السبت، 16 مايو 2009

النافذة

حالة غريبة من عشق النوافذ أمر بها منذ مدة ليست بالقصيرة ولكننى بدأت ألاحظ تفاقم أعراضها مؤخرا ممثلة فى خواطر فلسفية بحته تدور حول شباك الأوضة ..فى الواقع معظم الأوقات التى امضيها فى التأمل غالبا ما تكون عينى معلقة بالنافذة و رأسى فى عوالم أخرى .. ولا أدرى لذلك سببا ..أتمسك أيضا بحقى فى أن أفتح النافذة بنفسى فى الصباح بحيث لا أتردد – ان سبقنى أحدهم و فعل – فى غلقها و فتحها مرة أخرى مع رغبة تصاحبنى مؤخرا فى احتضان السماء من النافذة ..
خاطر فلسفى رقم واحد - هل النافذة أسعد من الباب؟
أفكر حاليا فى مدى تعاسة و سعادة الأشياء المحيطة بنا مع مسحة من الرثاء لكونها – الأشياء – تعجز عن التعبير عن مشاعرها .. من وجهة نظرى النافذة أسعد من الباب .. النافذة المطله على الشارع الصغير الهادىء أو على الحارة الصاخبة أو على الميدان المزدحم أسعد كثيرا من الباب الذى لا يرى من الناس إلا أهل الدار أو الغرباء الذين يطرقون بابهم .. النافذة تحتضن السماء أو تتمنى لو تفعل و انا .. أحتضن النافذة أو اتمنى أن أفعل..النافذة ترى العصافير يوميا .. و ترى السحب و تغسلها الأمطار أحيانا ..
إذن النافذة أسعد من الباب
خاطر فلسفى رقم اثنين - هل تحب النافذة البيت؟
النافذة مرتبطة بالبيت ارتباطا شرطيا.. فبدون بيت لا داعى للنافذة و لن تكون سوى جسم خشبى هامد فى ورشة نجار ما أو معرض ما للأثاث .. ولكن لابد وأن تحلم النافذة بالطيران يوما .. كل هذه العصافير و الفراشات التى تحوم حولها و تدعوها للعب وهى لا تستطيع لأنها مثبتة فى الجدار .. لابد و أن تتولد لديها رغبة فى الهروب.. لابد و أنها حاولت و رسمت خطة بعد خطة للهروب من البيت ولكنها .. أدركت لا ريب أنها إن هى هربت من البيت لن تطير .. ستسقط.. ستهوى من حالق و تتكسر.. و سيجرح زجاجها الأطفال الذين اعتادت أن تشاهدهم يلعبون فى الشارع .. ولن ترى العصافير ولا الفراشات ولا ضفيرة البنت النائمة على السرير أسفل النافذة ..
إذن النافذة تحتاج البيت ولكنها لا تحبه
خاطر فلسفى رقم ثلاثة - هل تحب النافذة البنت ذات الضفيرة الواحدة؟
كل صباح تنهض من فراشها و ترتبه بعنايه ثم تقف على السرير و تفتح النافذة و تهمس إليها باسمة : " صباح الخير " .. تمضى معظم أوقاتها فى الغرفة تذاكر أو تكتب أو تستمع الى منير و من آن لآخر تنظر الى النافذة.. ثم تنظر الى السماء عبر النافذة .. ثم تتابع ما كانت تفعلة و تتناسى الموضوع برمته .. النافذة تسمح بدخول الهواء الذى يجعل الأوراق تطير و تطاردها البنت ذات الضفيرة الواحدة فى أنحاء الغرفة .. ما ان تستقر حتى ترسل النافذه تنهيدة أخرى تبعثر الأوراق من جديد فتنظر البنت الى النافذة فى عتاب .. تبتسم النافذة فى خجل و تكف عن ألعابها الطفولية حينا .. ثم ما تلبث أن تعاود الكرة من جديد .. النافذة تلعب مع البنت ذات الضفيرة الواحدة ..
إذن النافذة تحب البنت ذات الضفيرة الواحدة
الاستنتاج العام :
- أنا أحب النافذة
- النافذة أسعد من الباب
- النافذة تحتاج الى بيت ولكنها لا تحبه
- النافذة تحب البنت ذات الضفيرة الواحدة
تتمنى البنت ذات الضفيرة الواحدة أحيانا أن تطير النافذة لتطارد الفراشات .. و ربما تتمنى النافذة أن تتحول يوما .. الى بنت بضفيرة واحدة تطارد أوراقها عبر الغرفة.

الأربعاء، 6 مايو 2009

ربع ملعقة سكر

عندما عاد اليها - بعد فتور بينهما دفعها الى أن طلبت منه ان يبتعد لفترة ليراجع حساباته المعقدة مع نفسة و يتخذ بشأنهما قرارا - لم يكن يدرى أنه عاد الى نفسه .. لم يكن يدرى مثلا انها كانت تضع ربع ملعقة اضافية من السكر فى فنجان شاى الصباح الذى طالما اعتقد انه لا يحتوى سوى ملعقتين و نصف .. والذى طالما تعجب لكونه " أطعم من ايديها.. و بجد ".
لم يدر ابدا انها طوال هذه الفتره كانت تضع عطره المفضل لا عطرها المفضل .. لم يدر أبدا حقيقة بقائها مستيقظة ليلا فقط تتأمل وجهه فى حنان و تعد رموش عينيه مرة بعد مرة حتى يغلبها النعاس ..

السبت، 2 مايو 2009

سيناريو معتاد جدا

أخرجت الصندوق الكبير الذى أخفيه فى مكان لا يعرفه أحد و فتحته.. أخرجت مفتاحا ذهبيا و ابتسامة و جناحين و قلما و دفتر .. أغلقت الصندوق و أعدته الى حيث أضعه ..
وضعت الابتسامة فوق وجهى بعد أن سقطت تلك التى كنت أضعها قبلا .. وثبت الجناحين بإحكام و حلقت حتى بيوت الفرح .. اجتزت البوابة البنفسجية و أدرت المفتاح الذهبى فى الباب و دخلت .. جلست فى الشرفة المطلة على البحر والحديقة لأجد قدحا من " الموكا" الدافئة بانتظارى .. أخرجت القلم و الدفتر ورحت أرسم .. وردة و بيت و قلب وعلم ..
انتهيت من الموكا و الرسم فذهبت للغرفة المحظورة .. فتحت صندوقا آخر ووضعت مجموعة جديدة من الهموم وأغلقته باحكام كى لا تهرب .. وغادرت الغرفة مسرعة .. إلى الغرفة المطلة على البحر قرب النافذة حيث أجلس دوما .
(أعلم أننى سأعود لا محالة ولا أبالى .. فأعيش اللحظة باحتراف أعرفه عن نفسى )

" - طب ليه متعيشيش فى بيوت الفرح على طول؟
- بيوت الفرح اتعملت عشان نهرب لها مش عشان نعيش فيها .."

لأن الفرحة لا تنقر بابك فى خجل طالبة الأذن فى الدخول الى حياتك .. و لأن السماء لا تمطر حلوى ..