زمانك تعبتى من المشى" .. نظرت اليه بحزن : "انت نسيت انى مش بتعب من المشى؟ و انه النشاط الانسانى الوحيد اللى ممكن افضل اعمله اكتر من 10 ساعات من غير ما ازهق؟ ده متعتى الوحيده..و بعدين انا مش تعبانه " ثم اضافت بمرح : "لو انت تعبت قول متتكسفش" استغرقا فى الضحك مرة اخرى قبل ان يجيبها : "مش انا يا ماما".
سادت فترة من الصمت لم يقطعها الا صوت السيارات بعيده فى الشارع الرئيسى.. قادتهما الخطى الى احد المقاهى فدخلا و جلسا .. طلب من النادل قهوة الصباح لكليهما فهو يعلم انها تحب القهوة بما لا يتماشى مع رقتها.. فترة اخرى من الصمت قطعتها هى دون تفكير : " كنت هسمى ابنى على اسمك و بعدين حسيتها افلام عربى اوى فقررت اسميه زى ما كنا ناويين نسميه" ابتسم بأسى و قال: "سيف؟ " اومأت موافقه و اردفت : "و بنتى اللى ربنا ما ارادش انها تعيش كنت هسميها ملك حسب الخطة بردو..هههههه" احتضن كفيها و لم يجيب.
" عارف ايه ابشع حاجة فى الدنيا؟ انك ترسم حياتك بصورة معينه مع حد معين و تعيشها بصورة تانية مع حد تانى خالص.. تعرف انى بحسدك عشان ما اتجوزتش؟ متستغربش الوحدة ارحم كتير من انى اعيش كل حاجة اتمنيت و حلمت اعيشها معاك مع حد تانى بكرهه..الله يسامحهم اللى كانو السبب"
نظر اليها مشفقا : " خلاص يا حبيبتى ارمى كل ده ورا ضهرك احنا اهه مع بعض و هنعيش زى ما كنا بنحلم و محدش هيبعدنا تانى.." ... " يا ريت..مفتكرش ينفع .. انا حاسة انى بقيت عجوزة.. الحزن هدنى و الدنيا خدت منى كتير.. براءة زمان و التفاؤل .. القوة و الثقة فى نفسى و فيك مبقتش زى الاول..آه" فرت من عينيها دمعه امتدت يده لتمسحها تلقائيا و لم يدر ما يفعل سوى ان لثم كفها فى صمت.
غادرا المقهى مترنحين من فرط الاجهاد..توجها الى حيث تركا سياراتهما امس و استقل كلا منهما سيارته .. تابعها حتى وصلت الى حيث تسكن بعد ان استقلت بحياتها.. نزل من سيارته ليودعها امام المبنى.. بادرته بابتسامه فقال : "هشوفك بالليل؟ " .. " مش عارفه "
" بصى انا خسرتك مرة و مش هخسرك تانى.. انتى فاهمة؟ انا بحبك و عمرى ما نسيتك و مقدرتش اتجوز بعدك.. انتى ليا و انا مش بستأذن فى دى..مفهوم؟ " ضحكت و لم تجيب.. ودعته و صعدت الى شقتها و مضى هو عائدا الى شوارع الكوربة..

السبت، 2 أغسطس 2008

مش محتاج اتوب

سارت الى جواره عاقدة ذراعيها على صدرها ناظرة الى الطريق امامها نظرة لا تخلو من التحدى بينما سار هو واضعا يديه فى جيبه ترتسم على وجهه لا مبالاة و ضجر لا تخطئها العين ليبدو المنظر لمن يراهما من بعيد و كأنها تريد ان تصفعه و تتركه و تذهب و لكنها لا تفعل لحسن حظه- او لسوئه.
- " مش محتاج اتوب..حبك مش ذنوب ولا عشقك خطية..خطيييااااا"
خرجت منه بتلقائية غير مدرك انه بذلك فتح على نفسه ابواب الجحيم :
- " لأ يا اسامة حبنا ذنوب و مفيش حد مش محتاج يتوب" قالتها بحدة من يريد ان يفتعل شجار.. تظاهر بأنه لم يسمع شيئا و تابع بنفس الهدوء :
-" انا محتاج ادوب قلب و روح و توب يا اجمل حاجة فيا..فيااااا"
-" اسامة احنا وضعنا ده يتسمى ايه؟ بقالنا اكتر من سنه مع بعض من غيرارتباط رسمى"
- " انا محتاج اصلى و اشكر ربنا.. يا اجمل شىء حصلى من مليون سنه..مش محتاج اتووووب"
- " بمناسبة الصلاة انا و انت الحمد لله نعرف ربنا..بنصلى و بنقرا قرآن و ملتزمين ف لبسنا الى حد ما..يبقى كوننا بنخرج مع بعض من سنة و شوية ده ايه غير ازدواج فى مقاييسنا؟ احنا كده بناخد اللى يعجبنا من الدين و نسيب اللى ميعجبناش؟ "
- " مش محتاج خضوع ولا حزن و دموع و حاجات مؤلمة.. انا محتاج براح و ابقى بميت جناح وألمس السما.."
- " انا عارفة ان احنا الحمد لله من ساعة ما التزمنا و احنا بنحاول نقلل الحاجات الغلط اللى بنعملها بس ده بردو مينفيش ان علاقتنا لسه حاجة غلط و الدليل على كده ان اهلنا ميعرفوش عنها حاجة و انا تعبت من احساس اللى عامل عملة ده"
- " مش محتتاج سنين اتعذب حنين وللا اموت شقى .. انا محتاج ابوح فيكى الروح تروح حب و معشقة.. مش محتاج اتوب..اتوووووووب"
- " بص انا شايفة ان يا اما تيجى تكلم بابا قريب يا اما نبعد عن بعض مده لحد ما ظروفك تسمح انك تيجى تتقدم و لو لينا نصيب مع بعض اكيد هنبقى لبعض و كمان عشان ربنا يباركلنا فى علاقتنا و حبنا يفضل على طول لو كان لينا نصيب و كملنا..قلت ايه؟ "
- " قلت انك بتستهبلى.. عايزانى اروح لأبوكى اقوله ايه؟ اقوله يا عمى انا قد بنتك ومعاها ف الكليه.. باخد مصروفى من اهلى و يا ريته مكفينى اصلا و عايز اتجوز ؟ و على فكرة حضرتك انا معنديش شقة ولا مهر ولا اهلى هايساعدونى بمليم.. و بعدين تعالى هنا قوليلى ايه اللى شايفاه غلط فى حوارنا؟ بنتقابل كل مييت سنه مرة.. موبايلات و ف اضيق الحدود و مفيش كلام بالليل.. نت هما ساعتين ف اليوم و بنقضيهم بى رايت باك.. انا ولا محصل ابقى مرتبط ولا ابقى سينجل.. و مش حاسس انك جنبى و مش حاسس بحبك ليا.. انا اللى تعبت مش انتى.. ده حرام .."
- " هاا قلت ايه؟ "
نبهه صوتها ان كلمه لم تغادر ذهنه و انه لم ينطق بشىء مما اعتمل فى رأسه.. نظر اليها نظرة طويلة باحثا فيها عن تلك الفتاه الرقيقة التى احبها يوما و اعتقد انها ملاك ارسل اليه ليصلح من شأنه..عله يجدها تحت الوجه الصارم و العينين القاسيتين اللتين باتتا ترمقانه فى تحد كلما نظر اليها.. اطلق زفرة طويلة ثم نظر الى الطريق مرة اخرى هامسا : "مش محتاج اتوب..اتوووووووب"