الأحد، 24 يناير 2010
ربما .. لأن الشتاء تأخر
تجمع الجالسه أمامى أشياءها و تنهض وأسارع أنا لفتح النافذه متجاهلة نظرات الاعتراض التى أطلت من أعين عجوز تجلس بالقرب منى .. أسمح للهواء البارد أن يلفح وجهى " يمكن أفوق" .. هل تعرف احساس الجالس أمام جهاز تليفزيون بينما جهاز التحكم فى يد شخص آخر لا يكاد يستقر على قناه بحيث يصبح كل ما يمكنك مشاهدته هو مجموعه غير متناسقة من المشاهد المتتاليه؟ هو ذا .. عقلى جهاز تليفزين وجهاز التحكم فى يد شخص لا أعرفه .. تتوالى المشاهد المتقطعه دون هواده ..
القناة الأولى : محادثة على الماسينجر مع صديقة أخبرها فيها ان " الدمع اللى فى عينى بيوجع مبينزلش و مبيطلعش.. وانا كبايات عصير قصب مليانه عالآخر .. و الخلق ما بتشربش "
القناة الثانية : صديقه أخرى على السرير فى المستشفى ترتجف فاقدة الوعى
قناة الكوميديا : اظفرى البنصر بلا طلاء فى حين أن بقية أظافرى مطلية بعناية شديدة !!
قناة الأفلام : كوستا و قدح من الموكا الساخنة و وورقه صغيرة كتب عليها "وحشتينى و انتى جمبى"
قناة الموسيقى : كينى جى – بيساميه موتشو
قناة الدراما : أمى تطلب منى أن أسرع باتخاذ القرار و تنفيذه
قناة ما : محادثة مع صديق أخبره فيها أنى "مخاصمانى و مبكلمنيش من مدة.."
نفسى النور يقطع عن التليفزيون ده بجد ..
أريد الابتعاد و الاقتراب فى نفس الوقت لا أدرى عن ماذا أو الى ماذا .. أريد هدنه .. مساحة من الفراغ الفكرى .. يخطر ببالى أن أسأل صاحب كشك الحلوى " انت ليه مبقيتش تفتح الصبح بدرى؟ أنا ببقى عايزة عصير " و أمنع نفسى بالعافية من أن أسأل الواقف بجوارى على المحطة " والنبى يا أخ هى طرحتى مزبوطه ولا عامله سبعاوى تمنياوى طه؟ "
أعبر الشارع بالاستهتار المناسب .. سباب سباب سباب .. ايييييه؟ هو الواحد ميعرفش يعدى الشارع و هو مش فى وعيه فى البلد دى؟ الناس جرالها ايه؟
اللعنه .. أنا أهذى
أنا أهذى و الساعه لم تتجاوز الثامنه صباحا .. سيكون يوما طويييييييييييييييييييلا ..
أطرد فكرة التنفيض لكل شىء و الذهاب للتمشية على الكورنيش من رأسى .. " الهروب مش حل " هكذا أقول لنفسى فى حزم .. تمصمص شفتيها - نفسى - فى سخريه و تقول " أما نشوف آخرتها "
أعيد النظر فيما كتبته كأنه لا يخصنى .. كأنها أعراض يشكو منها مريض ما .. أكتب التشخيص الذى يناسبنى و أكتب العلاج :
التشخيص : نقص حاد فى اللون البنفسجى
العلاج : حته شيكولاته كبيييييييره
الأحد، 3 يناير 2010
............
كان عليه ان يخمن من أغنيتى المفضله اننى لن أكون ملاكه الحارس .. و أننى لست على أدنى قدر من البراءة التى لم يمهلنى قط كى أدعيها .. ولكنه لسبب ما – خفى - آمن بوجودها داخلى .. أنا لم أطلب منه أكثر من الابتعاد عنى .. لكنه تصرف بما يليق بفراشة حقيقية ..
لماذا لعن الله الفراشات بالغباء و حب الضوء؟
هكذا أتساءل على الدوام
لماذا لعنه الله بى ؟
هكذا سيتساءل على الأرجح
سيمضى أياما صعبة .. سيذهب الى ذات المقهى مرتين .. سيطلب مشروبى المفضل و يتلمس مقعدى الخالى و يستمع مرارا و تكرار الى اغنيتى المفضله .. دون ان يفهم أننى ما كنت أبدا لأكون ملاكه الحارس .. و أننى لست على ادنى قدر من البراءة التى لم يمهلنى قط كى ادعيها ..
سيزور أحلامى كثيرا .. و فى يده وردة و كتاب
سينضم الى قائمة ما يدفعنى للاكتئاب .. و سأخبر طبيبى النفسى عنه باختصار .. " لم يفهمنى من أغنيتى المفضله "
ثم سيفعل ما يجيده البشر : سينسى
و سأفعل ما يجيده انصاف الأحياء : سأمضى قدما
لماذا لعننى الله بى ؟
هكذا سيتساءل طبيبى النفسى
الجمعة، 20 نوفمبر 2009
ببطء .. كالنساء
كانت أياما مليئة بالموسيقى و الأكاذيب .. و كنا حمقى سعداء .. والآن .. لم نعد بالضرورة حمقى .. لكنا قطعا لسنا سعداء .. أتدرى؟ أفتقدك بشده .. أشعر بالسخف - ناهيك عن شعورى المعتاد بجنونى التام - عندما أسمع أنفاسك كلما عبرت الطريق .. لطالما كان صوت أنفاسك مميزا .. ولكن فكرة ملاحقه صوت أنفاسك لى فى الشارع تبدو مثيرة للقلق نوعا ..
اسرع باتجاه العياده .. اضبط نفسى أركض دون سبب كالعاده .. أردد لنفسى بيت الشعر الذى أفضله فى مثل تلك المواقف " سيرى ببطء كالنساء الواثقات بسحرهن وكيدهن .. " أضحك ساخره من نفسى التى تطلب منى أن أسير " كالنساء " كأننى لا أنتمى اليهن .. حمدا لله أن الشعر لم يكن ليستهويك والا كنت أمضيت دهرا فى المضى قدما بعدك .. فى الواقع لم يكن بيننا الكثير من القواسم المشتركه .. كل منا ينتمى الى عالم مختلف تماما .. ولكل منا شرفه واسعه يطل منها على الآخر .. عبر تلك الشرفه قضيت أمتع لحظات حياتى أحكى لك عن كتاب قرأته.. قصيده لمستنى .. أدندن لمنير و فيروز و تهز رأسك أنت فى غير رضا .. و من شرفتك غنيت لى أغانى عمرو دياب الجديده و حكيت لى عن جميع ألعاب الكمبيوتر التى لا ألعبها وأنا أرجوك أن تكبر قليلا .. تعبس .. تقطب كالأطفال و تتساءل فى براءه " هو أنا مش عاجبك كده؟ بجد عايزانى أكبر؟ " أتراجع فى الحال.. لا أستطيع أن أجازف بكل ما فى عينيك من براءة و أطلب منك أن تكبر لمجرد أننى أفضل منير على عمرو دياب أو لأننى لا أحب ألعاب الكمبيوتر " لأ يا حبيبى متكبرش .. خليك كده و أنا هعتبرك ابنى " .. هييه..هل كنا نعنى تلك الترهات حقا؟ أنا كنت أعنى ما كنت أقوله .. ترى هل كنت تعنى ما كنت تقوله بدورك؟
عندما رأيتك الأسبوع الماضى فى المؤتمر لم أصدق كم أنت أنت !! الى هذه الدرجه لم تتغير ؟ ذات الضحكات المجلجله التى لا يضحكها أكثر العامة سوقيه .. وذات الدمعه فى عينيك متى ضحكت من قلبك أو سعلت أو انفعلت أو مارست أى نشاطِ انسانى .. كانت عيناك تدمعان دوما دون سبب .. حله رماديه و رابطه عنق أنيقه .. شعرك بدأ يغادر رأسك الى غير عوده ولكننا كنا قد توقعنا هذا منذ زمن فلم يفاجئنى .. بل فاجئنى كيف احتفظت بتفاصيلك كامله .. لم تكبر يوما بينما أشعر بجوارك أنى عجوز شمطاء
- " ايييييييه ده معرفتكيييييييييييييش .. بقيتى واحده تانيه .. لأ لأ لأ ايه يا عم الشياكه دى بس و كعب عالى و بدل كلاسيك و ميك أب و قلق .. كان فين الكلام ده أيام الكليه "
- " وانت ما شاء الله زى مانتا صوتك عالى فشر تباعين الميكروباصات و حالتك كرب و لسه عينيك حمرا من آخر مره شفتك فيها .. شوفوله بروزولين يا جدعان بدل ما هو فاضحنا و عامل زى المدمنين كده "
- " رغم ان شكلك اتغير لسه لسانك طويل زى مانتى مفيش فايده .. انا قلت البت اتلمت بأه وعملت فيها بنت ناس
- " لأ و لسه .. بص "
أفتح فمى لأريك أننى أصلحت أسنانى المفقودة و يسقط فكك دهشة قبل أن تطلق صرخه
- "ايه دااااااااااااااا وأنا أقوووووول احلوت لييه احلوت لييه .. صلحتيهم امتى يا مصيبه؟"
- " لسه شايله الريتاينر من اسبوع"
- طب يا ستى الف مبروك
قابلنا معظم دفعتنا يومها و كان من الغريب أن يجدوننا معا بعد هذه السنوات .. فانفصالنا لم يكن هينا بالنسبه للجميع .. حضر كل منا المناقشات التى أردنا حضورها و اتفقنا أنك ستقللنى الى المنزل بعد المحاضرة الأخيره.. لم أصدق أنك اشتريت سيارة أخيرا و لم تصدق أنت أننى أخيرا سأركب معك سياره واحده .. لقد حمل اليوم الكثير من المفاجئات لكلانا .. لم يفتنى أن أنظر الى يمناك لأصعق بدبله فضيه تؤكد الهاجس الذى سيطر على منذ البدايه .. لقد خطبتها بالفعل .. لم أجد فى نفسى رغبه فى خوض المزيد من الصراعات النفسيه ولا أخفيك سرا لقد عزمت على التسلل بعد المحاضره الأخيره و العوده الى المنزل وحيده بدونك .. لا داعى للمزيد من وجع القلب فالتعافى منك لم يكن سهلا .. لكن الصدفه أبت ووجدتنى أهرب بسرعه كى انتهى فى حضنك دون أن أعى هذا .. أحاول الهروب منك فأصطدم بك ؟! كم هذا مثالى !!
فى الطريق الى السياره تلاحظ وجومى .. تبا كنت قد نسيت كيف تعرف دوما أن ثمه ما يشغلنى دون أن أنطق و مهما حاولت تصنع الهدوء .. نتناقش فى موضوعات المؤتمر و أجيب بمرح مفتعل .. فى السياره تضع يدك على المقود و تنظر الى دبلتك التى خنقتنى .. تخلعها و تلقيها على التابلوه باهمال
- كده فال وحش . و بعدين لو كنت خطيبتك كنت قتلتك
- بس انتى مش خطيبتى
تقولها معابثا دون أن تدرى كم كنت عنيفا و كم جرحتنى .. يزداد وجومى فتتدارك الموقف فى الحال
- أنا أصلا مش خاطب .. أنا لابسها كده عشان البنات السمجه اللى معانا فى السنتر .. بجد بشعين .. قلت انجز و أخليهم يصرفوا نظر عنى خلينا نشوف شغلنا .
رباه .. هل تعنى ما تقول؟ لم ترتبط بها؟ الى الآن؟ أم انفصلت عنها أم ماذا؟ لعلك لم تتعلم أن تكذب على فى أعوامنا الثلاثه الأخيره .. ثم لماذا يهمنى الأمر الى هذه الدرجه؟ هل جننت؟
- خلاص يعنى عمر الشريف يا خىُ هيموتوا بعض عليك؟ بلا نيله
- أيوه عمر الشريف بأه .. ولا مش عاجبك؟
أتذكر انها كانت دعابتنا المفضله .. كذا ولا مش عاجبك .. أجيب بخجل عاجبنى طبعا ..أنساق الى الدعابه و أجيب ناظره اليك : "عاجبنى طبعا " .. تبتسم ولا تعلق .
تسألنى عن حالى ولم لم أتزوج .. أجيب بأنى " لسه بكون نفسى " تضحك و تكرر السؤال فأجيب " مجتش مناسبه" تضحك كثيرا هذه المره .. " انتى لسه ضايعه زى مانتى " فأجيب بجديه لم تتوقعها " و انت لسه زى مانتا .. ف كل حاجه ..."
تمر لحظه صمت جاده .. " وحشتينى أوى .." هل قلتها حقا؟ أم ترانى عدت للهلاوس من جديد؟ لابد أنك قلتها .. عيناك تبدو كعينى شخص اعترف لتوه أننى " وحشته أوى " .. أنظر اليك طويلا .. طويلا جدا .. و تتسع ابتسامتى و أنا أبحث عن ردا ذكيا .. تبوء محاولات التحذلق بالفشل فأعلن استسلامى " وانت كمان " .. نستغرق فى الحديث كأننا افترقنا أمس .. نتبادل دعاباتنا المعهوده .. نجد أنفسنا أمام منزلى خلال دقائق ..
- " مبسوط انى شفتك بجد عايزين نرجع نتلم تانى احنا و بقيه العيال"
تقولها ببرود يصدمنى فأكاد لا أصدق أنى سمعتها !! كأنك تخاطب أحد أصدقاءك .. كأننى لم أكن يوما .. لم أكن.. أنا!! كيف؟
لا أدرى كيف ابتسمت ووعدتك أن " أكيد ان شاء الله " .. ولا كيف حملتنى قدماى الى خارج سيارتك والى سلم العماره و الى السرير .. ولا كيف مضى الأسبوع الماضى فى الواقع .. كل ما أعرفه أن أنفاسك عادت تلاحقنى فى الشوارع منذ ذلك الحين .. و أنك اختفيت تماما كما فعلت فى المرة السابقه .. وأن .. حسنا ها قد عدت لمبدأ أن النهايات السعيده لا توجد الا فى الافلام الرديئه .. طالما أخبرت نفسى أن الأسوأ كله يكمن فى الأسبوع الأول .. بعدها تجد الحياه طريقتها للاستمرار.. قررت ان الأمس كان نهاية الأسبوع الأول .. و أن اليوم بدايه جديدة تستحق ابتسامه .. أطرد أنفاسك من رأسى .. و أبتسم و أنا أعبر الطريق وحدى تماما .. وحدى لكن ونسان كما يقول جاهين و يغنى عزيزى منير .. تتسع خطواتى تدريجيا كما يحدث كلما أقبلت على الحياة لسبب أو لآخر..ها أنا ذا عدت للركض دون سبب مرة أخرى .. أذكر نفسى بالتمهل ..و أردد لنفسى بيت الشعر الذى أفضله فى مثل تلك المواقف " سيرى ببطء كالنساء الواثقات بسحرهن وكيدهن .. "
سأسير ببطء و سأتعافى منك ببطء أيضا.. كالنساء الواثقات بسحرهن و كيدهن
سيرى ببطء يا حياة كى أتأملك ..
أسير ببطء
كالنساء الواثقات
بسحرهن
ببطء .. ب ب ط ء
البيت من قصيده الرائع محمود درويش " الآن فى المنفى"
السبت، 17 أكتوبر 2009
ده حزن ولا وتر؟

لأن " الحزن شاطر"
و " الفرح شاطر"
فلابد أن أكون " قادر فى الحزن أفرح "
ولابد أن " أرقص .. غصب عنى أرقص " لأذكر نفسى بأن" لسه الأغانى ممكنه "
فى بالونه صغيرة اشتريتها - ضمن بلالين كثيرة - لهذا الغرض تحديدا أضع الورقه الصغيرة المطوية بعنايه كرسائل الحمام الزاجل .. و فيها – الورقه - ما يضايقنى .. و أنفخ البالونه .. مع كل نفس أزفر غضبا و حزنا و مشاعر كريهة كثيرة لا أريد حتى أن أكتب عنها .. أعقد البالونه فى النهايه و أفتح نافذة الغرفه .. لا أنسى أيا من طقوس فتح النافذه مثل الابتسام و النفس العميق و فتح الذراعين الى آخر مدى كى أحتضن السماء .. أطلق البالونه الملونه و أتمتم " غورى ف داهيه " .. أغلق النافذة ومازالت الابتسامه على وجهى .
أقرر تأجيل بالونات الحلم البنفسجيه الى المساء .. فوحدها بالونات الأحلام ستعلو فوق كل هذا ..
أضع رأسى على الوسادة وقبل أن أنام أتساءل : " هو أنا اتجننت؟ "
العنوان : بره الشبابيك - محمد منير
هيه - محمد منير
على صوتك بالغنا - محمد منير
الخميس، 17 سبتمبر 2009
قلبى برج حمام

- آه
- يعنى ايه بأه
- يعنى أبقى مبسوط و أنا معاكى .. ولما متكونيش موجودة اكتب كل الحاجات اللى حصلت فى نوته و لما تيجى احكيهالك .. يعنى أنا اللى أجيبلك الورد و الشيكولاته .. و أنا اللى أعلمك كورة .."
كلامه معقول و ما يتكلم عنه يبدو كالحب فعلا .. اذا لم يكن هذا هو الحب فما الحب إذن؟ "
أرز بلبن لشخصين - رحاب بسام
***************
أغلق الكتاب و أبكى للحظات .. لاأدرى لماذا جعلتنى تلك السطور تحديدا أبكى .. السطور من ذكريات طفولة الكاتبه و الذى يحدثها هو ابن الجيران البالغ من العمر وقتها ثلاثة عشر عاما .. كلمات بسيطة ولكنها موجعه أو هكذا رأيتها .. ببطء أنهض لممارسة طقوس الاحباط .. آخذ حماما باردا .. أمشط شعرى ببطء .. أحاول أن أضع طلاء الأظافر الفرنسى مرة بعد مرة و فى النهاية أزيله تماما .. أستبدله بالأحمر .. أزيله أيضا .. أقرر أن اؤجل طلاء أظافرى لوقت لاحق .. أتجه الى المطبخ و أحاول خبز شىء ما .. شىء بالقرفة .. لابد من نكهة القرفة لأنها تتناسب تماما مع الاحباط و الشجن .. بسكويت بشكل فراشات صغيرة؟! يبدو اقتراحا مناسبا .. أبدأ ما أنا بصدده .. أشعل الفرن و فى ورقه بيضاء أكتب " أنا قلبى برج حمام هج الحمام منه " .. أضع الورقه فى الفرن متمنية أن يحترق الاحباط باحتراق الورقة .. أبحث عن قالب الفراشات فلا أجده .. اللعنه !! فلنجرب قالب القلوب الصغيرة .. ليس سيئا الى هذا الحد .. قلوب بنية صغيرة بطعم القرفة لن تكون سيئة على الاطلاق.. أخبز البسكويت و أتناوله مع الشاى باللبن كالعاده .. ليس سيئا فى الواقع كما أنه رفع من روحى المعنوية نوعا ..
اذهب الى الشرفة .. الملجأ و الملاذ .. لابد من شرفة أو نافذة مفتوحه أو أى شىء يدل على أن العالم أوسع مما يبدو عليه .. لابد من أغنية تعطى أملا مناسبا ..لابد من لمسة فيروزية .. بكرة انت وجايى؟ ارغب فى سماعها بشده ولكن بدلا من ذلك أشغل صباح و مسا .. أدندن .. أدندن بصوت أعلى .. أعكس الكلمات بطريقتى الخاصة لأعكس معنى الأغنية تماما.. حيلتى الصغيرة التى أحب ممارستها فى أوقات مثل هذه .. لا تفلح الحيله .. القلم و الورقة .. أكتب .. لا فائده .. أطوى الصفحه و أرسم فراشه .. لا أجيد رسمها فيصير جناحها معوجا بعض الشىء ..
- أنا شفت فراشة بتطير بجناح مكسور .. فكرتنى بنفسى وأنا بقاوح مع الدنيا
- أنا بأه فراشة وقعت و الناس داست عليها
بالامس لم يكن سقف الغرفة قريبا هكذا ..لا أدرى أين قرأتها ولكنها تصف ما يحدث بدقه..
اللوحه قلبى برج حمام - سوزان عليوان
العنوان أغنية محمد منير بنفس الاسم
الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009
شمسيات و أحباب

سأكون بمفردى أسير باتجاه مقهانا المفضل حيث ينتظر بعض الاصدقاء .. اسير على مهل و أنا اذكر نفسى ان ليس ثمة ما يدعو للعجله .. استمع الى فيروز و اتنفس ببطء .. ب ب ط ء ..
ستكون انت فى بداية الشارع و فى يسراك مظله مطوية و فى يمناك تحترق لفافة تبغ .. لا تعرف الطريق الى ذات المقهى حيث ينتظرك بعض الاصدقاء ايضا .. سأمر بجوارك و سأشعر بقشعريرة لن أفهم سببها فى ذلك الوقت .. ستبتسم و تسأل عن الطريق .. و سأبتسم و انا أصفه لك .. لن تفهم وصفى فسأخبرك أننى متجهة الى هناك .. سنسير معا ..
سنتكلم عن الكوربه .. عن انها زيارتك الأولى لهذا الفرع بالذات من ذلك المقهى .. عن انه مقهاى المفضل .. عن مشروبى المفضل هناك .. و عن مشروبك المفضل أيضا .. سنتكلم عن سيجارتك التى تضايقنى .. ستسحب منها نفسها طويلا ثم تطفئها فى تهذيب .. سنتكلم عن الجو الخريفى الساحر الذى يسيطر على الأشياء .. سنتمنى لو تمطر .. سأخبرك انى أحب المظلات كثيرا و سأخبرك عن وجهه نظرى فى الشمسيات.. ستعرض على بكل جدية أن آخذ مظلتك و سأرفض ضاحكة لأن " أنا عايزة واحده بنفسجى .. " .
سأدندن أغنية فيروز التى أسمعها الآن .. ستدندن معى .. انت تعشق فيروز و تحفظ لها الكثير .. و تحب هذه الأغنية بالذات .. سنشعر بقطرات المطر على وجهينا .. ستفتح مظلتك بهدوء و تنشر أجنحتها فوقنا .. سأخرج باسمة من تحتها و أنا أذكرك ان الشمسيات صنعت لتحجب الشمس .. وليس المطر !! ستطوى مظلتك و تقبل بجنونى و ستبتل ثيابنا كثيرا .. سنضحك .. سنضحك كما لم نضحك من قبل ..
سنمر أمام المقهى بضعه مرات دون ان ندخل .. فقط ننظر له بتردد ثم نتابع نزهتنا الصباحيه تحت المطر .. سترن هواتفنا مرة بعد مرة .. لن نجيب .. فى المرة الخامسة لمرورنا سنضطر للدخول .. سأكتشف أنى لا أعرف اسمك بعد .. ستخبرنى به و سيكون كما توقعته .. سأخبرك اسمى فتخبرنى أنه كان خارج دائرة توقعاتك.. ستصافحنى قبل أن ندخل .. رغم أننا سندخل معا .. و عند الباب ستهمس " هاشوفك بكره " .. سأتساءل فى نفسى ماذا تعنى و كيف و متى و أسئله كثيرة ستسمعها دون ان أنطق بها .. ستبتسم ابتسامه واسعه قائلا : " ملكيش دعوه ازاى .. و فين و امتى و بتاع ايه .. هتشوفى .."
بعد عشرين عاما من ذلك اليوم سنسير معا كفا بكف كما اعتدنا ان نسير .. تماما كما فى لقاءنا الأول ستحمل المظله فى يسراك و فى يمناك سيكون كفى بديلا مناسبا للفافة تبغك.. سنتذكر ذات اليوم و ذات الصباح الخريفى و سندندن ذات الآغنيه .. سيعلو صوتنا مع اقترابها من النهاية
بكره لابد السما لتشيتينى عالباب
شمسيات و احبااااب
ياخدونى بشى نهار
واللى ذكر كل الناس
بالآخر ذكرنى . .
الاثنين، 14 سبتمبر 2009
قص و لزق
خلافات عائلية من الدرجة العاشرة على مقياس النكد الاسرى يتولد عنها بكاء هيستيرى يدوم لبضعه ساعات يتخلف عنه أجفان متورمة و صداع مزمن و أداء بشع تتوقعه لامتحان اليوم التالى ..
اليوم التالى : يد صديق تربت كتفك بينما تحكى فى حنق عن كل ما يعصف بروحك هذه الأيام .. يهدئ من روعك و يخبرك بأنه هنا لأجلك فتهدأ ولوهلة تشعر بالأمان و بأن " مش كل شىء بيفوت ف عمرنا بيجرح " .. و تعود للبيت أفضل حالا ..
( ملحوظة : لم يكن أداؤك فى الامتحان بالبشاعه المتوقعه )
-2-
علاقة من أقوى و أثبت العلاقات فى حياتك تمر بمرحلة حرجة جدا تهدد سلامك النفسى ( هأو .. قالك سلامك النفسى) .. تقطع فى قلق سلم المشاعر الانسانية صعودا و هبوطا الى أن ترسو لفترة على ما تصفه اصاله ب " نص حاله " .. و فى خلفية رأسك يغنى منير " و ما بين كده أو كده مش مرتاح انا ... "
أداءك فى الامتحان التالى رائع بحق و لا يتماشى لحسن الحظ مع استهتارك بالأمس ..ومساءا تكافئك الحبيبة الصغيرة السمراء بعلبه لبن رايب و كيس شبسى عائلى .. أشياء هفت اليها نفسك بفعل اعلانات التليفزيون (هؤلاء القوم يعرفون ما يفعلونه حقا )..
-3-
تتخذ قرارا لست راضيا عنه تمام الرضا و تفضل الابتعاد عن المتابعه مع احتمال الفشل .. شخصية قلقه مثلك لا تحتمل ان يحدثها أحدهم عن نظرية الاحتمالات .. هل رأيت تلك الحلقه منgrey’s anatomy ؟ ربما من الأجدر بك أن تراها لتفهم ما أعنيه.. هذه هى الثقة التى أنشدها و لن اتنازل عنها ..
غيوم المشاكل العائلية تبدأ فى الانقشاع .. و الأمور تتحسن .. تصلك مساءا علبة ألوان خشبية ترفع من روحك المعنوية حتى السماء .. صدمة خلوها من اللون البنفسجى تثير بداخلك غضبا طفوليا .. " ازاى حد يحط اللون البنى بدل البنفسجى ؟؟ البنفسجى ده ملك الألوان " تتجه الى الورقه التى رسمتها منذ أيام و تبدأ بالتلوين .. لا لنؤجل الفراشة حتى نعثر على لون بنفسجى من أى مكان .. هنتصرف ..
*********
حمام بارد بعد احدى وصلات البكاء اياها يفلح فى اعاده حرارتى الى المعتاد .. اسير ببطء نحو أمى " ماما اعمليلى ضفيرة .. " تغالب تعجبها و تفعل ما أطلبه منها .. تتكلم كثيرا و هى تمشط شعرى كلاما لا أذكر منه سوى " أصل ربنا بيقطع من هنا و يوصل من هنا .. " اقبلها و اتركها و أمضى ..اسير بعدها نحو الشرفه .. أدخل و أغلق الباب خلفى .. أشعل شمعه الفانوس الزجاجى الذى حصلت عليه كهدية أكثر من رائعه من صديقة أكتر من رائعه .. أفترش الأرض امام الفانوس و أدعو: يا رب .. يا رب نفرح .. يا رب نرضى ..