الأحد، 27 يوليو 2008

مكنش قصدى

تعالى صراخه من الغرفة فجأة فور سماعه الخبر.. و كالعادة فاق رد فعله ما يتطلبه الموقف كثيرا حتى خيل اليهم انه موشك على قتل احدهم:
"انتم مسلطين عليا؟ هو يعنى مال سايب؟ هو انا بلاقى الفلوس دى ف الشارع؟ ده انا لو عايش مع يهود كانو حسو بيا و قدروا تعبى "
نظر اليه الصغير الواقف امامه بالرعب المناسب لما بدا على ابيه من عصبيه وقال بصوت راجف : " معلش يا بابا و الله مكنش قصدى .. مخدتش بالى هى وقعت غصب عنى"
نظر له نظرة غضب كانت كفيلة باسالة ما استمات الصغير منذ بداية الامر فى اخفائه من دموع.. حتى قبل ان يبدأ الوالد فى اكالة الصفعات للصغير الباكى صارخا:
"ماحنا لو نعرف قيمة الحاجة نتعامل معاها بحرص لكن انتو كله جايلكو عالجاهز..متعبتوش ف حاجة.. نتعامل باهمال و استهتار و نرجع نقول مكنش قصدى"
تعالت صرخات الصغير لتأتى امه مذعورة و تخرجه من الغرفة دون ان تنطق بكلمه واحدة ثم تنظر اليه و تهتف غاضبة:
"حرام عليك يا أخى انت معندكش قلب؟ الولد مكانش يقصد و الفازة وقعت غصب عنه.. فداه يا اخى.. فدا دمعه من اللى انت خليته يبكيهم على حاجة اتكسرت خلاص و ضربك له مش هيرجعها تانى"
نظر اليها و الشرر يتطاير من عينيه صارخا:
"طبعا يا هانم ما انتى اللى خليتيهم يبقو مهملين زيك من دلعك فيهم..و انت غرمانه حاجة؟ ما انا اللى بجرى اصلح اللى بتخربوه.. كذا باظ صلح حاضر.. كذا خرب صلح حاضر.. كذا اتكسر هات غيره حاضر.. عيشة تقصف العمر.."نظرت اليه نظرة احتقار طويلة ثم قررت انها لن تمضى قدما فى هذا الحوار العابث و استدارت لتخرج حين استوقفها صوت تهشم الفازة التى كانت بجواره اثر ارتطام يده بها عرضيا.. نظرت اليه و على شفتيها ابتسامة تشفى فشلت فى اخفائها فلم يجد الا ان يطأطئ رأسه و يغمغم " ايدى خبطتها غصب عنى فوقعت.. مكنش قصدى!!!"

ليست هناك تعليقات: