السبت، 31 مايو 2008

فلسفات شخصية

"لو الدنيا اخدت منك حاجة بايد..متديهاش ضهرك..بصلها هاتلاقيها مدالك الايد التانية بحاجة تانية بس قافلة عليها كويس..ابتسم لها و مدلها ايدك هاتديك الحاجة دى..كشر و اديها ضهرك مش هتشوف حاجة من الكلام ده اصلا"
نعم تلك الحكمة التى تقطر من السطور السابقة هى واحدة من فلسفاتى الخاصة..و هى جملة قلتها لصديق عزيز حين توفى صديق ثالث لنا يمت للاول بصلة قرابة..اتذكر وقتها انه بالرغم من انهيار الجميع و ذهول الجميع و فزع الجميع تظاهر الجميع بان شيئا لم يكن لنخرج صديقنا سالف الذكر من حالة الاكتئاب الحاد التى سيطرت عليه.
كنت مع صديقى هذا منذ ايام..نثرثر فى احوال الدراسة و "نلعن" الدكاترة عن بكرة ابيهم..مرددين عبارات على غرار "ما كان مالنا و مال الطب و سنينه السودة"... وسرعان ما انتهى اليوم لاجد نفسى فى طريق العودة للمنزل..مستحضرة صورة صديقى هذا منذ 4 اشهر حين كان متربعا على قمة الاحباط بلا منازع...و كيف هو الان يضحك و يتفاعل و انا واثقة تمام الثقة ان صورة الفقيد لا تبرح مخيلته كما لا تبرح مخيلتى..و لكنه التأقلم..تلك العادة البشرية الكريهة التى نمارسها مضطرين فى مثل تلك المواقف.
تردد صدى كلماتى فى ذهنى منتزعا اياى من حالة من الاحباط و الاكتئاب لم امر بمثلها منذ حوالى 3 اشهر... فبددت ظلمات اكتئابى املا كما تبدد شمس الشتاء الدافئة غيوم يوم بارد.
لربما سرقت منى الدنيا شيئا هذه الايام..و هو رغبتى فى الحياة ذاتها و اقبالى عليها..و ربما من هول الصدمة لم استطع ان اتطلع لما قد يعوضنى عن ذلك فاوليت الدنيا ظهرى ولم انتظر...
و لكنى الان افقت على تلك الكلمات و قررت ان اعمل بنصيحتى....و ان اضيع بضع لحظات اخرى من حياتى التافهة فى انتظار ما قد يأتى به الغد... محاولة قدر المستطاع ان ادفع عن تفكيرى فكرة الانتحار كحل امثل لكل ما يؤرقنى...
و لهذا ان وجدتنى اقف وحدى فى الطريق ابتسم فى بلاهة فاعلم انك لست المعنى بتلك الابتسامة..و اعلم انى لست مجنونة..انى فقط اتخذت موقفا جديدا من الدنيا و اتوقع منها شيئا مماثلا..