الاثنين، 29 ديسمبر 2008

هذيان تجريدى

الى نفسى : عندى ثقة فيك..عندى امل فيك..وبيكفى
الى احلامى : بينى و بينك سور ورا سور..وانا لا مارد ولا عصفور
الى أمى : شكرا لحبك فهو مروحة و طاووس و نعناع و ماء
الى أبى : اللى بيننا..نص حالة..نص للحب اللى يمكن نصها التانى استحالة
الى أحدهم : هتمناله الخير من قلبى.. علشان يستاهل
والى آخر : معرفش ليه كل اما اشوفه و القى عينيا قصاد عينيه بحب نفسى
و الى ثالث لم اقابله بعد : لا تيجى اليوم ولا تيجى بكرة..تعا لما بينده الحنين..موسم الناس المنسيين
الى روضه اختى : انا و حبيبى روحين فى زكيبة :)
الى منه مجدى : بعدك على بالى .. يا قمر الحلوين..يا زهرة بتشرين..يا دهبى الغالى
الى ريهام قدرى : بحبك من قلبى يا قلبى انتى عينيا :)
الى الأعز عبد الرؤوف : بترجعلى كل ما الدنى تبدا تعتم..متل الهوا اللى مبلش عالخفيف
الى من يجدوننى غريبة : ساعات احب حاجات ميحبهاش غيرى
الى من يجدوننى كئيبة : انا مش عاشق ضلمه..ولا زعلت الضى
الى من يجدوننى حالمة : من حقنا نحلم .. ولو كده وكده و نشوف الدنيا حلوة مع انها مش كده
الى اصدقاء ارغمتنى الدنيا على التقصير فى حقهم : بكرة برجع بوقف معكم..اذا مش بكره البعده اكييد
الى الغد : مستنياك يا روحى بشوق كل العشاق
الى الحياه : سيرى ببطء كالنساء الواثقات بسحرهن و كيدهن



السبت، 13 ديسمبر 2008

حاجات مالهاش علاقة ببعض

موقف سخيف ..
فى الطريق من مبنى الكلية الجديد خلف دار الضيافة الى المستشفى بالدمرداش سرت برفقة شابين و فتاة .. أحد الشابين مغرم بالفتاة فسارا يتحدثان فى شئونهما الخاصة التى حرصت على ألا اسمع ايا منها فابتعدت تاركة لهما مساحة مناسبة ليتحدثا بحرية .. وسرت انا مع الاخر الذى تجمعه بأعز صديقاتى علاقة حب فوق الرائعة .. كان صديقا مقربا بدوره فسرنا نثرثر حتى أتاه اتصال من ذلك الطراز الذى يفصلنا عن العالم ان كنت تفهم ما أعنيه .. فأسرعت الخطى قليلا كى أعطيه بدوره مساحته الخاصة .. فالاستماع الى مكالمات العاشقين شىء خالى من التهذيب من وجهة نظرى .. فانتهى بى الأمر وحيدة اذا ..
حسنا لم يكن الوضع دراميا كما قد يبدو ولكنه قطعا لم يكن بالشعور المحبب .. ودون سبب واضح وجدتنى أغنى فى هدوء : ايديا ف جيوبى و قلبى طرب..سارح فى غربة بس مش مغترب .. وحدى لكن ونسان و ماشى كده .. ببتعد معرفش أو بقترب...

أحب بابا .. انا جنه ...
لم أدرك كم هو رائع حقا الا عندما رأيته يركض مسرعا قاطعا الصالة باتجاه الشرفة و فى يده كيس مملوء بالالعاب النارية وعلى وجهه ضحكة طفولية أروع من أن أصفها وهو يصيح : "ياللا نلحق نفرقع دول و العيال تحت عشان يتفرجوا عليهم.."
كان يقصد بالعيال الصغار من اخوتى و أبناء الجيران والذين نزلوا جميعا الى الشارع ليفعلوا كل ما قد يمكن ادراجه تحت اسم "شقاوة العيال" .. لم أجد الا ان أتبعه ضاحكة لنشعل معا ما كان يحمله من ألعاب نارية .. و يتابعها هو فى انبهار بينما أتابع أنا فى انبهار شخصا لم أره منذ زمن .. أبى كما كان منذ قرابة الخمسة عشر عاما ..
بعد ان انتهينا لم أملك سوى أن احتضنته قائلة : "كل سنة وانت طيب يا بابا " ...

وتعاندنى السماء أحيانا ..
بعد قرابة نصف الساعة من التباطؤ على المحطة رافضة أن أستقل أى شىء قد يذهب بى الى المنزل .. على أمل أن تمطر تلك الغيمة الداكنة التى احتلت السماء ركبت فى النهاية بعد أن فقدت الأمل فى أن تمطر .. فقط لينتهى بى الامر جالسة فى الحافلة بجوار النافذة اتابع فى حسرة قطرات المطر المتساقطة على الزجاج .. والتى أدخلت على نفسى مسحة مؤقتة من حزن مجهول المصدر ..

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

شوية هموم

بالرغم من كراهيتى لهذا النوع من الدعاية الشخصية ولكن الضرورات تبيح المحظورات..
فقد وجدت ان التنويه بمدونتى الجديدة شوية هموم قد حان وقته وذلك لرغبة خاصة فى اطلاع اكبر قدر ممكن من البنى ادمين على الفكرة المطروحة فى البوست الأخير والتى اعتز بها كثيرا ولو كره المغرضون..
بس كده :)

الجمعة، 5 ديسمبر 2008

تشرين و أنا

لا ادرى لماذا لا اجيد الكتابة عن لحظات القوة أو لحظات السعادة..ربما لقلتها..و ربما لأنى عندما تمر بى احداها احاول قدر المستطاع عدم اهدارها فى الكتابة عنها و ادخر ذلك لأوقات تعسة يمكننى فيها ان اجتر ذكريات سعادتى بنفس راضية..و ربما لأننى ببساطة لا استطيع..ليست واحدة من مواهبى المتعددة كما كنت اظن..
نوفمبر أو تشرين الثانى كما احب ان ادعوه- من باب التحذلق لا أكثر- يحمل فى نفسى طابعا خاصا لا ادرى سببه.. احب هذا الشهر دون سبب واضح وهى للأسف واحدة من حالات الحب من طرف واحد التى مررت بها فى حياتى و ان كانت هى الاسوأ.
نوفمبر بالنسبه الى هو بداية الخريف مع الاعتذار لكل الذين يجدون ان سبتمبر اولى بهذا الشرف الا اننا لو تكلمنا فى واقع الامر نجد ان سبتمبر امتداد للصيف..ناهيك عن بدايه العام الدراسى التى تجبرك على امضاء الظهيرة فى الخارج لتتأكد كل لحظة ان الصيف لم ينته بعد..
وربما من المشاعر الخاصة التى احملها لفصل الخريف يستمد تشرين معزته..ذلك الفصل الهادئ الرمادى..ذا الصباح الشاحب و الليل الطويل..يستحق العشق حقا..فهو ليس مقبضا كيئبا كالشتاء كما يترفع عن ابتذال الصيف.. وعلى شرف عشق الخريف اعشق تشرين..
موقفى من تشرين الثانى لا يتغير كل عام..استقبله بأمل ان يتكفل باصلاح ما افسده تشرين الأول من شئون حياتى..ذلك الشهر-تشرين الاول - الذى اعتقد انه وجد بطريقة أو بأخرى لتتجمع فيه كل احزان العام.. ذات الامل كل عام و ذات الاحباط الذى يتسبب فيه عزوف شهرى المفضل عن تقديم يد المساعدة بأى شكل ممكن..وهو الشىء الذى لا ينقص من مكانته عندى شيئا..
مضى تشرين الثانى هذا العام هادئا ..فقط حادث أليم فى بدايته و ذكرى أكثر ايلاما فى نهايته.. تخللته رغبة فى التغيير عكفت على تحقيقها و قد نجحت نوعا ما..حاولت اصلاح ما كسرته يوما بيدى..وقد سارت الامور على نحو جيد بصورة لم اتوقعها..ولكن حالة الحزن عادت بانتهاء الشهر الحزين..كلا لم اضيع ما حققته ولكنه فقط ذلك الشعور السخيف بأنك لست على ما يرام..بأن زاوية ما فى نفسك تشعر حزنا لا تدرى مصدره..
انتهى تشرين اذن دون ان احظى بالتعويض الذى احلم به..ولكنه كان أفضل من سابقه على كل حال..ومع ذلك لا اجد الا ان انتظر تشرين المقبل.. اتخيله منذ الان فتاه جميله شاحبة..تحمل فى يدها الحلوى و فى قلبها الأمل..او لعل الامل فى قلبى انا؟ حقا لا ادرى

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

لأنى اذا مت أخجل من دمع أمى..

تشاجرت معه فى الصباح رغم اننى لم ازد فى حديثى اليه عن " انا نازلة .. سلام عليكم" حيث يبدو انه بيت النية للشجار منذ امس..الشجار كالعادة حول المال الذى احتاجه دوما لزوم طلبات الاسياد كما اسمى طلبات المدعوقة الكلية .. و الذى يرى هو دوما انه ضربا من الرفاهية يمكن تأجيله.. بل والاستغناء عنه ان امكن .. لم اتمكن من اخفاء نبرة الغضب التى تسللت الى صوتى بمجرد ان قررت ان اكف عن الصمت و ارد عليه..
تشاجرنا اذن - ولا جديد فى ذلك - و لم اذهب الى الكلية يومها و بقيت فى المنزل .. و بقيت هى - حبيبتى الصغيرة السمراء التى تشاركنى هذا العناء و هى مغلوبة على امرها لا تملك منه شيئا - بقيت معى و لم تذهب الى عملها..لتحول دون تفاقم الوضع.
وصلت الامور بيننا- انا و هو - الى نقطة اللا عودة فقررت ان الاوان قد آن لمغادرة البيت للأبد .. بعد ان قطع هو كل طرق التفاهم كما اتضح ان ازمته المادية لن تمكننى من انهاء دراستى على الوجه الذى ارضاه .. و همجية اسلوبه لن تسمح باستمرار الحياة معه تحت سقف واحد.
اخبرتها على ما انتوى حتى لا تتساوى به عندما يفاجأ بمغادرتى الى غير عودة .. دمعت عيناها ثم انخرطت فى البكاء عندما شعرت باصرارى.. فجعلتنى دموعها اهدأ قليلا .. و كلمة واحدة قالتها ثنتنى عن عزمى تماما .. جلسنا نبكى و نرتجف حتى غادر ..و ارتدينا ملابسنا بعد ان اقنعتنى هى بالذهاب معها " عايزة اعمل كام مشوار مادام مروحتش الشغل .. ومش عايزة ابقى لوحدى " ثم ابتسمت قائله " و هجيبلك ايس كريم يا ستى تعالى باه" فوافقت..
فى الشارع سرنا و للمرة الاولى منذ متى لا اذكر امسكت يدى و شدت عليها طوال الطريق و خطر لى و كأنها تخاف ان اترك يدها و اهرب .. و شدت عليها اكثر اثناء عبور الطريق.. فابتسمت للخاطر ابتسامة لم تفهمها هى .. و امام" شبراوى" قررت انا ان افسد حميتها و اجبرها ان تشاركنى سندويتشات الفول و الطعمية رغما عنها .. و حبسنا بميراندا لى و البيريل لها - فهى لا تشرب الصودا - فشعرت بالقليل من التحسن ..
استكملنا جولتنا بين البنك و السوق و امام الفاترينات فى روكسى حيث كانت لنا وقفات مطولة .. وشعرت ان الامر افضل من ان يستمر هكذا وسرعان ما صدق ظنى و اضطررنا ان نذهب اليه فى مكان عمله لنعطيه اوراق نسيها فى اوج ثورته .. بعد مكالمة لا تقل سخافة عن مجريها تنبهنا الى تأخرنا عليه فى السوق و لمحت اثر مكالمته دمعه فى عينيها فاحتضنتها و سرنا فى صمت بعد ان صرت انا من تمسك بيدها و تشد عليها..
وصلنا و انجزنا مهمتنا و غادرنا و كأن حملا ثقيلا قد سقط لتوه من على كاهلينا .. فسرنا ضاحكتين نتحدث عن اشياء شتى .. كانت السحب فى السماء توحى بامطار وشيكة .. فرحت انا - فانا اعشق السير تحت الامطار - بينما تمنت هى ان يخيب ظنى و تعدل السماء عما انتوت.
اشترت لى الايس كريم المتفق عليه و اشترت لنفسها واحدا و سرنا محملتين بالاكياس .. نأكل الايس كريم و نثرثر و نضحك حتى وصلنا الى المحطة .. ميكروباص ما اشار لنا و كان خاليا فركبنا..و سرعان ما هطلت الامطار فاغتظت انا و ضحكت هى كثيرا .. و لكن سرعان ما انقلبت الايه حين تبين ان الميكروباص " مبيعديش من عندنا ".. نزلنا ضاحكتين و الايس كريم و الاكياس و الامطار جعلت منظرنا اكثر اثارة للضحك .. ثم قررت هى ان " نحترم نفسنا باه و ناخد تاكسى" و سرعان ما كنا فى البيت ..
جنه - وهو اسمها ايضا - حبيبتى الصغيرة السمراء .. شكرا لحبك فهو مروحة و طاووس و نعناع و ماء .. و غمامة وردية مرت مصادفة بخط الاستواء

السبت، 18 أكتوبر 2008

قد يسميه البعض هذيانا

- " تعرفى ان صوت الدموع عالمخدة زى صوت دقات الساعة بالليل؟ "
نظرت الى باشفاق متسائلة فى نفسها عن مستوى الخبل الجديد الذى وصلت له توا..
***************
- " انا بعيط عشان مش عايزة انام "
- " متناميش.."
- " انا بنام عشان محسش بالوقت وهو بيعدى و انا مستنية حاجة انا عارفة انها مش هتحصل"
احتضنتى مواسية و فى عينيها نظرة اعملها ايه دى بس يا ربى؟

***************
- " تعرفى؟ من امبارح للنهاردة محصلش اى حاجة..انا عيطت شوية دموع زيادة و عملت تليفون هيخلينى اعيط شوية قدهم بكرة..بس عارفة؟ من النهاردة لبكرة كل حاجة فى الدنيا ممكن تحصل.. بالمعنى الحرفى لكلمة كل حاجة.."
نظرت طويلا و لم تعلق

***************
- " وبعدين طيب؟ "
- " ولا قبلين ادينا عايشين "
صمتت دهرا و نطقت كفرا

الخميس، 9 أكتوبر 2008

سواقى

بالعودة الاضطرارية للدراسة بعد ان فشلت فى اقناع الجميع بأنى" اكتفيت علام يا جدعان" اعود مرة اخرى للكثير من الاوضاع السخيفة و الحالات التى ما كدت ارتاح منها حتى اتى احدهم يزف البشرى " الدكاترة هيبدأو فى رمضان ولازم ننزل ".. شاكرين مهللين عدنا للكلية و الجامعه و المجتمع و الناس..ولله الامر من قبل و من بعد.
زحام العباسية الخانق الكافى لتعكير مزاج اى انسان سوى يستهل يومه على احسن تقدير بعشر دقائق على الاقل من الحداد الاجبارى تتوقف فيها اى وسيلة مواصلات مهما كانت - صدق او لا تصدق تتوقف الميكروباصات ايضا - فى شارع الجامعه العتيد ليكون النشاط الانسانى الوحيد المتاح هو الحملقة فى وجوه الناس .. ناس فى الميكروباص و الكثير من الناس فى الشارع .. ناهيك عن الوقوف المتكرر فى شارع جسر السويس اقل الله اشاراته وادام لنا ضباطه.. وألفاظ سائق الميكروباص المصاب فى اغلب الاوقات بداء "الكلاكس" تمثل الخلفية المثاليه لهذا العذاب ..
تصل الكلية لترى ذات الوجوه تنظر ذات النظرات و تحيي الجميع بابتسامة لا معنى لها و "ايه الاخبار"تقولها مبتعدا لتؤكد لمن تحدثه انك غير مستعد لسماع اى اخبار ..
اخر الاسبوع هو؟ اذن فانت فى ايام مباركة.. ايام العيادات .. لتظل طول اليوم بلاد تشيلك و بلاد تحطك جريا و قفزا و صعودا و هبوطا و هتافا و صراخا بين العيادة الفلانية و المعمل العلانى لتلملم فى نهاية اليوم حفنة النفايات البشرية التى لم تستهلك منك خلال اليوم و تغادر وكلك امل ان تأتى غدا فتجد المكان متفحما كاستجابة من المولى لدعاء طال بأن "يحرق ابو دى كليه"..
رحلة العودة ليست بأقل بهجة من رحلة الذهاب يزيدها متعة الارهاق الذى يقتلك و شمس منتصف النهار تحرقك و رائحة العرق تخنقك و الكثير من البشرالذى لن تعلم ابدا من اين يأتون .. و صوت الكاسيت الذى يحلو للسائق ان يرفعه بالقدر الكافى لاغاظة صديق فى بولاق لا يمتلك كاسيت .. بعرور و امثاله يشكلون اوركسترا الركب المتوقف حتى يخيل اليك انك لو عدت الى منزلك حبوا ستضرب عصفورين بحجر بأن تصل اسرع و ترحم نفسك من الضوضاء.. ولكن تجيب صحة للحبو منين؟ ده انت قاعد بالعافية..
فى المنزل حيث عدنا لحاله اللا أهل ولا وطن تتناول غداءك وحيدا ان كنت محظوظا بما يكفى لتجد غداءا .. بل و ان وجدت طاقه لذلك اصلا ..
الى غرفتك تتجه .. فقط تخلع الحذاء و الحجاب وتستلقى بباقى ملابسك لتذهب الى حيث يذهب النيام .. تصحو لتجد الجميع نائمين .. وحيد كالضباع تبحث عن شىء مفيد لتفعله..تظل حتى الفجر وتذهب للنوم بمجرد ان تبدأ حركة الاستيقاظ فى المنزل..
تتوالى الايام متشابهة تدور فى ذات السواقى كل يوم .. سواقى مشاكلك العائليه و مشاكلك الشخصية .. مشاكل الكلية و ما فيها و من فيها .. تفتقد تدريجيا نقطة ارتكاز تستند اليها و تتوقف لتلتقط انفاسك و تسأل" هو فى ايه يا جماعه؟ ".

الخميس، 25 سبتمبر 2008

فضفضة

يحدث احيانا ان تسوق اليك الحياة اسوأ الحقائق و اكثرها ايلاما مدعمه بأدلة اخترت انت منذ البداية غض النظر عنها و التظاهر بأنها غير موجودة..يحدث ذلك فجأه و دفعه واحدة لتضيق دائرة الامل الضيقة بالفعل وتختنق بداخلها احلام كانت تستمد وجودها من ترهات اعتدت اختلاقها فيما مضى..
قد تزداد الامور سوءا اذا وجدت من يشاركك تلك الترهات لفترة تقتنع فيها بأن الاحلام قد تتحول الى واقع لمجرد انك تريد ذلك..ليبدأ الجحيم الفعلى عندما يسبقك الاخر الى ادراك مدى خطأكما و يتركك لفترة لا بأس بها تلعن احلامك و ترهاتك و تلعنه كما تلعن نفسك ايضا..تلعن ثقتك بنفسك و بالاخرين عموما و به تحديدا .. عندما وجدت _ او اختلقت_ سببا تحب معه الحياة و تعيشها ببطء و تستمتع بأدق تفاصيلها ثم باختفاء السبب او ادراكك انه لم يوجد قط تكره كل شىء .. او الاسوأ تقع فريسه للامبالاة لا ترحم ولا تبقى من انسانيتك الا أقل القليل ان ابقت..فالحب و الكراهية مشاعر انسانية و لكن اللامبالاة اولى خطوات التحول لجماد لا يشعر..
" منير قال : لو بطلنا نحلم نموت
و قال : قبل ما تحلم فوق
و قال : بره الشبابيك غيوم .. بره الشبابيك مطر .. وانا خايف كده و حاسس بالخطر "

الأحد، 7 سبتمبر 2008

..............

" انا بصلى .. و بصوم .. و بعترف.. بس ما بحبكش .. انا خايف..خايف منك..
نفسى احبك..نفسى احبك زى ما تكون ابويا .."
الجملة طبعا مقتبسة عن محمود حميدة فيلم بحب السيما .. بعيدا عن اداء محمود حميدة اللى مايتوصفش فى الفيلم عموما و فى المشهد ده تحديدا..بص للجملة مجردة .. بعيدا عن اطار الفيلم و عن محمود حميدة و اداؤه.. اطلع بعينك فوق كده و اقراها تانى ..
حسيت بالوجع اللى انا بحسه لما بفكر فيها ؟ حسيت ببشاعه تحول اداء العبادة من خطوة تقرب العبد من ربه لمجرد انصياع اعمى لأوامر جرى العرف انها تتبع بدون مناقشه؟
حسيت بألم تحول العبد مع ربه لموظف حكومة؟ مش هوصفلك كتير فى موظف الحكومة لأن صورته التقليدية متعارف عليها ومعروفة ليك اكيد.. بنى ادم قرفان من عيشته و من اللى عايشينها معاه بيكروت اى حاجة و بيعمل كل حاجة من غير نفس..
اد ايه الموضوع بشع لما تكون مع ربك موظف حكومة..
حبيت قبل كده؟ اكيد حبيت حتى لو كان حب عيال .. حتى لو كان مراهقة.. حتى لو كانت علاقة فاشله انتهت من زمان.. ارجع معايا بدماغك و ذاكرتك كده لأيام ما كنت بتحب.. قد ايه كان نفسك تقضى وقت مع اللى بتحبه..بتحس ان كل ثانيه بعيد عنه دى وقت ضايع..حابب تكون ليك مساحتك من الفراغ اللى بيكون كل عملك فيها انك تفكر فى حبيبك..تفتكر كلامه و تراجع تفاصيله..تدور عاللى هو بيحبه و تعمله..فاكر اد ايه كان ممكن تعمل حاجة انت مش حابب تعملها لمجرد انك ترضى حبيبك؟ و اد ايه كان ممكن تبطل حاجات بتحبها اوى لمجرد انها بتضايقه؟.. فاكر كنت بتبقى ملهوف ازاى عشان تقابله؟ ازاى مش عايز الوقت يعدى و انت معاه؟احساس ان مجرد هو كفايه و ان الناس وجودهم مكمل شكلى للحياة..الهدف من وجودهم انك تلاقى حد تحكيله عن اللى انت حاسس بيه لأنه اكتر من انك تحتفظ بيه لنفسك و تسكت.. الكلام الحلو و الهدايا..اكيد مش انا اللى هقولك يعنى..
اسيبنى منك انا شويه و اتكلم عن نفسى؟ انا نفسى احس كده ناحية ربنا..احس انى بحب ربنا فعلا.. انى بصلى عشان انا نفسى اقف بين ايدين ربنا مش عشان مدخلش النار..اقعد لوحدى افكر فى ربنا اد ايه هو كبير.. اد ايه هو رحيم..اناجيه و اشكيله من اى حاجة مضايقانى .. بل يبقى مجرد حبى ليه سبب كافى عشان تتلاشى كل الحاجات اللى مضايقانى .. يتحول اتباع اوامره و البعد عن نواهيه من مجرد روتين الهدف منه تجنب عذاب محتمل لمتعه حقيقية برضى فيها حبيبى و بعمل اللى يحبه و ببعد عن اللى يغضبه..نفسى اقرا القرآن عشان ده كلام حبيبى اللى بحب اقراه و اسمعه و اعيده على نفسى و على الناس مش عشان انا المفروض اقرا قرآن..قيس على كده كل الفروض و كل اوجه العبادة..
اللى انا بقوله ده فيه تجاوز او تطاول؟ معتقدش .. هل انا كده بتجاوز حدودى ك" مخلوق" بالنسبة للى خلقه؟ بردو معتقدش.. كتبت الكلام ده ليه؟ يمكن عشان اواجه نفسى بحاجه بحاول انكرها من زمان .. و الحاجة دى هى السبب فى انى دايما ببكى .. فى فيلم بحب السيما.

الخميس، 4 سبتمبر 2008

و التلج اجه..و راح التلج

لا ادرى بالضبط كم مضى من الوقت منذ رأيتك آخر مرة..فقد توقفت عن الحساب يوم توقفت عن البكاء رغم ان صورتك لم تفارقنى منذ ذلك الحين..فجأة وجدت تفاصيل اليوم حاضرة فى ذهنى كأننى اعيشها من جديد..اذكر كيف كنت و ماذا ارتديت..كيف غادرت انا مبكرا لسبب بدا حينها وجيها و لكن تفاهته تجلت واضحة الان...اذكره ضمن الكثير و الكثير من الاشياء التى وجدتنى اتذكرها عنك و عنى..
_ 1 _
فاكر يوم ما كنا قاعدين نسمع محمد نور بين المحاضرات على mp3 نسمة و فضلنا نعيد اغنيه (عادى) بتاع 600 مرة ؟ فاكرة اوى ان نسمة كانت هى السبب فى اننا حبينا الاغنيه..و يمكن كانت السبب فى اننا حبينا محمد نور اصلا..اليوم ده فضل فى بالى بعد اللى حصل كتير اوى و فضلت مده طويله مش قادرة اسمع لا الاغنية ولا محمد نور بسببه..
_ 2 _
فاكر يوم ما كنا بنتكلم عالماسينجر و كنت يومها انا متضايقه اوى و بسمع كارول سماحه (يا عذابى) فقررت انك تسمعها معايا؟ فاكر كمان انت ساعتها معرفتش تخلينى افك فقلتلى انك هتقعد تعيط معايا لحد ما انا ابطل عياط و بعت وشوش بتبكى كتير اوى لدرجة انى بطلت عياط فعلا وضحكت و فكيت؟
_ 3 _
فاكر اخر مرة اتكلمنا فيها عالماسينجر و حكيتلى انت عن حاجات كانت مضايقاك وخليتنى وعدتك انى مش احكيها لحد و فى الاخر قلتلى كده بالنص : " انا عايزك تبقى صديقتى الصدوقه.."
اللى انت متعرفوش انك كنت فعلا صديقى الصدوق من غير ما تطلب..كنت اخويا بجد..يمكن انا معرفتش اوصلك ده و ده شىء انا ندمانه عليه لحد النهاردة لكن ربنا عالم باللى فى القلوب..
*********************
انا بكتب ده و انا مش عارفه انت هتعرف ولا لأ..كل الحكاية انى حسيت انى عايزة اقولك "وحشتنى" بصوت عالى اوى..عارف؟ مرة بعد اللى حصل شفت واحد فى الشارع اتهيألى انه انت..كنت هجرى عليه و اخده بالحضن حرفيا للوهلة الاولى و بعدين فقت طبعا و افتكرت ان ده مستحيل يكون انت..بكيت كتيير اوى يومها..
عبد الرؤف..انا عمرى ما نسيتك ولا حتى يوم واحد..و على فكرة صورتك هى الwelcome note بتاعت موبايلى عشان كل ما افتحه اقرالك الفاتحه..و بقراهالك بعد كل صلاة و بدعيلك بالرحمة كتير..
انا مش هقول ان موتك كان صدمة ولا اننا عمرنا ما هننساك..اللى هقوله ان انت بموتك اخدت معظمنا معاك عشان الموجودين دلوقت ولا حد منهم زى ما كان قبل ما تسيبنا..و بالنسبالى انا..انا مفيش حاجة فى حياتى اثرت فيا و كنت قبلها بنى ادم و بعدها بنى ادم تانى قد موتك.. الله يرحمك يا صاحبى و بجد وحشتنى اوى..

الاثنين، 1 سبتمبر 2008

اوقات فراغ

هل شعرت بان كمية الفراغ بداخلك قادرة على ابتلاع اى قدر من الموهبة او شغف الحياة؟ فترة عجيبة هى من تلك الفترات التى انظر فيها الى مرآتى فلا أجد شيئا.. لا صورتى ولا صورة سواى..الفراغ هو الشىء الوحيد الذى يرمقنى من الجانب الاخر فى ضجر..
عبثا تملأ يومك بالآف من الاشياء و تساعد ايا كان على فعل اى شىء باحثا عما قد يملأ فراغك.. ليتراءى لك بعد هذا كم هى تافهة تلك الاشياء التى انشغلت بها و كم انت خاو ربما اكثر مما كنت عليه منذ البدايه..
ان تنظر بداخلك فتجد ان كمية علامات الاستفهام لا تعدلها سوى كمية " معرفش" كإجابة وحيدة لأسئلة ابسطها : إلى اين؟..مما يجعل رغبتك فى اطالة النظر بحثا عن اجابات اكثر وضوحا تتراجع بالقدر الكافى لجعلك تنصرف عن السؤال و تستسلم للوضع السخيف الذى وجدت نفسك فيه..
ربما يدفعك الملل لاقتراف حماقات تتنافى مع ما عهدته فى نفسك من ذكاء و حسن تصرف لتثبت لنفسك انك ما زلت ممسكا بزمام الامور و ان قرارك فى يدك و انك تستطيع فعل اى شىء و لكن ذلك يصب للأسف فى طريق سخطك على نفسك عندما تتضح فداحة حماقاتك و يبدأ القدر فى مطالبتك بثمن الحرية التى شعرت بها عندما لعبت دور الاحمق باختيارك...
اللا مبالاة تنبع من داخلك و تنعكس على الاخرين فى تصرفاتك فتبدأ فى الابتعاد عن الجميع لأنك تشعر بأن ليس لديك ما تقدمه فأنت تفتقد ضمن ما تفتقده القدرة على التحدث و الاستماع ايضا.. تعوزك الرغبة فى فعل اى شىء..فى البداية فى أى شىء..فى استئناف أى شىء.. ربما لأن ما جربت فعله حتى الان لم يساعدك فى التخلص من هذا الخواء..و ربما لأن كسلك و مللك قد تآمرا ضدك ليساعد كلا منهما الاخر فى الحفاظ على الحيز الذى يحتله كلاهما من شخصيتك... فيمنعك الكسل من البحث عن اى جديد و يقف الملل فى طريق متابعة اى عمل لتظل بلا هدف لمدة لا يعلم الا الله متى تنتهى..

الخميس، 21 أغسطس 2008

و تشعر بالامتنان

تنتابك من حين لآخر حالة مجهولة المصدر من الامتنان لكل شىء فى حياتك.. كنوع من التصالح مع الكون و الاستقرار النفسى الذى لا يقدره سوى من يفتقده معظم الوقت..عندما تجد ان اكثر الاشياء بساطة قد تدخل على قلبك قدر غير منطقى من السعادة ...
تجلس لتستمع الى منير و فيروز فتشعر ان الحياة تستحق ان تحياها.. وتشعر بالامتنان..
تمشى فى شوارع مصر الجديدة الجانبية عصرا لثلاث ساعات او اكثر تتحدث عن الكثير و الكثير من الاشياء التى لا معنى لها مع وجود الشخص المناسب الذى وهبه الله من الصبر القدر الكافى لأن يستمع اليك طول هذه المده معاندا تلك الرغبة التى لابد ان تتولد فى نفسه بأن يدفعك أو يدفع نفسه تحت عجلات أول سيارة تصادفكما.. فتعود الى المنزل و حالتك لا يمكن وصفها بأفضل من أن" ايديك ف جيوبك و قلبك طرب".. وتشعر بالامتنان..
يعطيك احد هؤلاء الذين يتفننون غالبا فى جعل الحياه جحيما قطعة من الشيكولاته يوما لترسم على وجهك ابتسامة كبيرة تبقى لمدة تتجاوز بكثير الزمن المطلوب لانهاء تلك القطعة.. و تشعر بالامتنان..
تجلس وحيدا فى شرفة منزلك من التاسعة مساءا حتى الرابعة فجرا تتأمل فى لا شىء مكتفيا بمنظر الليل و النجوم فى السماء و صوت ام كلثوم اتيا من مكان لا تعرفه.. و رغم انك لا تحب ام كلثوم الا ان تاثير " انت عمرى " على مثل هذا الجو كاف لجعلك تحبها.. و تشعر بالامتنان..
تصحو لتعد كوبا من الشاى بالحليب الذى تحبه كثيرا و تشربه وحيدا ايضا فى نفس الشرفة مع اختلاف الجو و المنظر الا انك تشعر بالامتنان لهذا الكوب الذى تمسكه لدرجة تجعلك غير راغب فى انهائه.. و يشارك صوت فيروز فى جعل الصباح اجمل و اجمل.. فتشعر بمزيد من الامتنان.. الامتنان لأنك حى.. و لأن اشياء بسيطة مثل هذه كافية لجعلك تستمتع بذلك..

الأحد، 17 أغسطس 2008

حبوا بعضن..تركوا بعضن

((بديت القصة بأول شتى..تحت الشتى حبو بعضن..))
هكذا كان صوت فيروز ينساب فى المقهى حيث جلسا بجوار الواجهه كما تفضل هى..لتشكل الامطار بالخارج مع الاغنية بالداخل مزيجا غامضا من الشجن و الرجاء بألا تكون هذه هى المرة الاخيرة التى يجمعهما المقهى..و المطر .. و صوت فيروز.
" انا مش قادرة اكمل..كفاية كده..احنا بنتفنن فى تعذيب بعض..نبعد احسن كل واحد يعيطله شوية و يفوق لنفسه بعدها و يعيش حياته لكن كده؟ حرام.."
((وخلصت القصه بتانى شتى..تحت الشتى تركوا بعضن..))
لم يبد عليه التأثر لدى سماع كلماتها الحادة دلالة انه سمعها من قبل الآف المرات و كانت النتيجة هى دائما انتصار اسلوبه الرقيق و كلماته الحانية على غضبها بما يضمن لعلاقتهما الاستمرار حتى تثور غضبتها مرة اخرى و هكذا..
"يا حبيبتى اهدى بس فى الاول و الاخر احنا مالناش غير بعض.. و بعدين الموضوع ابس.."
قاطعته صائحة بغضب عجزت عن التحكم فيه: " متقوليش الموضوع ابسط من كده بكتير.. انا الكلمه دى بتعصبنى..ما هى دى اصلا المشكله..اللى انا بشوفه مهم بتشوفه انت مبالغ فيه..بتتعامل مع كل حاجه بسطحية و عشان كده بيبان رد فعلى انا مبالغ فيه.."
اجابها ذاهلا: " انا سطحى؟"
ردت باصرار : " ايوه سطحى.. كل مرة نتخانق بيكون همك ازاى نتصالح و خلاص..مش بتبص لأصل المشكلة..لسبب الخناقه.. انا مش محتاجة حد ياخدنى على قد عقلى..انا محتاجه حد يناقشنى..يقنعنى و اقنعه..حد كبير اقدر احاسبه على تصرفاته..معترض على مبدئى فى حاجات معينه او مختلف معايا فيها ناقشنى..مش تاخدنى على قد عقلى و تقوللى حاضر و تروح تعمل اللى فى دماغك..احنا بنتكلم فى اساسيات هنبنى عليها جوازنا بعد كده..مش مجرد رغبة فى التحكم و فرض الرأى.."
((حبو بعضن..تركو بعضن..))
" يا حبيبتى اهدى بس طيب..انا مش مختلف معاكى ولا باخدك على قد عقلك..و اكيد لو كلامك مأقنعنيش مش هوافقك عليه من البداية اصلا.."
قاطعته بحدة: " امال تسمى بايه انك توعدنى انك متخرجش مع الناس دول بالذات و ترجع تخرج معاهم تانى واعرف انا بعدها بالصدفه؟ أظن انت حد كبير و فاهم انا سبب اعتراضى عليهم ايه.. و عارف هما فى خروجاتهم بيروحو فين و بيعملو ايه..انا مارضاش ان اللى هيبقى ابو ولادى يعرف ناس كده حتى لو مش هتعمل زيهم.. اسمك بردو قاعد معاهم و محسوب صاحبهم ..و الكلام ده قلناه ميت مرة و كل مرة وعود من غير تنفيذ..يا سيدى لو هما عندك اهم يبقى سيبنى انا فى حالى باه يمكن الاقى حد اكون انا عنده اهم من اى حد"
((يا حبيبي شو نفع البكى؟..شو إله معنى بعد الحكى.. ))
ذهلته رنة الغضب فى صوتها و الى لم تصل ابدا من قبل الى هذا القدر .. صمت لوهلة ثم قال :" احنا بشر و بنغلط..قلتلك قبل كده اكيد مش قاصد اضايقك و مكنتش اعرف انهم خارجين معانا فى المشوار ده.."
((ما زالها قصص كبيرة..وليالى سهر و غيرة..تخلص بكلمه صغيرة..))
" احنا بشر اه.. بنغلط ماشى .. بس عشان احنا بشر بنتعلم من غلطاتنا..و بعدين ايه المشكله؟ رحت مكان لقيت ناس مش عايز تخرج معاهم سيب المكان و امشى.. ولا انا طالبه معجزة؟"
رد عليها بحدة لم تتوقعها: " انا مش طفل صغير عشان تختاريلى اصحابى.. اخرج مع مين و اكلم مين.. انا واحد كبير و لو مش عايز اعمل حاجه مش هعملها..هما يعملو اللى يعملوه انا مالى؟ و بعدين انا اعرفهم من قبل ما اعرفك و افتكر انهم مأثروش عليا بدليل انك لما عرفتينى كنت البنى ادم اللى عجبك و قبلتى تكونى حبيبته و مراته ان شاء الله.."
"لأ يا استاذ..انت صحابك دول كانو من الحاجات اللى قبلتها على مضض فيك..من الحاجات اللى وجودى فى حياتك رهن باختفاءها.. زيها زى السجاير والسهر برة لوش الفجر .. و اظن انا كنت واضحة ف ده من الاول و مخدعتكش.."
" ولا انا كمان خدعتك.. انا مقلتش انى هنام و اقوم سايب صحابى اللى مش عاجبينك و مبطل سجاير و بنام من المغرب.. كل ده انا وعدت بيه و قلت من الاول انه مش هيبقى سهل و انه هياخد وقت و انتى رضيتى و قلتى انك هتقدرى .. جايه دلوقت تقولى مش قادرة؟"
" اه مش قادرة..تعبت..انا مش شايفة اى تغيير فيك من يوم ما بقينا سوا"
"و انا مش ذنبى انك مش شايفة انى اتغيرت ..مش ذنبى انى مهما عملت مش كفايه عشان ارضيكى"
" وعشان كده انا بقول كفايه.. احنا مش قادرين نفهم بعض..يبقى كل واحد يروح لحاله و يا دار ما دخلك شر.."
"انتى شايفه كده؟"
" انت شايف غير كده؟"
"لأ خالص..زى ما تحبى..انا مش عارف اقولك ايه"
"متقولش حاجه كل شىء نصيب.."
نهض كلاهما بعد ان نادى هو النادل .. و من خلفهما كان صوت فيروز لا يزال منسابا بحزن..
((حبوا بعضن..تركوا بعضن))

الاثنين، 11 أغسطس 2008

عندها تقع الكارثة

الكارثة تقع
عندما تصر ذلك الاصرار الغبى على انكار حقائق مسلم بها تثبت نفسها كل لحظة..
الكارثة تقع
عندما تنظر الى المرآة فتجد شيئا ما يقبضك فيكون القرار بعدم النظر فى المرآة مرة أخرى..
الكارثة تقع
عندما تؤثر الهروب فى وقت كان من الأحرى فيه أن تقف فى مواجهه مخاوفك لأنها ببساطة لن تتركك و ستلاحقك للأبد اذا لم تواجهها..
الكارثة تقع
عندما يعرف الأمل طريقه الى قلبك رغم ان وجوده هناك أتعبك كثيرا فى المرة الأخيرة للدرجة التى آثرت معها أن تتخلى عن الأمل و عن قلبك أيضا..
بل تقع الكارثة
عندما تحاول ان تسترجع الشخص الذى كنت عليه فيما مضى فلا تستطيع..فتحاول أن تعود الى ما قررت أن تصبح عليه فلا تستطيع أيضا فتظل مدة لا يعلمها إلا الله تحاول ان تضع هيكلا و حدودا لتلك الكتله الرخوة التى اصبحتها لتجد أنك تضيق بالهياكل و الحدود أيا كانت..
فتتركها كما هى دون شكل محدد متمنيا أن تسوق الاقدار اليك من يقدر على إعادة بنائك و هيكلتك كما تحلم ..
و عندما يصير وجودك بحد ذاته مرتهنا بوجود شخص ما .. لا تعرفه أو ربما تعرفه و تنكر ذلك..
عندها.. تقع الكارثة..

الأحد، 10 أغسطس 2008

.............

كانت تجلس فى قوقعتها الرمادية .. كئيبة كعادتها .. وحيدة كعادتها.. خائفة كعادتها من شىء اصبحت بمرور الوقت لا تدرى كنهه..ربما تلك الظلال التى ترتسم على باب القوقعة من آن لآخر..وربما هى تلك الأصوات البعيدة الآتيه من حيث يتجول الأحياء تحت الشمس و المطر يحملون مخاوفهم الخاصة جيئة و ذهابا..
سمعت دقات على الجسم الصلب تخبرها أن أحدا ما قد تذكر انها لم تزل هناك..أجفلت فهى لم تعتد زوارا فى قبرها الصغير..و بين مصدق و مكذب نشبت بداخلها بضعة حروب بين أصوات حالمة ملت الظلام و الدموع تطالب بحقها فى مكان تحت الشمس..و أصوات أخرى على قدر أكبر من الحكمة خبرت الحياة بحيث تأكدت أن ما يوجد تحت هذه الشمس من أحياء يفيض عن حاجتها .. و ألا مكان هناك للمزيد من الطفيليات المتزاحمة التى يقتل بعضها بعضا ..
حسم الأمر اخيرا لصالح صوت العقل فكان القرار بترك الطارق فريسة لملله حتى تصحبه خيبة الامل بعيدا.. لكنها بعد أن توقفت الطرقات فطنت الى انها ربما ضيعت بيديها آخر فرصة لرؤية العالم بالخارج..أطلت من القوقعه علها تجد الطارق..و لكنها لم تجد إلا الهواء البارد و الفراغ البنفسجى يفرض سيطرته على كل شىء..فانسحبت الى الداخل و قد وجدت لها رفيقا جديدا يؤنس وحدتها .. الندم..

الجمعة، 8 أغسطس 2008

صمت

صمتت و صمتت حتى اعتادت صمتها و اعتاده الجميع حتى اتى اليوم الذى لم تستطع فيه ان تستمر فى صمتها ففتحت فمها لتصرخ ولكن صراخها اتى بلا صوت فقررت ان تصمت للأبد.

الأحد، 3 أغسطس 2008

الكوربة

سارا متلاصقين تشابك ذراعيهما ليستقر كف كل منهما فى جيب الاخر..يوم من ايام تشرين الباردة يحتضر فيه الشتاء على الرصيف الذى لم تجف عنه امطار البارحة بعد.. تسند رأسها على كتفه كأنما تتوكأ عليه لينتثر شعرها على صدره و تداعب موجاته وجهه من آن لآخر..يبدو على كلاهما رضا تام ولا تجد لحديثهما نهاية.. و من خلفهما تشرق شمس باردة على ابنية الكوربة القديمة .. الكوربة التى تضم اكبر قدر ممكن ذكرياتهما سويا .. الساعة لا تتجاوز السابعة صباحا و الشارع يكاد يخلو من المارة.. يمرا امام ذات المقهى لتسود لحظة صمت قطعتها ضحكة الفتاة..نظر اليها فنظرت الى المقهى الذى لم تفتح ابوابه بعد نظرة ذات معنى ليفهم قصدها على الفور و يشاركها الضحك مبادرا : "فاكرة؟"
اعادت النظر الى المقهى و ارتسمت ابتسامة حزينه فى عينيها و اجابت: " مين يقدر ينسى؟ ... أول معاد و أول حب..". ضمها اكثر و ابتسم و لم يجيب.
" فاكر يومها انا جرحت ايدى فى كان البيبسى..ههههه"..ضحك كثيرا و اجاب : " انا يومها كنت هموت و امسك ايدك اشوف ايه اللى جرالها بس خفت تزعلى.. هههه ".. قطبت مفتعلة الغضب و قالت معابثة : " اه طبعا كنت هزعل انت فاكرنى ايه يا استاذ..ههههه".. و استغرقا فى الضحك مرة اخرى.
" تعرفى اننا من امبارح فى الشارع؟" قالها مبتسما فأجابت فى بساطة : "طب و ايه يعنى؟ احنا حرين نبات فى الحته اللى تعجبنا".."حبيبتى انا مقلتش حاجة بس زمانك تعبتى من المشى" .. نظرت اليه بحزن : "انت نسيت انى مش بتعب من المشى؟ و انه النشاط الانسانى الوحيد اللى ممكن افضل اعمله اكتر من 10 ساعات من غير ما ازهق؟ ده متعتى الوحيده..و بعدين انا مش تعبانه " ثم اضافت بمرح : "لو انت تعبت قول متتكسفش" استغرقا فى الضحك مرة اخرى قبل ان يجيبها : "مش انا يا ماما".
سادت فترة من الصمت لم يقطعها الا صوت السيارات بعيده فى الشارع الرئيسى.. قادتهما الخطى الى احد المقاهى فدخلا و جلسا .. طلب من النادل قهوة الصباح لكليهما فهو يعلم انها تحب القهوة بما لا يتماشى مع رقتها.. فترة اخرى من الصمت قطعتها هى دون تفكير : " كنت هسمى ابنى على اسمك و بعدين حسيتها افلام عربى اوى فقررت اسميه زى ما كنا ناويين نسميه" ابتسم بأسى و قال: "سيف؟ " اومأت موافقه و اردفت : "و بنتى اللى ربنا ما ارادش انها تعيش كنت هسميها ملك حسب الخطة بردو..هههههه" احتضن كفيها و لم يجيب.
" عارف ايه ابشع حاجة فى الدنيا؟ انك ترسم حياتك بصورة معينه مع حد معين و تعيشها بصورة تانية مع حد تانى خالص.. تعرف انى بحسدك عشان ما اتجوزتش؟ متستغربش الوحدة ارحم كتير من انى اعيش كل حاجة اتمنيت و حلمت اعيشها معاك مع حد تانى بكرهه..الله يسامحهم اللى كانو السبب"
نظر اليها مشفقا : " خلاص يا حبيبتى ارمى كل ده ورا ضهرك احنا اهه مع بعض و هنعيش زى ما كنا بنحلم و محدش هيبعدنا تانى.." ... " يا ريت..مفتكرش ينفع .. انا حاسة انى بقيت عجوزة.. الحزن هدنى و الدنيا خدت منى كتير.. براءة زمان و التفاؤل .. القوة و الثقة فى نفسى و فيك مبقتش زى الاول..آه" فرت من عينيها دمعه امتدت يده لتمسحها تلقائيا و لم يدر ما يفعل سوى ان لثم كفها فى صمت.
غادرا المقهى مترنحين من فرط الاجهاد..توجها الى حيث تركا سياراتهما امس و استقل كلا منهما سيارته .. تابعها حتى وصلت الى حيث تسكن بعد ان استقلت بحياتها.. نزل من سيارته ليودعها امام المبنى.. بادرته بابتسامه فقال : "هشوفك بالليل؟ " .. " مش عارفه "
" بصى انا خسرتك مرة و مش هخسرك تانى.. انتى فاهمة؟ انا بحبك و عمرى ما نسيتك و مقدرتش اتجوز بعدك.. انتى ليا و انا مش بستأذن فى دى..مفهوم؟ " ضحكت و لم تجيب.. ودعته و صعدت الى شقتها و مضى هو عائدا الى شوارع الكوربة..

السبت، 2 أغسطس 2008

مش محتاج اتوب

سارت الى جواره عاقدة ذراعيها على صدرها ناظرة الى الطريق امامها نظرة لا تخلو من التحدى بينما سار هو واضعا يديه فى جيبه ترتسم على وجهه لا مبالاة و ضجر لا تخطئها العين ليبدو المنظر لمن يراهما من بعيد و كأنها تريد ان تصفعه و تتركه و تذهب و لكنها لا تفعل لحسن حظه- او لسوئه.
- " مش محتاج اتوب..حبك مش ذنوب ولا عشقك خطية..خطيييااااا"
خرجت منه بتلقائية غير مدرك انه بذلك فتح على نفسه ابواب الجحيم :
- " لأ يا اسامة حبنا ذنوب و مفيش حد مش محتاج يتوب" قالتها بحدة من يريد ان يفتعل شجار.. تظاهر بأنه لم يسمع شيئا و تابع بنفس الهدوء :
-" انا محتاج ادوب قلب و روح و توب يا اجمل حاجة فيا..فيااااا"
-" اسامة احنا وضعنا ده يتسمى ايه؟ بقالنا اكتر من سنه مع بعض من غيرارتباط رسمى"
- " انا محتاج اصلى و اشكر ربنا.. يا اجمل شىء حصلى من مليون سنه..مش محتاج اتووووب"
- " بمناسبة الصلاة انا و انت الحمد لله نعرف ربنا..بنصلى و بنقرا قرآن و ملتزمين ف لبسنا الى حد ما..يبقى كوننا بنخرج مع بعض من سنة و شوية ده ايه غير ازدواج فى مقاييسنا؟ احنا كده بناخد اللى يعجبنا من الدين و نسيب اللى ميعجبناش؟ "
- " مش محتاج خضوع ولا حزن و دموع و حاجات مؤلمة.. انا محتاج براح و ابقى بميت جناح وألمس السما.."
- " انا عارفة ان احنا الحمد لله من ساعة ما التزمنا و احنا بنحاول نقلل الحاجات الغلط اللى بنعملها بس ده بردو مينفيش ان علاقتنا لسه حاجة غلط و الدليل على كده ان اهلنا ميعرفوش عنها حاجة و انا تعبت من احساس اللى عامل عملة ده"
- " مش محتتاج سنين اتعذب حنين وللا اموت شقى .. انا محتاج ابوح فيكى الروح تروح حب و معشقة.. مش محتاج اتوب..اتوووووووب"
- " بص انا شايفة ان يا اما تيجى تكلم بابا قريب يا اما نبعد عن بعض مده لحد ما ظروفك تسمح انك تيجى تتقدم و لو لينا نصيب مع بعض اكيد هنبقى لبعض و كمان عشان ربنا يباركلنا فى علاقتنا و حبنا يفضل على طول لو كان لينا نصيب و كملنا..قلت ايه؟ "
- " قلت انك بتستهبلى.. عايزانى اروح لأبوكى اقوله ايه؟ اقوله يا عمى انا قد بنتك ومعاها ف الكليه.. باخد مصروفى من اهلى و يا ريته مكفينى اصلا و عايز اتجوز ؟ و على فكرة حضرتك انا معنديش شقة ولا مهر ولا اهلى هايساعدونى بمليم.. و بعدين تعالى هنا قوليلى ايه اللى شايفاه غلط فى حوارنا؟ بنتقابل كل مييت سنه مرة.. موبايلات و ف اضيق الحدود و مفيش كلام بالليل.. نت هما ساعتين ف اليوم و بنقضيهم بى رايت باك.. انا ولا محصل ابقى مرتبط ولا ابقى سينجل.. و مش حاسس انك جنبى و مش حاسس بحبك ليا.. انا اللى تعبت مش انتى.. ده حرام .."
- " هاا قلت ايه؟ "
نبهه صوتها ان كلمه لم تغادر ذهنه و انه لم ينطق بشىء مما اعتمل فى رأسه.. نظر اليها نظرة طويلة باحثا فيها عن تلك الفتاه الرقيقة التى احبها يوما و اعتقد انها ملاك ارسل اليه ليصلح من شأنه..عله يجدها تحت الوجه الصارم و العينين القاسيتين اللتين باتتا ترمقانه فى تحد كلما نظر اليها.. اطلق زفرة طويلة ثم نظر الى الطريق مرة اخرى هامسا : "مش محتاج اتوب..اتوووووووب"

الاثنين، 28 يوليو 2008

على طريقتها

كان القلق باديا على ملامحها وهى تقطع الغرفة جيئة و ذهابا منذ قرابة الساعة..ممسكة بالقدح الذى بدأ يبرد و الذى منعها القلق من تناول ما فيه..و يدها الاخرى تقبض بحكام على هاتفها المحمول الذى تتوقف من ان لآخر لتطيل النظر اليه و كأنها تتعجل تلك المكالمة التى تحطمت اعصابها بانتظارها.
نظرت اليها تلك الجالسه ازائها على احد السريرين الموجودين بالغرفة نظرة خبيثة ثم قالت ضاحكة : "يا بنتى خايلتينى.. مادام هتموتى من القلق كده ما تكلميه انتى تشوفيه عمل ايه بدل مانتى رايحة جاية كده"
حدجتها بنظرة غاضبه و قالت فى حدة : "انا قلتله اول ما يطلع من الانترفيو يكلمنى يقوللى عمل ايه و المفروض انه خلص من بدرى .. متصلش ليه بأه؟ هو فاكرنى هتحايل عليه عشان اعرف؟ خلاص مادام هو مش فارق معاه انه يطمنى انا كمان مش فارقة معايا اعرف عمل ايه "
ضحكت الفتاه ضحكة طويلة و قالت : "لأ باين فعلا انك مش فارقه معاكى ولا قلقانة ولا هتموتى و تعرفى عمل ايه ولاااا اى حاجة "
همت بالرد عليها و لكن منعها رنين الهاتف و لم تلبث ملامحها ان اكتست بتحفز سرعان ما انطفأ بعد ان رأت رقما غير الذى توقعت و لكنها قررت ان ترد عل المتصل يصرف ذهنها عما يعتمل فيه..
لم تدم المكالمة طويلا و السبب فى ذلك اقتضابها فى الحديث و الذى شعرت بخلوه من التهذيب بعد ان اغلقت الخط و لكنها لم تلم نفسها كثيرا فلديها ما هو اهم لتقلق بشأنه.
بادرتها صديقتها قائلة : " يعنى بذمتك لو كنتى انتى اللى عندك مقابله شغل مهمة و مستقبلكو كله متوقف عليها و هو عمل زيك كده و قال مش هكلمها و هسيبها هى اللى تتصل مش كنتى زعلتى؟ "
اجابت بشىء من الخجل : " ايوة كنت زعلت و عملت خناقه كبيرة كمان"
هتفت الفتاه فى غيظ : " امال بتعملى معاه كده ليه؟ يا بنتى انتو علاقتكو اكبر بكتيير من الهبل اللى بتعمليه ده و المفروض انه يحس انك مهتمة بيه عشان متخسريهوش "
صمتت لوهلة مفكرة ثم ردت : " انا مش عارفه انا بعمل معاه كده ليه بصراحة.. بحس ان عندى مشكله ف التعبير عن مشاعرى ناحيته مع انى بحبه قوى و الله"
و قبل ان ترد صديقتها قاطعهما رنين الهاتف مرة اخرى ليبدو على ملامحها ان هذه هى المكالمة المنتظرة..
تأملت الفتاة صديقتها التى اخذت تتحدث بلا مبالاة مصطنعة حاولت ان تخفى بها حنقها و قلقها .. و تعجبت من كون ثلاث سنوات من الزواج سبقتها سنتان من الحب كانتا من اجمل ما يكون قد عجزتا عن تغيير طباع صديقتها الطفولية.. و تعجبت اكثر من احتمال زوجها لهذه الطباع طوال هذه المدة دون تبرم..لابد انه يفهمها كثيرا و يحبها كثيرا للدرجة التى يثق بها فى مشاعرها نحوه حتى مع عجزها عن التعبير عنها كما ينبغى ..
اغلقت الخط و تطلعت لصديقتها و قد اشرق وجهها بابتسامة اوحت اليها بأن كل شىء على ما يرام و همست : " لو يعرف قد ايه بحبه " .. نظرت اليها فى حنان و قالت : " اكيد هو عارف"

الأحد، 27 يوليو 2008

مكنش قصدى

تعالى صراخه من الغرفة فجأة فور سماعه الخبر.. و كالعادة فاق رد فعله ما يتطلبه الموقف كثيرا حتى خيل اليهم انه موشك على قتل احدهم:
"انتم مسلطين عليا؟ هو يعنى مال سايب؟ هو انا بلاقى الفلوس دى ف الشارع؟ ده انا لو عايش مع يهود كانو حسو بيا و قدروا تعبى "
نظر اليه الصغير الواقف امامه بالرعب المناسب لما بدا على ابيه من عصبيه وقال بصوت راجف : " معلش يا بابا و الله مكنش قصدى .. مخدتش بالى هى وقعت غصب عنى"
نظر له نظرة غضب كانت كفيلة باسالة ما استمات الصغير منذ بداية الامر فى اخفائه من دموع.. حتى قبل ان يبدأ الوالد فى اكالة الصفعات للصغير الباكى صارخا:
"ماحنا لو نعرف قيمة الحاجة نتعامل معاها بحرص لكن انتو كله جايلكو عالجاهز..متعبتوش ف حاجة.. نتعامل باهمال و استهتار و نرجع نقول مكنش قصدى"
تعالت صرخات الصغير لتأتى امه مذعورة و تخرجه من الغرفة دون ان تنطق بكلمه واحدة ثم تنظر اليه و تهتف غاضبة:
"حرام عليك يا أخى انت معندكش قلب؟ الولد مكانش يقصد و الفازة وقعت غصب عنه.. فداه يا اخى.. فدا دمعه من اللى انت خليته يبكيهم على حاجة اتكسرت خلاص و ضربك له مش هيرجعها تانى"
نظر اليها و الشرر يتطاير من عينيه صارخا:
"طبعا يا هانم ما انتى اللى خليتيهم يبقو مهملين زيك من دلعك فيهم..و انت غرمانه حاجة؟ ما انا اللى بجرى اصلح اللى بتخربوه.. كذا باظ صلح حاضر.. كذا خرب صلح حاضر.. كذا اتكسر هات غيره حاضر.. عيشة تقصف العمر.."نظرت اليه نظرة احتقار طويلة ثم قررت انها لن تمضى قدما فى هذا الحوار العابث و استدارت لتخرج حين استوقفها صوت تهشم الفازة التى كانت بجواره اثر ارتطام يده بها عرضيا.. نظرت اليه و على شفتيها ابتسامة تشفى فشلت فى اخفائها فلم يجد الا ان يطأطئ رأسه و يغمغم " ايدى خبطتها غصب عنى فوقعت.. مكنش قصدى!!!"

الأربعاء، 23 يوليو 2008

وانا..مش عاشق ضلمه

ان مقدرتش تضحك متدمعش ولا تبكيش
وان مفضلش معاك غير قلبك اوعى تخاف..مش هتموت..هتعيش
و ان سألوك الناس عن ضى جوه عيونك مبيلمعش..متخبيش
قوللهم العيب مش فيا.. العيب فى الضى
وانا مش عاشق ضلمه
ولا زعلت الضى
مسير الضى لوحده هيلمع
و مسير الضحك لوحده هيطلع
مبيجرحش.. ولا يئذيش

السبت، 19 يوليو 2008

there's no spoon

كنوع من التمرد على حالة الكابة التى اصرمنذ زمن لا اذكره ان اعيش و اجبركم على العيش معى فيها قررت اليوم بالاتفاق مع نفسى اعلان الاضراب عن الاكتئاب...
لأننى لم اكف يوما عن البحث عن الساحرة و مشطها العجيب القادر على محو الذكريات.. ولأننا كبشر نختلق ما نعجز عن ايجاده .. و لأن الواقع و الحاضر و المستقبل من صنع ايدينا .. و لأنه كما يقول الفتى الصغير و يكررها من بعده كيان أو ريفز فى فيلم ماتريكس "there’s no spoon"
بمعنى انه لا يوجد سوى ما نريده ان يوجد و أن الحقائق الموجودة فى حياتنا هى ما نصر نحن على انه كذلك.. فقد قررت اننى أنا الساحرة..و أن المشط السحرى فى يدى الان..و أننى من هذه اللحظه بلا ذكريات و بلا قلب و بلا عقل ايضا.. وأننى من الان اصبحت شيئا اعجز عن تعريفه و لكننى احبه كثيرا و سأحافظ عليه.
" شكر خاص لمنة مجدى و محمد منير و اخرين"

الجمعة، 18 يوليو 2008

الى حيث تنتمى

فرت الى الشاطئ حيث اعتادت ان تذهب معه قبل ان يقرر الموت ان ينهى قصتهما نهاية مختلفة عن تلك التى توقعها الجميع.. فى الطريق الى الصخرة التى اعتادا الوقوف عندها جمعت بعض الحصى لتلقى به الى البحركما اعتادا ان يفعلا معا.. و تذكرت ابتسامته وهو يخبرها ان ما القياه من حصى سويا منذ ارتادا هذا المكان كاف لبناء قصر تحت الماء و انه يوما ما سيهرب بها الى قصرهما السحرى ولن يعودا الى الشاطئ ابدا..و لم تستطيع ان تمنع نفسها من الالتفات الى جوارها من وقت لاخر لتتأكد انه غير موجود فعلا فتعاود النظر الى الطريق و تحاول عبثا منع دموعها من الفرار.
وصلت اخيرا الى المكان المنشود..و مرت سنوات أو أيام أو لحظات من الصمت و التأمل و البكاء بدأت بعدها بالقاء ما فى يدها من حصى الى البحر..و لم تكن القت كل ما فى يدها بعد عندما سيطرت عليها فجأة فكرة ان قصرهما القابع تحت الماء قد اكتمل تماما و انه ينتظرها هناك.. فوضعت الحصى جانبا و نظرت الى الماء نظره طويله تتخيل فيها كيف سيبدو بعد ان اكتمل..و كادت تقسم لنفسها انها رأت القصر حقا و رأته يلوح لها من شرفته مبتسما... فقررت انها لم تعد تنتمى الى الشاطئ بأى حال من الاحوال و ان مكانها الطبيعى هناك تحت الماء مع من تحب.. ولم تلبث ان تركت دموعها و احزانها خلفها و قفزت الى حيث تنتمى..
و لم يبق مكانها سوى دموعا رفضت ان تجف وفاءا لصاحبتها .. و عطرا خفيفا قرر ان يحتضن المكان للأبد .. و صورة غريبة يعكسها البحرعند تلك الصخرة بالذات لقصر من الحصى و من شرفته يطل حبيبين متعانقين..

الأحد، 13 يوليو 2008

و يوم ما نفرح..على الله يفضل ف القلب حته..

الشك القاتل فى كل من يحيط بك..العجز التام عن تصديق اى شخص ايا كان..انعدام الثقة بالنفس ناهيك عن انعدامها بالاخرين.. الشعور بالوحدة القاتلة مع الخوف من تخطى اسوار تلك الوحدة التى ربما بنيتها بنفسك لمعرفتك التامة بعواقب تجاوزها..
البكاء لساعات دون سبب واضح..الشعور بالحنق فى كل مرة " يدعى" فيها احدهم انك تعنى له شيئا لأنك ببساطة لا تصدقه.. الذكريات التى ما ان توليها ظهرك تجدها امامك .. فتغير طريقك مرة اخرى فتجدها معك.. فتتوقف فى مكانك و تغمض عينيك و تتقوقع على نفسك لتجد انك عزلت نفسك عن كل ما يحيط بك عدا تلك الذكريات لتدرك انها تسكنك انت و انك حبيس نفسك.
الرغبة فى انهاء حياة لم يكن باختيارك ان تحياها من البداية.. الخوف من عذاب الجحيم..
الشعور انك لا شىء.. لا احد.. الصراخ فى ركن الغرفة لساعات دون صوت .. الاحلام الساذجة التى تثبت لك يوما بعد يوم ان تلك الخرقة البالية المكومة فى ركن صدرك ما زالت مصرة على ان تنبض من ان لآخر بعد ان اقسمت لنفسك الآف المرات انك لن تدعها تفعل..وتوعدتها انك ستلقيها خارج صدرك ان هى فعلت...
تلك المقطوعة الموسيقية التى تسمعها عندما تشعر بكل هذا لتزيد من سوء الوضع و رغم انك تعلم جيدا كم هى مقبضة و كم هو كئيب اثرها عليك الا ان يديك تعاندانك و تشغلانها تلقائيا..
الجزيرة النائية.. صوت البحر و صوت فيروز.. "وهى تجلس فى هدوء تستمع الى الموسيقى و تبكى".. الحلم الازلى بالوحدة المطلقة..بعيدا عن سخافات الاخرين التى تحاصرك من كل اتجاه فتضيق المساحة التى تجد فيها نفسك علما بأنها ضيقة بالفعل و لا تحتمل اى مزاحمة من ايا كان...
و مع رغبتك الدائمة فى الانفراد بنفسك... فهناك دوما تلك الرغبة فى ان ترتمى فى حضن احدهم و تسكب احزانك دموعا على كتفيه حتى تعود بشرا سويا بدلا من المسخ الذى اصبحت عليه..

الجمعة، 11 يوليو 2008

امه رغم انفى

منذ قرابة الشهر انضم فرد جديد لقائمة من اطلق عليهم "ابنائى".. و هى قائمة تضم الاشخاص الذين اكن لهم من الحب ما لا يعدله سوى حب الام..و الذين لا اتردد فى ان اخبرهم بأنهم فعلا فى منزلة ابنائى ولا اكترث ان كانو حقا يعون ما تحمله هذه الكلمة من دلالات بالنسبة الى او لا..فأنا احبهم بالفعل وهذا يكفى..وعلى اى حال هذا ليس موضوعنا..
اعود الى "اخر العنقود"
و الذى لم يتبع انضمامه لتلك القائمة الطريقة التقليدية.. أى تعارف ثم صداقة ثم حبا صادقا و شعورا بالمسئولية نحو الشخص المعنى..بل و اذا شئت الدقة لم يكن انضمامه لتلك القائمة باختيارى اصلا... بل وجدته فجأة هكذا مسئولا منى و معتمدا على فى كل شىء تقريبا كما لو كان ابنى بالفعل.. و انا لا اضيق فى العادة بكونى مسئولة عن احدهم .. بل ارحب بذلك و احبه فى الواقع .. لذا فلم امانع ان العب هذا الدور الذى جاءنى دون ان اسعى اليه.. و لكن المشكله اننى لم اعتد على هذا الشكل من العلاقة بينى و بين صغيرى هذه المرة.. و لم اتوقع ان تبلغ هذا المدى يوما.. فمنذ عرفته و نحن فى خلاف لا ينتهى بحيث اصبحت مشاكلنا معا من الحقائق المسلم بها فى حياتنا و حياة المحيطين بنا و فقد الجميع الرغبة فى اصلاح ذات البين فتركونا و شأننا بعد ان اتفقنا على الا نتفق..
لذا اتعجب انا شخصيا من كونك ترانى اسير فى الطريق متأبطة ذراع صغيرى البالغ من العمر 58 عاما.. يحدثنى هو عن مشاكله فى العمل احيانا.. ومشاكله الشخصية احيانا.. و عن نفسه احيانا..و عنى احيانا .. و اشعر من احكام قبضته على يدى فى الطريق بمدى حاجته الى ... باعتماده على .. فطفلى الكهل لا يستطيع ان يسير بمفرده فى الطريق دون الاستناد الى شىء ما..نظرا لظروفه الصحية التى لا تخفى على احد.. وكثيرا ما افكر فى حالنا معا.. كيف اصبحت مضطرة ان اتحمل عصبيته و تقلب مزاجه و طلباته الكثيرة و صراخه المستمر اذا تأخرت عنه و لو للحظة .. بعد ان كنت اكتفى دوما بالابتعاد عنه و ارى فى تبادل تحية الصباح معه حميمية زائفة لا داعى لها..
احيانا اشعر انه واحد من الاسباب الكثيرة التى تجعلنى ممزقة.. بأكثر من شخصية وأكثر من رأى .. فرغم محاولاتى المستميتة لأداء دور العاقلة التى تستطيع تحمل اى شىء من ايا كان.. كثيرا ما افقد اعصابى و افقد معها القدرة على التصرف بالطريقة المتوقعة من ام لطفل فى الثامنه و الخمسين من عمره... ام لم تختر ان تكون اما... ولكننى لا اقدر ان اهدهد و اداعب طوال الوقت... احتاج الى اوقات اثور فيها على طفلى المشاغب الذى كثيرا ما يرفض الاصغاء.. و يستمتع بتعذيبى كشأن جميع الاطفال فى سنه..
" هو نوع من الحب الخارج عن ارادتنا.." هكذا قال لى فرد اخر من اعضاء القائمة سالفة الذكر .. عندما اخبرته يوما عن طفلى الشقى .. بالفعل عزيزى هو نوع من الحب الخارج عن ارادتى و الذى جعلنى .. امه رغم انفى..

الخميس، 26 يونيو 2008

تلك المنطقة الرمادية

ان يعمل كلا من نصفى مخك بشكل مستقل ليعطى كلا منهما رأيا يساوى الاخر فى المقدار و يضاده فى الاتجاه فتمضى حياتك محاولا الوصول لحل وسط يرضى كلا منهما رغم كرهك الشديد للحلول الوسط.... لتجد بعد فترة لا بأس بها انك امضيت عمرك فى تلك المنطقه الرمادية بين الابيض و الاسود.. لست طيبا بما يكفى لتتحمل نقاء المنطقة البيضاء ولا تتحلى بالشجاعه لتتركها الى المنطقة السوداء فتمضى حياتك متأرجحا فى ظلال المنطقة الرمادية تتخبطك الرغبة فى الفرار منها الى اية نهاية ايا كانت...فقط لتهرب من جحيم تلك المنطقة الرمادية..
ان تشعر و انت وحدك بضجيج يعادل ضجيج عشر مدن اعلنت الحرب على بعضها فى نفس اللحظة...و تتمنى فقط ان يخرس كل هؤلاء المتحدثين داخل رأسك لتحظى بقدر من الهدوء.. و لكن امانيك تذهب ادراج الرياح فهم لا يكفون عن الضجيج ابدا..
ان يقودك كل هذا الى الاعتقاد بأن حياتك مأساه لن تنتهى الا بيدك انت وحدك فتسير بخطى ثابته الى النهاية التى توقع الكثيرون ان تصل اليها..لتقف قبل تنفيذ القرار بثوان تستمع الى توسلات نصفى مخك اللذان اتفقا لأول مرة منذ عرفتهما على شىء..وهو رغبتهم فى اثنائك عما اعتزمت مستمتعا بلذة ان تكون المتحكم لأول مرة .. ثم تلقى بتوسلاتهما خلفك و تلقى بمأساتك كلها و تحلق نحو ابعادا جديدة من الحرية ترى فيها الوانا كثيرة.. ليس من بينها هذه المرة اى اثر للون الرمادى.

الثلاثاء، 24 يونيو 2008

ذلك الهمس

عندما تجد كل ما حلمت ان تجده فى شخص واحد..فلابد من ذلك الصوت الهامس الذى يخبرك ان شيئا ما ليس كما ينبغى.. و ان الامور لن تستمر على هذا النحو..و ان يخبرك احساسك ان"فى شى بدو يصير" كما تقول فيروز.
اشتركت كآبتها مع الرهبة الطبيعيه التى يستشعرها كل من وجد ضالته بعد بحث طال فى جعل الحياة لا تطاق بعد ان جمعتها الاقدار به دون ميعاد.. اتاها هو ليجسد كل ما تمنت ان تجده فى فارس احلامها..الحنان.. الرقة.. الرجولة.. الذكاء.. الطموح..بل ان ملامحه تحاكى صورة طالما رسمتها لفارس احلامها...لا تبالغ حين تقول انه يعاملها كملكة.. لا يتردد فى ان يقبل اناملها كلما اتيحت له الفرصة.. يردد اسمها فى صحوه و نومه حتى ضاق المحيطون به بحديثه المستمر عنها.. يدعوها ب"مولاتى" امام الجميع..
و لكنها مع هذا كله كانت تشعر بضيق لا مبرر له عندما تفكر فى علاقتهما..لم تعتد ان تعطيها الحياه هكذا بسخاء و دون مقابل.. تخبره عن هواجسها فلا يجد لها مبرر..فهو يرى انها تستحق من هو افضل منه!! و كثيرا ما كان يرجوها الا تتركه هى... بل و يحسد نفسه انها اختارته دونا عن كل من يحيطون بها و اصطفته حبيبا..
حاولت ان تجد شبهة ادعاء فى تصرفاته فلم تجد..اجهدت نفسها بحثا عما قد يفسد علاقتهما على المدى القريب او البعيد فباء بحثها بالفشل..علاقتهما تسير فى الطريق الصحيح منذ اللحظة الاولى..كل شىء يسير كما يخططا له...
و بينما كان الجميع يحسدونها على فارسها الاسطورى .. كانت تحيا وحدها فى جحيم الخوف..الخوف ان تعمل الايام انيابها فى علاقتهما فتمزقها كما مزقت ما سبقها. فقط لو يصمت ذلك الهمس الذى لا يلبث ان يخبرها انه ذاهب..و ان ما هى فيه لا يتعدى حلم جميل ستفيق منه بمجرد ان تسمح لنفسها بتصديق انه واقع..ذلك الهمس الذى لم تكن تسمعه الا عندما يبدى ما يجعلها تتمسك به اكثر.. ولكن لا فائدة..ربما نجح فى جعلها تحبه و لكنه فشل فى ان يشعرها بالامان..بأنه باق..بأن ما بينهما اقوى من الايام..فكانت النتيجة التى لم يتوقعها احد..
نعم تركته..لتنهى عذابه و عذابها..اتهمها الكثيرون بالجنون.. بالغرور.. بالانانية.. بالقسوة..و زادت دموع الفتى و مرضه من سخط الجميع عليها..وحدها هى كانت ترى فى ذلك الحل الامثل..فهو يستحق من تستطيع ان تستمتع بوجوده الى جوارها دون ان تؤرقها الهواجس.. فتفسد لحظاتهما معا..
"عندما يصبح الواقع فجأة افضل من اى حلم راودك او لم يراودك بعد عن الحياة التى تتمنى ان تحياها..فمن الحكمة الا يستخفك الفرح..بل وان تفترض ان ما انت فيه زائل لا محالة.. فدوام الحال من المحال..ولكن هل يستبد القلق بأحدهم لدرجة يفضل معها ان يضيع باختياره ما منت عليه الدنيا به بعد جفاء طال فقط ليستريح من الخوف الدائم من فقده؟ ربما..."

الأربعاء، 18 يونيو 2008

مزيد من الفلسفات الشخصية

عندما يجلس ذلك الطفل الصغير الموجود داخلك شاردا مطأطئ الراس يتأمل فى حزن تلك البحيرة الصافية التى خلفتها دموع ليلة البارحة لا تحاول ان تخرجه من شروده ..فنحن لا نشعر اننا بشر الا عندما نحزن..لا نشعر بان لنا قلوبا الا عندما تؤلمنا..لا نشعر بقوتنا الا بعد فترة لا بأس بها من الضعف و الانهيار..احترم احزانك فهى ما يجعلك ادميا..و احترم ضعفك فبدونه لن تشعر بالقوة ما حييت..و احترم تلك الدموع التى تذرفها..فهى وحدها تصنع تلك البحيرة التى ستقطعها بحثا عن شاطئ الامان..عن ذاتك...و عندما يرسو قاربك الصغير على ذلك الشاطئ فاعلم انها ليست نهاية رحلتك..بل انت قد بدأت لتوك استكشاف اروع ما قد يستكشفه بشر..استكشافك... و لعمرى ما اعجب ما ستصادف..فكن طموحا..و كن صبورا..و كن حزينا..و كن انت و استمتع بذلك قدر استطاعتك.

الأحد، 15 يونيو 2008

هى لم تكن تعلم

هى تجلس بجواره..خجلى..صامته كعادتها..تنظر بعيدا لتتحاشى عينيه
هو ينظر اليها بحب بالغ و على شفتيه ابتسامة
و بعد فترة لا بأس بها من الصمت
هو:عارفة؟ انا نفسى افضل كده حنبك على طول..بس بتفرج عليكى و انتى ساكته و سرحانة.
تبتسم هى:مسيرك هتزهق..انا اصلى سكاتى بيطول احيانا لدرجة مملة
هو:حد يزهق وهو جنبه ملاك سرحان كده؟
هى تنظر اليه..تبتسم ولا تجيب..تسرح بعينيها بعيدا
هو ينظر اليها بمزيد من الحب
**************
هى جالسة بجواره..صامتة كعادتها و لكنها تتأمله فى حب
هو يرمقها بضيق بعد فترة غير طويلة من الصمت اعقبت انتهاء حديثه
هو (فى حدة): اتكلمى..يا بنتى انا مش راديو انا بنى ادم و بزهق لما اقعد اتكلم و مسمعش غير صوتى كده.
هى تقطب فى عتاب..ثم تبتسم فى هدوء و تجيب : مانتا عارف انا كلامى مش كتير و بحب اسمعك اكتر..
هو يدير وجهه بعيدا..هى تتأمله فى حنان
*******************
هى لم تكن تعلم ان الايام قادره على جعله يبدل رأيه لهذه الدرجه.. كما لم تعلم انها ذات يوم ستلتفت الى جوارها فلن تجده..فتحمد الله على هذا.

السبت، 14 يونيو 2008

ابتسماتها الزائفة

جلسا الى طاولتهما المفضلة و طلبا ما يطلبانه عادة..كانت هى دوما اكثر منه حرصا على هذا الروتين..كانت حريصة على ان تكون لهما تفاصيلهما الخاصة.
امسكت القدح بكلتا يديها كما تحب ان تفعل..تبدو كطفلة حقيقية و تنظر للقدح فى شرود ولا ترفعه الى شفتيها ابدا.
يحرك يديه امام عينيها حركة سريعة..تنتبه و تخفى بابتسامة مفتعلة انها فهمت ما هو موشك على قوله..من اختناق كلمة "حبيبتى" فى صوته امس..من حديثه على الماسينجر الذى اتاها خاليا من "الايموشن" الذى تحبه..من سترته السوداء التى تعلم جيدا انه لا يرتديها الا حينما يشعر سوادا مماثلا بداخله..كانت تفهمه اكثر مما يجب للاسف.
"وحشتينى"..جاءتها منه جافة باردة خالية مما اعتادته من دفء و حنان..فلم تستطع ان تبادله بمثلها و اكتفت بأن مطت ابتسامتها الزائفة اكثر.
"انا..كنت عايز اقولك حاجة"..و هنا بحثت فى ذهنها عن اى موضوع يدير دفة الحديث بعيدا عن هذا الطريق الذى تعلم الا رجعة منه..فى محاولة يائسة لتأخير النهاية..فلم تجد. خانها تفكيرها و غلبها الصمت..نظرت اليه وهى تحاول منع دمعة من الفرار..ثم قالت متظاهرة بانها لا تفهم شيئا"خير يا حبيبى؟"
اسمعها ما كانت تنتظر ان تسمعه..تماسكت..ترتجف يداها فتخفيهما تحت الطاولة لتمنعه من احتضانهما بكفيه كما اعتاد ان يفعل..لكم تكره لحظات الوداع..وكم تمنت الا تطول...
انتظرت حتى يمسح تلك الدمعة التى سالت من عينيه وهو يخبرها ان ظروفه لن تدعه يحقق لها ايا مما وعدها به..لن يصبح لها كل شيء كما وعدها دوما .. لن يعوضها عن شىء..أدارت وجهها بعيدا عنه..فهى تعلم كم هى ضعيفة امام دموعه..و تعلم ان رد فعلها المعتاد تجاهها لن يبدو لائقا فى مثل هذا المكان.
تمنت ان تضمه للمرة الاخيرة..ان تخبره انها تحبه و ستفعل دوما..و لكنها كما قلنا كانت تكره الوداع و تعلم ان ذكراه تظل ماثلة فى خيال المرء لفترة طويلة.
ابتسمت ابتسامة زائفة اخرى..و تذكرت انه كان الوحيد القادر على كشف زيف ابتساماتها .. لطالما اخبرها الجميع ان ابتسامتها ساحرة..وحده هو لم يكن يحب تلك الابتسامة..كان يعلم انها حين تجد ما يسرها حقا لا تكتفى بالابتسام..بل تضحك ضحكة ملائكية الطابع لا تقل رقة عن كل ما يمت لها بصلة..و ان ابتسامتها التى يعشقها الكثيرون هى ستارا رقيقا تخفى خلفه ما تحسه حقيقة.
بعد فترة من الصمت الذى لا هدف له سوى تأخير الفراق قالت "فاكر لما كنا بنغنى مع بعض زمان هى دموع ولا اكتر؟" رفع عينيه اليها فى يأس "ايوة..فاكر"
"خلاص"..و ابتسامة زائفة اخرى "لو على سبب البعد حبيبى قلبى كبير و مقدر"
بدت قوية هادئة وهى تنهض و تجمع حاجياتها.."انا...اسف" نظرت اليه للمرة الاخيرة وهمست"بليز مافيش داعى لكل ده..انا عارفة ان الموضوع مش بايدك..طلب واحد بس قبل مامشى..بلاش تقوللى نفضل اصدقاء..انت عارف انى عمرى ماهقدر ابقى لك صديقة و بس..خد بالك من نفسك..باى"و اسرعت تغادر قبل ان يرى دموعها..و تركته ليريح رأسه على المنضدة و يسكب ما يثقلها من دموع.

الاثنين، 9 يونيو 2008

معرفتى فيه

"معرفتى فيك اجت عا زعل..معرفتى فيك ما كانت طبيعية"
لا اجد ما يصف "معرفتى فيه" بدقة كما تفعل كلمات فيروز.. رغم انه لا توجد ادنى علاقة بين بقية كلمات الاغنية و ما نحن بصدده.
"معرفتى فيه" جاءت فى اوج احباطى بعد ان اكتشفت ان قرارا من اهم ما اتخذت فى حياتى قد كان من الحمق بحيث رأى الجميع – ما عداى طبعا- عواقبة مذ اتخذته..بحيث صار الفشل فى التمادى فيه حتميا.. ليترتب على ذلك ان معرفتى فيه بدأت فى فترة اعادة بناء لكل مبادئى..تضمنت الكفر بكل مل آمنت به يوما..و الايمان بكل ما كفرت به ابدا..و التغيير الشامل الذى يصر الاخرين على تسميته "عقدة نفسية بثلاث فيونكات على الاقل" و اتمسك انا برايى فى تسميته " بداية عصر النهضة" و مرحلة من العقل و الاتزان كان يجب ان اصل اليها من زمن.."و اللى مش عاجبه يضرب دماغه فى الحيط".
معرفتى فيه افقدتنى الكثير من احساس التميز فى الكآبة الذى طالما شعرت به..بعد ان وجدت حصته منها تتخطى حصتى بمراحل..بل و بعد ان اكتشفت ان الطقوس التى امارسها عندما يداخلنى شعور الكآبة هى ذاتها ما يمارسه..ينقصها فقط ادمان التدخين و هى مرحلة اشعر انى سأصل اليها يوما.
معرفتى فيه اضافت الى علمى بضعة اشياء خفيت على قبل ان اعرفه..و اضافت الى حصيلتى الغنائية بضعة اغانى لم اسمعها بأذنى من قبل..و ان كنت لا شك قد سمعتها فى ذهنى لانها تصف حالى بدقة... وساعدتنى ان اذرف بضعة الاف جديدة من العبرات التى كانت تستعصى على قبل ان اعرفه.. و لشد ما اراحنى ذرفها و اشعرنى بالامتنان له..هذا اننى من الطراز الذى اذا اكتئب فتعذر عليه البكاء لا يجد له بديلا غير الانتحار كحل مثالى ..مع اننى لم اجرب هذا الحل ابدا و ان ظل احتمالا قائما ربما الجأ له يوما و ليرحمنا الله جميعا.
ان التفتيش عن اسباب كآبته التى كثيرا ما يخفيها عنى -نظرا للطبيعة العبثية التى غالبا ما تسيطر على حديثنا والتى تناسب جدا اثنين لم يمض على تعارفهما سوى شهرين او اقل- يضيف لى قدرا مناسبا من الكآبة تنهار معها مقاومة دموعى..لتنهمر مخلفة ذلك الشعور الجميل بالراحة الذى يتبع ساعة او ساعتين من البكاء المتواصل و الذى لا سبب له..لأبدو و كأننى " عدمت اهلى كلهم فى ليلة واحدة "كما تحب امى ان تصف منظرى فى تلك الحالات.
معرفتى فيه نتج عنها- دون ان يقصد او يعلم- نوبات من الثورة على الملل الذى احيا فيه..و على مجرى الاحداث من حولى.. وعلى الطرق التى رسمها لى اخرون لامشى فيها وحدى..و حين افشل فى الوصول للنهاية التى ينشدونها..يكون السبب هو تلكؤى و " دلعى" كما يرى كل من نصب نفسه الها ليخط لى قدرى و كل من جعلت انا من نفسى امة له بالاذعان الى رغبته دون نقاش.
معرفتى فيه جاءت زجرة من الاقدار لتردعنى عن ممارسة هوايتى المفضلة فى ان اكون صداقات مع اشخاص جدد لمجرد انهم يمتلكون القدر الكافى من الكآبة..و لتنبهنى - الاقدار- لما تجره على تلك الهواية من التعرض لجرعات مكثفة من هموم الآخرين..التى اضيفها الى همومى الخاصة ثم اتذمر فى بجاحة عن كون الحياة لا تطاق.
حقا لقد اضافت الى معرفتى فيه الكثير دون ان يدرى هو.. و حقا لم تكن معرفتى فيه طبيعية كما تقول فيروز...

الأحد، 8 يونيو 2008

نظرة تأملية على سنة من الجحيم

على اعتاب انتهاء العام الدراسى لا اجد ما يمنع نظرة اخيرة للوراء اتأمل فيها السنة المنقضية و انقب بين احداثها عن ما قد يصلح للتذكر لاحقا مع ما يناسبه من " يااااااااااااه..كات ايام!!!"
فى الواقع اذا نظرت لتلك السنة بعينى فلن تجد مبالغة فى قولى ان ابواب الجحيم قد فتحت لتلفظ تلك السنة الكئيبة..بل ان وصفها بالكآبة لهو تعدى سافر..و سب علنى لكل ما تحمله الكآبة من شفافية قاتمة قد تتوق اليها نفسك من آن لآخر..خاصة و ان كنت مريض نفسى على شاكلتى..ربما لو كنت امضيت عشر سنوات فى معتقل "جوانتانامو" او فى سجن "ابو غريب"...او فى غابة ما اهرب من آكلى البشر لشعرت بقدر اكبر من الراحة و الهدوء..
فشل دراسى؟ حدث بالفعل..عام تعس هو بشهادة الجميع..نجح فى سحق احلام التفوق بداخلى تماما...
فشل عاطفى؟ بالتأكيد..فشل ذريع اذا شئت الدقة من طراز الفشل الذى لا يستطيع سواى ان يحققه حتى لو حاول جاهدا بكل ما اوتى من حماقة..حتى ليجعلنى استحق عن جدارة جائزة "الفتاة الاكثر فشلا على الاطلاق لهذا العام" ان وجدت جائزة بهذا الاسم.
عاما امتزجت فيه مرارة ان يسلبك الموت اعز الاصدقاء .. و ان تسلبك الاقدار من تحب فى نفس الفترة..لتجد نفسك فجأة فى قاع بئر الوحدة..و تنتهى محاولتك الفاشلة الا تتورط فى اية علاقة جديدة فى تلك الفترة..بأن تتورط بالفعل خلال شهرين فى علاقة لا تدوم لاكثر من شهرين..ثم تنتهى تاركة ندوبا عميقة ربما لن يمحيها الزمن..تسبب لك وخزا مؤلما كلما تراءى لك شبح الارتباط من جديد..او كلما طرقت الذكريات بابك فى تحد لتنبهك لانك لم تنسى و لن تفعل و ان كنت تجيد التظاهر بالعكس.
اضف لهذا مئات من التفاصيل الصغيرة و المشاكل التافهة التى تتراكم لتحيل عالمك جحيما..و التى لا اجد الوقت ولا الرغبة فى ذكرها.. ناهيك عن رغبتى المتواضعة فى التمسك بالقدر القليل المتبقى من تفاصيل حياتى الشخصية التى لم انشرها بعد هكذا "على عينك يا تاجر" كما فعلت مع كل ما اضحيت تعرفه عنى الان.
و فى نهاية العام و نهاية تلك النظرة التأملية.. و بالرغم من فشلى فى العثور على الذكرى التى قد تشعرنى ولو بقدر ضئيل من الامتنان لاننى كنت ذلك الشخص فى ذلك المكان و ذلك التوقيت بالذات-لتكتمل بذلك سلسلة الفشل التى بدأت مع بداية السنة- لا اجد الا ان احمد الله من اعماقى انها-السنة لا اعماقى- انتهت اخيرا..شاعرة بعميق الامتنان لكل من وقف الى جانبى حين احتجت..و لكل من تحمل سخافاتى وكآبتى وعصبيتى وحمقى وتقلباتى التى اعجز انا شخصيا عن تحملها فى بعض الاحيان.

الأحد، 1 يونيو 2008

للاسف..هذه هى الحياة

المرة الثانية خلال 6 اشهر يفتح الموت جناحيه المقبضين ليضمهما بقوة على شخص اعرفه... وعلى خلاف المرة الاولى و لحسن الحظ - او لسوئه – لم تكن علاقتى بالمتوفى وثيقة هذه المرة..بل و اذا شئتم الدقة لم تجمعنى به اية علاقة على الاطلاق.. فكل ما اعرفه عنه انه " انكل حاتم جارنا اللى تحتينا" و "بابا بوسى" ابنة السبعة اعوام التى تملأ حفلات اعياد ميلاد الاطفال عندنا صخبا و ضجيجا..و"لؤى" الطفل الذى لم يتم عامه الثانى بعد..و الذى يعجز سكان عمارتنا جميعا عن النوم ليلا بسبب بكاؤه الذى لا ينقطع..و " جوز طنط صباح" البشوشة الرقيقة التى ربما بادلتها تحية الصباح مرة أو اثنين.بدأ الامر برمته منذ 3 ايام تقريبا..ابى عاد من العمل حزينا ليخبر الجميع ان "انكل حاتم عمل حادثة..و فى العناية المركزة...ادعولو"لتبدأ سحابة قاتمة من الحزن و القلق فى التخييم على المنزل...سرعان ما بددتها امطار غزيرة من البكاء المتواصل .. حيث لم يمضى يومين حتى علم ابى ان " انكل حاتم مات!!!".
انسابت دمعة او اثنين فور سماع الخبر ثم كان لابد لى من الانفراد بنفسى قليلا..وحيدة فى الغرفة جلست..و"بكرة انت و جاى" لفيروز- عشقى الاول - تنساب فى حزن لتضيف مزيد من الكآبة على الجو العام...لا ادرى لماذا تبادرت تلك الاغنية الى ذهنى عندما رأيت "طنط صباح" عندما كان الرجل لا يزال فى المستشفى.. ربما من نظرة حزينة فى عينيها الغائمتين بالدمع .. نظرة لها صوت مسموع يهتف فى الم : يا رب...
افكار كثيرة عن الموت و عن من ماتوا تحتشد فى رأسى حتى يكاد ينفجر..مشاهد كثيرة متوالية كفيلم سينما عن بوسى احيانا..و عن طنط صباح احيانا..وعن اخرون لا شأن لهم بالموضوع اصلا... وعبثا احاول ان استجمع صورة الرجل الذى لم اتبادل معه اكثر من "سلام عليكم" والتى قلتها دون ان اعلم انه جارنا اصلا...الدموع تتزايد و شعور غريب بالوحدة..و باننى افتقد كل من فقدتهم... يطبق على انفاسى حتى ليجعلنى اتمنى ان الحق بهم...حتى لا اجد مفر من ان اهرب الى فراشى لاحاول ان انام..فأمضى قرابة الساعتين اتقلب و انا فى كامل وعيى..ثم اتهض لأبدأ يوما جديدا يتصادف انه يوم امتحان "الفارما"..و انا مضطرة ان اكمل ما لم اكمله بعد من مذاكرة...و مع تلك الكتب و بين كل تلك الاوراق...لا اجد سوى فكرة واحدة تسيطر على تفكيرى..و هى ان مشكلة الحياة انها لا تتوقف من اجل احد..بل تستمر و بالايقاع الذى تحدده غير عابئة بما نريد..فتطيل من لحظات نتمنى لو انتهت سريعا..و تجعل اجمل اللحظات ...تلك التى نتتمنى ان تدوم للابد تمضى و كأنها لم تكن..فلا تترك سوى ذكرى شاحبة نتذكرها كلما خلونا الى انفسنا و لا نستطيع ان نمنع ابتسامة من الفرار من بين شفاهنا..نعم..هذه هى الحياة شئنا ام ابينا...

كلنا ذات الرجل-نظرية الزنازين الزجاجية

عندما يباغتك ذلك الشعور الممض بالحزن الذى لا مبرر له..و الذى يبنى حولك اسوارا من الوحدة لا تلبث ان تعلو و ترتفع حتى تعزلك عن الناس..بل و عن العالم...الشعور بانك منعزل عن كل ما حولك و من حولك..و ان الناس "فى وادى و انت فى وادى"... و الذى لا تجد له سببا...

الشعور بانك اذا نظرت داخلك لن تجد الا اكبر تشكيلة من علامات الاستفهام...و بان كل ما حولك قد صار سواء...تساوت اسماء الناس مع ايام الاسبوع و تساوى التقويم الهجرى مع الميلادى لتذوب السنين و تشكل مزيدا من علامات الاستفهام التى تزيدك بؤسا..اذا شعرت باى من هذا..فلا تقلق...كلنا ذات الرجل..

احيانا اندهش من قدر الناس التى تتفق معى بمجرد ان اتكلم عن الوحدة او العزلة او اية افكار كئيبة مماثلة حتى ليخيل الى احيانا ان كل من اعرفهم مكتئبين الى ان يثبت العكس...بل احيانا اشعر ان كل منا يحيا بمفرده فى" زنزانة" زجاجية ضيقة محكمة الاغلاق..يرى الناس يذهبون و يجيئون داخل" زنازينهم" الخاصة...يفرحون و يتألمون و يبكون و يحلمون...و احدا منهم لا يقدر ان يشارك الاخر فى اى من هذا..او ان يفتح باب زنزانته الخاصة ليتحرر من وحدته...
بل يزيد من اندهاشى توحد البعض مع زنزانته..و تعامله معها و كأنها جزء منه.. بل و رفضه التام لفكرة الخروج منها او حتى متابعة الناس من خلال زجاجها..وأسائل نفسى..هل هؤلاء احياء حقا؟

لا لن اطلب منك ان تخرج من زنزانتك لترى "جمال الربيع فى الخارج" و "تتنسم اريج الزهور" او تبحث عن "الاحلام التى ستتحقق سريعا"و "الشمس التى ستشرق لتزيل قاذورات الأمس من ذاكرتك"..فكلانا يعلم ان كل هذا هراء لا يقنع طفلا فى الثالثة..كما نعلم ان زنزانتك التى قد تضيق بها او تضيق بك احيانا هى بالنسبة لما يحيط بها "جنة تجرى من تحتها الانهار"...كل ما اطلبه هو الا تبقى بابها مغلقا طوال الوقت..لا مانع من ان تتسلل خارجها من حين لآخر...تشارك مسجونا اخر فى زنزانته و لو للحظات..او تهيم دون وجهة محددة لتتابع ما تعزلك عنه تلك الجدران الزجاجية..حتى اذا عدت اليها مرة اخرى عدت راضيا سعيدا...تحمد الله على ذلك الحبس الانفرادى الذى وهبك اياه.. بعيدا عن الجحيم الموجود فى الخارج.

السبت، 31 مايو 2008

فلسفات شخصية

"لو الدنيا اخدت منك حاجة بايد..متديهاش ضهرك..بصلها هاتلاقيها مدالك الايد التانية بحاجة تانية بس قافلة عليها كويس..ابتسم لها و مدلها ايدك هاتديك الحاجة دى..كشر و اديها ضهرك مش هتشوف حاجة من الكلام ده اصلا"
نعم تلك الحكمة التى تقطر من السطور السابقة هى واحدة من فلسفاتى الخاصة..و هى جملة قلتها لصديق عزيز حين توفى صديق ثالث لنا يمت للاول بصلة قرابة..اتذكر وقتها انه بالرغم من انهيار الجميع و ذهول الجميع و فزع الجميع تظاهر الجميع بان شيئا لم يكن لنخرج صديقنا سالف الذكر من حالة الاكتئاب الحاد التى سيطرت عليه.
كنت مع صديقى هذا منذ ايام..نثرثر فى احوال الدراسة و "نلعن" الدكاترة عن بكرة ابيهم..مرددين عبارات على غرار "ما كان مالنا و مال الطب و سنينه السودة"... وسرعان ما انتهى اليوم لاجد نفسى فى طريق العودة للمنزل..مستحضرة صورة صديقى هذا منذ 4 اشهر حين كان متربعا على قمة الاحباط بلا منازع...و كيف هو الان يضحك و يتفاعل و انا واثقة تمام الثقة ان صورة الفقيد لا تبرح مخيلته كما لا تبرح مخيلتى..و لكنه التأقلم..تلك العادة البشرية الكريهة التى نمارسها مضطرين فى مثل تلك المواقف.
تردد صدى كلماتى فى ذهنى منتزعا اياى من حالة من الاحباط و الاكتئاب لم امر بمثلها منذ حوالى 3 اشهر... فبددت ظلمات اكتئابى املا كما تبدد شمس الشتاء الدافئة غيوم يوم بارد.
لربما سرقت منى الدنيا شيئا هذه الايام..و هو رغبتى فى الحياة ذاتها و اقبالى عليها..و ربما من هول الصدمة لم استطع ان اتطلع لما قد يعوضنى عن ذلك فاوليت الدنيا ظهرى ولم انتظر...
و لكنى الان افقت على تلك الكلمات و قررت ان اعمل بنصيحتى....و ان اضيع بضع لحظات اخرى من حياتى التافهة فى انتظار ما قد يأتى به الغد... محاولة قدر المستطاع ان ادفع عن تفكيرى فكرة الانتحار كحل امثل لكل ما يؤرقنى...
و لهذا ان وجدتنى اقف وحدى فى الطريق ابتسم فى بلاهة فاعلم انك لست المعنى بتلك الابتسامة..و اعلم انى لست مجنونة..انى فقط اتخذت موقفا جديدا من الدنيا و اتوقع منها شيئا مماثلا..