الاثنين، 6 يونيو 2011

لما الخطاوى تعاند - كلمتين محشورين فى زورى


بالرغم من السحابة الوردى اللى مسيطرة على الحياة فى الأيام المفترجة دى ، إلا إن الواقع بألوانه الحقيقية الكئيبة بيطل من وقت للتانى عشان يفكرنى انه لسه هنا ، وانه مش معنى انى مش شايفاه انه مش موجود ..
فى الفترة دى من الحياة اكتشفت انى مش دكتورة أسنان .. يعنى الخمس سنين اللى اتسلختهم فى الكلية مالهمش أى تلاتين لزمة .. واكتشفت انى عايزة أغير كاريرى ، واكتشفت انى موقوفه عن أى حاجة لمدة 5 شهور كمان لحد ما الامتياز يخلص عشان آخد شهادتى اللى ان شاء الله هبقى أطلع عليها البطاطس المحمرة فى المستقبل القريب .. لأنى مش ناوية اشتغل بيها ..
اكتشفت ان التأقلم كان أزبل حاجة عملتها فى نفسى طول السنين اللى فاتت ، والأزبل ان قدرتى على التأقلم تلاشت فى الوقت ده بالذات ..
اكتشفت ان موهبتى فى الكتابة ابتدت تنطفى لأنى مهتميتش بيها فى الفترة اللى فاتت ، فوصلت للدرجة اللى قدرتى على التعبير بقت بتخوننى كتييييييييييير جدا .. يالا وآدى الحاجة اللى بحبها وكنت ناوية أعملها بقيت حياتى اتضربت .. بالسلامة .. وبعدييييييييييين بقالى كتير مقريتش حاجة .. ومعملتش حاجة جديدة ، ولا حتى فكرت فكرة جديدة .. ولا اقترحت على أمى مشروع لولبى من اياهم ..
وانى مش عارفه اشتغل الحاجة اللى بحبها ، ولا أتجوز الراجل اللى بحبه .. وانى مش عارفنى .. أنا توتت منى .. انا مش انا ..

اكتشفت ان بقالى سنين عايشة حياة حد تانى ، وببص عالحياة اللى أنا عايزاها من بعيد ، وبعملها باى باى .. يمكن تلاقى حد يعيشها ويستمتع بيها ويكون جدير بيها عنى ..

السؤال بأه .. وأخرتها؟

السبت، 4 يونيو 2011

لحبيبى


التدوينة دى عنك ..
انت عارف ان أنا مش بعرف أكتب أوى وأنا فرحانه ، وبالتالى مش بعرف أكتب عنك كتير ..
لكن أنا النهارده هتحدى الإعاقه وأكتب عنك ..
يمكن عشان حاسه ان مفيش حاجة مانعانى من الطيران من الفرحة إلا إنك مش معايا دلوقتى؟
غالبا آه ..
بكتب عنك عشان الحياة عمرها ما كانت أحلى من كده والحمد لله .. والفضل ليك بعد ربنا كالعادة ..
بكتب عنك عشان محتاجة دليل إنى مش بحلم .. وإن السعادة دى موجودة فعلا ..
عارف أحيانا بقعد أسأل نفسى : هو النهارده حصل بجد؟
انت عارف أنا أصلى ممكن أدخل فى حلم من أحلام اليقظة ومطلعش منه غير تانى يوم ، فلما يبقى الواقع أجمل من كل أحلام اليقظة مجتمعه يبقى من حق عقلى الضعيف يراجع نفسه .. ويسأل هو ده الواقع فعلا ولا أنا كده لسعت ولا إيه؟
صلاح جاهين لما قال "البعد ذنب كبير لا يغتفر" مكانش بيتلكم من فراغ .. وبالمناسبة كان فى قصيدة كده لصلاح جاهين بتاعت " اتنين ولا قبلنا ولا بعد منا اتنين ، فين زى حبى أنا وزى حبك فين" .. عارفها؟ يا ترى جاهين كان بيتكلم عننا؟
و يا ترى أنا بخرف دلوقتى؟
مش عارفه
ومش مهم أعرف
أصلها هتفرق فى ايه؟
أنا مبسوطة وبحبك وهذا يكفى ..

كفاية انى معاك بضحك بصوت عالى .. وبغنى بصوت عالى .. والناس فى الشارع بتتفرج علينا وأنا بغنيلك "عودونى" بالأداء الحركى (!!) أو ملك ايديك اللى بتحب تسمعها منى ، ولا أوبريت الليله الكبيرة بالأداء التمثيلى اللى انت عارفه .. وانت بترد معايا بنفس الحماس .. وتستنى لحد ماخلص خالص وتفضل باصصلى شوية كتير وبعدين عينيك تضحك وانت بتقوللى " مجنونة انتى؟ " فأرد الرد الكلاسيكى .. "مجنونة بيك" ..

ملحوظة : بحبك أكتر واللى هيكلم هيبقى حمار :)

الجمعة، 3 يونيو 2011

مقدمة - la double vie de Ganna Adel


منذ أربعة سنوات تقريبا ، عثرت شقيقتى الصغرى عبر الانترنت بالصدفة على صورة لفتاة تشبهنى تماما و فى مثل عمرى تقريبا .. فى الواقع الفتاة لا تشبهنى ، ولكنها "أنا" أخرى فى مكان آخر من الأرض .. و للغرابة فإن شقيقتى التى عثرت على الصورة هى الوحيدة فى الدنيا تقريبا التى تصر - بسخافه - على أنها لا تشبهنى ، وهو شأنها على أى حال ..
اعتدت وضع الصورة على الماسينجر و على الفيس بوك لفترة ، دون أن يشغلنى الموضوع كثيرا ، فهى مصادفة لا أكثر، وكنت أرد على الذين يظنون أنها صورتى مع بعض ألعاب الفوتوشوب إياها بسرد القصة كاملة ..
منذ عامين تقريبا داعبتنى إحدى الصديقات التى لاحظت الشبه الغريب بين الفتاه فى الصورة وبينى باقتراح لطيف ، إذ عرضت على البحث عن الفنان الذى رسم الصورة لأخبره أننى "فتاة أحلامه" ، أو ربما لأقاضيه لاستخدام وجهى دون استئذان فى عمل فنى .. راقت الفكرة لشيطان العبث بداخلى لدرجة جعلتنى أبحث عن أية معلومات ممكنه عن الصورة وفارسى المجهول ، لأكتشف فى النهاية أن اللوحة - وعنوانها in truth there is love - لرسامة ألمانية تدعى " إلفيرا أمرهين " . ضاعت أحلام الفارس المجهول بالطبع ، ولكن مجددا شغلتنى الصورة وصاحبتها لفتره ..
ثم منذ عدة أشهر شاهدت الفيلم الفرنسى " la double vie de veronique " أو "حياة فيرونيك المزدوجة" .. والذى يحكى باختصار عن فتاتين متشابهتين تماما تعيش احداهما فى فرنسا والأخرى فى بولندا ، ولا تعلم أيا منهما شيئا عن الأخرى ، ولكن كلا منهما تشعر بأن لها " نصفا آخر " فى مكان ما يؤثر عليها بطريقة ما ..
أذهلنى الفيلم لفترة ، وأعادنى الى قصة اللوحة والفتاة التى تشبهنى ، وأخذنى التساؤل عن حياتها .. وتذكرت تلك القصة التى درسناها فى الصف الأول الثانوى بالانجليزية عن الرجل الذى كانت آثار الرطوبة على جدارغرفته ترسم شيئا فشيئا وجه رجل بعينه ، وحين اكتملت ملامحه واتضحت أمضى الرجل جل وقته يبحث عن صاحب الصورة ، واكتشف بعد أن وجده تلك العلاقة الغامضة بين مدى وضوح الصورة فى حجرته ، وبين صحة رجله المنشود ، حتى تلاشت الصورة تماما يوم وفاة الرجل ..
وبعيدا عن ان القصة كانت ملفقة كما اتضح فى النهاية ، ولكن الأمر برمته بدا مترابطا بطريقة ما ..
اللوحة وعنوانها
الفيلم
القصة
كان هناك شىء ما ، وعلى قدر وضوحه كان يتسلل من بين أصابعى كلما أوشكت على الامساك به .. حتى مللت محاولة تفسيره أو العثور عليه ..
كنت أهرب من واقعى فى بعض الأحيان للتفكير فيها .. تلك الفتاة التى تشبهنى .. هل تعلم بوجودى ؟ وهل تهتم أصلا ؟ ما اسمها ؟ ماذا تدرس ؟ وماذا تعلم ؟ ومن تحب ؟ وماذا تحب ؟
ووجدتنى أفعل ما أجيد فعله فى العاده ، فنسجت لها الكثير والكثير من الحكايا فى خيالى ..

الخميس، 2 يونيو 2011

2


أنا لا أحب صلاح ، ولكنه الانجذاب الذى تشعر به أية أنثى أهدرت أنوثتها فى علاقة فاشلة فور خروجها منها .. لأول رجل يحاول التسلل لما بعد خطوطها الحمراء ..
أنا لا أحب صلاح .. ولكنه التقارب فى طريقة تفكيرنا ومواقفنا من أشياء شتى ، والذى يشعرنا بتلك الراحة الغامرة كلما اقتربنا لأحدنا الآخر ..
أنا لا أحب صلاح .. ولكنها الرغبة فى محاولة ثانية .. لأثبت لنفسى أننى لم أستنفذ بعد كل فرص الحصول على القليل من السعاده .. دون الكثير من التفكير ..
بالفعل .. أنا لا أحب صلاح ..

كانت هذه الترهات بالطبع هى ما أردده لنفسى كلما ساءلتنى عما يدور بينى وبين صلاح ويزداد عمقا يوما بعد يوم ..
كنت أحاول الهروب قدر استطاعتى ولم أدرِ من أى شىء أهرب .. ربما اعتدت أن أكون فى موقف القوة دائما ، أتلقى العروض فأقبل أو أرفض وأتحمل نتائج قراراتى التى لا تعجب سواى على الأرجح .. فكان انجذابى نحو صلاح الذى رفضت كثيرا الاعتراف به ولو لنفسى انقلابا قاسيا فى موازينى ..
حتى واجهنى بما كنت أهرب منه ، فاستسلمت له ببساطة كنت أفتقدها فى نفسى ..
كان العام قد انقضى بطريقة ما على تلك الليلة الرائعة ، حين بدأ كل شىء .. فكان عيد الفطر التالى ، وكان فى بيتنا هذه المرة .. كانت أمى شأن كل نساء بلدتنا قد أمضت العشر الأواخر من رمضان فى تفرغ تام لخبز أطايب الكعك والبسكويت ، كانت هناك مباراة ما خفية بين النساء فى كل عيد وكأنهن يتنافسن على لقب "أفضل كعك لهذا العام " .. وأمى على بساطتها واختلافها عن سائر نساء بلدتنا ، كانت تشارك لا شعوريا فى تلك المسابقه .. وكانت الأفضل بالطبع ..
كنا حول الراديو ثانية ، وهذه المرة كنا نخشى أن تفضحنا أعيننا ، فى الواقع كنت أخشى أن تفضحنا عينيه اللتان بدتا لوهلة وكأنهما يبوحان بكل شىء مع كل نظرة ، فكنت أهرب منه الى غرفتى حينا حتى تعاود أمى مناداتى فأعود على مضض .. أجلس لدقائق ثم أغادر متعللة بأى شىء ..
حتى تبعنى ذات مرة واستوقفنى قبل أن أصعد درجات بيتنا الأسمنتية إلى الطابق الأعلى حيث غرف النوم ..
- جنه
هكذا نادانى .. كان يعلم أننى أفضل هذا الاسم على اسمى الأصلى "نجات" .. وكان يحب غرورى ويجيد إرضاؤه ..
- نعم
- انتى مش عايزة تجعدى معانا؟ متضايجه منى؟
- لا بس تعبانه شوية ..
- سلامتك ألف سلامة .. بس أنا أصلى كنت عاوز اجولك حاجة ..
تسارعت دقات قلبى .. بطريقة ما كنت أعلم أنه سيقولها الآن .. ولم أدر حقيقة شعورى وقتها .. هل هو سعاده لأنه أخيرا أعادنى إلى موقعى الأصلى .. موقع من يتلقى عرضا فيقبله أو يرفضه ؟ أم سعاده لأننى اتلقى هذا العرض منه "هو" بالذات ؟ أم لعله قلق على ما قد يجره إلى عرضه من مشاكل كنت أشعر بها قبل أن تحدث ؟
أذكر أننى كنت متوترة جدا .. وارتفعت يدى إلى شفتى أقضم أظافرى كما أفعل عادة كلما توترت .. فأمسك كفى برقة وأبعده عن شفتى وهمس:
- تتجوزينى؟
دارت بى الغرفة للحظات .. فقط سحبت كفى من بين يديه وابتسمت له ، وأومأت موافقه دون كلمة واحدة قبل أن أفر إلى غرفتى ..
يا الله .. أين كنت من كل هذا ؟ وأين كان فؤاد ؟ لم كان يتعمد معملتى بفظاظة وسوقية بالرغم من أنه يجيد التعامل بلطف .. ولكننى الآن لا أفكر فى فؤاد وأسباب انفصالنا .. بل أفكر فى الحب الذى يطرق بابى الآن ولأول مرة .. متأخرا ربما .. ساحبا معه العديد من العقبات ربما ، ولكنه فى ذات الوقت منحنى احساسا رائعا لم أعرفه من قبل .. تكفينى روعته للمضى قدما فى أى شىء أيا كانت تبعاته ..
لم تمض أيام حتى اتفقنا أن يخاطب والدتى فى شأن خطبتنا ..
ولم تمض أيام أيضا حتى أعلنت هى موافقتها .. بعد الكثير من الضغط ..
كانت تعلم أنه يصغرنى ، وكانت تعلم أننى لن أنجو من كلام النسوة اللاتى ليس لديهن ما هو أفضل ليفعلنه .. وكانت تعلم أنها لن تتحمل رؤيتى أطلق للمرة الثانية .. وكنت أخبرها أننا سنسافر كما وعدنى وسنبدأ حياتنا من جديد بعيدا عن الثرثرة والقيل والقال ..
واستسلمت العجوز الطيبة لرغبتنا أخيرا، وأعلنت خطوبتنا سريعا ..
وفتحت علينا أبواب الجحيم ..