الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

شمسيات و أحباب


سيكون الوقت صباحا .. نعم صباح خريفى رائع شمسه بعيده و سماؤه موحية بأمطار وشيكة .. سنكون فى الكوربه .. فليس هناك مكان مناسب أكثر منها .
سأكون بمفردى أسير باتجاه مقهانا المفضل حيث ينتظر بعض الاصدقاء .. اسير على مهل و أنا اذكر نفسى ان ليس ثمة ما يدعو للعجله .. استمع الى فيروز و اتنفس ببطء .. ب ب ط ء ..
ستكون انت فى بداية الشارع و فى يسراك مظله مطوية و فى يمناك تحترق لفافة تبغ .. لا تعرف الطريق الى ذات المقهى حيث ينتظرك بعض الاصدقاء ايضا .. سأمر بجوارك و سأشعر بقشعريرة لن أفهم سببها فى ذلك الوقت .. ستبتسم و تسأل عن الطريق .. و سأبتسم و انا أصفه لك .. لن تفهم وصفى فسأخبرك أننى متجهة الى هناك .. سنسير معا ..
سنتكلم عن الكوربه .. عن انها زيارتك الأولى لهذا الفرع بالذات من ذلك المقهى .. عن انه مقهاى المفضل .. عن مشروبى المفضل هناك .. و عن مشروبك المفضل أيضا .. سنتكلم عن سيجارتك التى تضايقنى .. ستسحب منها نفسها طويلا ثم تطفئها فى تهذيب .. سنتكلم عن الجو الخريفى الساحر الذى يسيطر على الأشياء .. سنتمنى لو تمطر .. سأخبرك انى أحب المظلات كثيرا و سأخبرك عن وجهه نظرى فى الشمسيات.. ستعرض على بكل جدية أن آخذ مظلتك و سأرفض ضاحكة لأن " أنا عايزة واحده بنفسجى .. " .
سأدندن أغنية فيروز التى أسمعها الآن .. ستدندن معى .. انت تعشق فيروز و تحفظ لها الكثير .. و تحب هذه الأغنية بالذات .. سنشعر بقطرات المطر على وجهينا .. ستفتح مظلتك بهدوء و تنشر أجنحتها فوقنا .. سأخرج باسمة من تحتها و أنا أذكرك ان الشمسيات صنعت لتحجب الشمس .. وليس المطر !! ستطوى مظلتك و تقبل بجنونى و ستبتل ثيابنا كثيرا .. سنضحك .. سنضحك كما لم نضحك من قبل ..
سنمر أمام المقهى بضعه مرات دون ان ندخل .. فقط ننظر له بتردد ثم نتابع نزهتنا الصباحيه تحت المطر .. سترن هواتفنا مرة بعد مرة .. لن نجيب .. فى المرة الخامسة لمرورنا سنضطر للدخول .. سأكتشف أنى لا أعرف اسمك بعد .. ستخبرنى به و سيكون كما توقعته .. سأخبرك اسمى فتخبرنى أنه كان خارج دائرة توقعاتك.. ستصافحنى قبل أن ندخل .. رغم أننا سندخل معا .. و عند الباب ستهمس " هاشوفك بكره " .. سأتساءل فى نفسى ماذا تعنى و كيف و متى و أسئله كثيرة ستسمعها دون ان أنطق بها .. ستبتسم ابتسامه واسعه قائلا : " ملكيش دعوه ازاى .. و فين و امتى و بتاع ايه .. هتشوفى .."


بعد عشرين عاما من ذلك اليوم سنسير معا كفا بكف كما اعتدنا ان نسير .. تماما كما فى لقاءنا الأول ستحمل المظله فى يسراك و فى يمناك سيكون كفى بديلا مناسبا للفافة تبغك.. سنتذكر ذات اليوم و ذات الصباح الخريفى و سندندن ذات الآغنيه .. سيعلو صوتنا مع اقترابها من النهاية
بكره لابد السما لتشيتينى عالباب
شمسيات و احبااااب
ياخدونى بشى نهار
واللى ذكر كل الناس
بالآخر ذكرنى .
.

هناك تعليقان (2):

dandana يقول...

انا بحب القصة دى أوى

بقراها كتير

Ganna Adel يقول...

و أنا نفسى تتحقق أوى :)