الأحد، 3 أبريل 2011

عن البدايات الجديدة وأشياء أخرى ..


البدايات رائعة دوما .. البدايات الجديدة .. وتلك الرغبة الغامضة فى بداية كل طريق والتى تدفعك لا شعوريا لاكتشاف المزيد منه ..
لا أؤمن بالنهايات السعيده .. ليس على سبيل الواقعية أو التشاؤم ، بل لعلها رومانسية مفرطه .. فالأمور كما أراها كالتالى :" الأشياء السعيدة لا تنتهى .. لا يجب أن تنتهى .. لا يجب أن ندعها تفعل .. وعلى هذا فمسببات السعاده فى حياتنا قد تتقلب فى حدة تأثيرها علينا ، ولكنها قطعا لا تذهب الا اذا سمحنا لها بأن تفعل ، ليبقى الموت الاستثناء الوحيد لتلك القاعدة " ..
************
فى بداية علاقتنا كنت أشعر أن فى الأمر مزحة ما .. البدايات رائعة ولكن ليس إلى هذا الحد .. لم أختبر بداية رائعة كبدايتنا منذ ولدت .. أحيانا كنت أتسلل الى هاتفى وأقرأ رسائلنا النصية القصيرة فقط لأتأكد من أنك (حقيقى) فعلا .. وأسائل نفسى هل يرى مرضى الهلاوس رسائل نصية رقيقة من شخصياتهم الخيالية أيضا؟
************
فى مرحلة ما بدأت أشعر أن وجودى أصبح بطريقة ما مقترنا بوجودك .. فاذا ذهبت من حياتى انتهيت .. أخبرتك كثيرا اننى اذا انتهت علاقتنا لن أموت - لأنى للأسف أقوى من ذلك - ولكننى فقط سأجن .. وأمضى بقية حياتى فى مصح عقلى، أما الاحتمال الأسوأ هو أن أبقى على حياتى و سلامتى العقلية ، وحينها لن أمضى يوما آخر فى هذا البلد .. سأهاجر الى شوارع لم ترنا معا وأصدقاء جدد لم يروا فى عينىً ذلك البريق الذى يظهر كلما تحدثت عنك .. كنت تخبرنى فيما توهمته أنت وقتها صراحة لابد منها أن حياتك لن تنتهى اذا انتهينا ، جرحتنى كلمتك جرحا لم يشفى إلا الآن .. و لم أخبرك بالطبع ..
************
عندما وصلت العلاقة الى طريق مسدود صار معه الانفصال واجبا ، تعجبت كثيرا من قدرتى على اتخاذ قرار كنت أعلم جيدا أن فيه هلاكى ، وتعجبت من ثباتى وأنا أتمنى لك - صادقة - التوفيق ، وأن تجد من تحبها مثلما أحببتك أنا، ربما تعرف حينها ما عليك فعله للحفاظ عليها..
تعجبت من قدرتى على تحليل الأمور .. أنا أحببت رجلا وتركت رجلا آخر وبالتالى لم أخسر شيئا - هكذا قلت لنفسى ، فقط فقدت الشخص الذى أحببته فى ظروف غامضة ، فى مرحلة ما لا أعرفها - أو لعلى أفعل - من ذلك الطريق الذى بدا مغريا جدا للمتابعة فى بدايته ..
***********
لم أمس أيا من أشيائنا الصغيرة ، الورود المجففة والدمى و الصور و البطاقات الصغيرة وأغلفة الشيكولاته والحلوى التى كنت تمطرنى بها - كطفلة مدللة - كلما رأيتنى ، بل دعنى أخبرك أننى فى ليلتى الأولى ارتديت ذلك الخف البنى اللطيف الذى اهديتنى اياه فى بداية كل شىء ، لأنك كنت تعلم أن برودة قدمى تجعلنى لا أنام شتاءا تقريبا .. واحتضنت الدمى ونمت ..
فى الصباح التالى غيرت أسمك على الهاتف من " الحلا " الى اسمك الحقيقى .. لم أقترب من الرسائل النصية القصيرة التى كنت - فى حياة أخرى كما بدا لى حينها - أتفقدها فقط لأتأكد أنك حقيقى ، أو أن حالتى - ان كانت هلاوس - أسوأ من أن تشفى وفى كلتا الحالتين لن أخسرك ..
**********
عندما قررنا أن نبدأ من جديد لأن مسببات السعادة - كما أصبحت تؤمن الآن - لا تنتهى الا اذا سمحنا لها بأن تفعل ، اكتشفت أننى أقوى مما أظن ، وأنك تحبنى أكثر مما كنت أظن أنك تفعل .. وأننا نعهد للمرة الثانية بداية جديدة ، ربما ليست بروعة الأولى ، لا وليست على ذات القدر من الشغف ، ولكنها بكل المقاييس الأكثر اغراء بالمتابعه حتى النهاية .. على الإطلاق ...