الجمعة، 11 يوليو 2008

امه رغم انفى

منذ قرابة الشهر انضم فرد جديد لقائمة من اطلق عليهم "ابنائى".. و هى قائمة تضم الاشخاص الذين اكن لهم من الحب ما لا يعدله سوى حب الام..و الذين لا اتردد فى ان اخبرهم بأنهم فعلا فى منزلة ابنائى ولا اكترث ان كانو حقا يعون ما تحمله هذه الكلمة من دلالات بالنسبة الى او لا..فأنا احبهم بالفعل وهذا يكفى..وعلى اى حال هذا ليس موضوعنا..
اعود الى "اخر العنقود"
و الذى لم يتبع انضمامه لتلك القائمة الطريقة التقليدية.. أى تعارف ثم صداقة ثم حبا صادقا و شعورا بالمسئولية نحو الشخص المعنى..بل و اذا شئت الدقة لم يكن انضمامه لتلك القائمة باختيارى اصلا... بل وجدته فجأة هكذا مسئولا منى و معتمدا على فى كل شىء تقريبا كما لو كان ابنى بالفعل.. و انا لا اضيق فى العادة بكونى مسئولة عن احدهم .. بل ارحب بذلك و احبه فى الواقع .. لذا فلم امانع ان العب هذا الدور الذى جاءنى دون ان اسعى اليه.. و لكن المشكله اننى لم اعتد على هذا الشكل من العلاقة بينى و بين صغيرى هذه المرة.. و لم اتوقع ان تبلغ هذا المدى يوما.. فمنذ عرفته و نحن فى خلاف لا ينتهى بحيث اصبحت مشاكلنا معا من الحقائق المسلم بها فى حياتنا و حياة المحيطين بنا و فقد الجميع الرغبة فى اصلاح ذات البين فتركونا و شأننا بعد ان اتفقنا على الا نتفق..
لذا اتعجب انا شخصيا من كونك ترانى اسير فى الطريق متأبطة ذراع صغيرى البالغ من العمر 58 عاما.. يحدثنى هو عن مشاكله فى العمل احيانا.. ومشاكله الشخصية احيانا.. و عن نفسه احيانا..و عنى احيانا .. و اشعر من احكام قبضته على يدى فى الطريق بمدى حاجته الى ... باعتماده على .. فطفلى الكهل لا يستطيع ان يسير بمفرده فى الطريق دون الاستناد الى شىء ما..نظرا لظروفه الصحية التى لا تخفى على احد.. وكثيرا ما افكر فى حالنا معا.. كيف اصبحت مضطرة ان اتحمل عصبيته و تقلب مزاجه و طلباته الكثيرة و صراخه المستمر اذا تأخرت عنه و لو للحظة .. بعد ان كنت اكتفى دوما بالابتعاد عنه و ارى فى تبادل تحية الصباح معه حميمية زائفة لا داعى لها..
احيانا اشعر انه واحد من الاسباب الكثيرة التى تجعلنى ممزقة.. بأكثر من شخصية وأكثر من رأى .. فرغم محاولاتى المستميتة لأداء دور العاقلة التى تستطيع تحمل اى شىء من ايا كان.. كثيرا ما افقد اعصابى و افقد معها القدرة على التصرف بالطريقة المتوقعة من ام لطفل فى الثامنه و الخمسين من عمره... ام لم تختر ان تكون اما... ولكننى لا اقدر ان اهدهد و اداعب طوال الوقت... احتاج الى اوقات اثور فيها على طفلى المشاغب الذى كثيرا ما يرفض الاصغاء.. و يستمتع بتعذيبى كشأن جميع الاطفال فى سنه..
" هو نوع من الحب الخارج عن ارادتنا.." هكذا قال لى فرد اخر من اعضاء القائمة سالفة الذكر .. عندما اخبرته يوما عن طفلى الشقى .. بالفعل عزيزى هو نوع من الحب الخارج عن ارادتى و الذى جعلنى .. امه رغم انفى..

ليست هناك تعليقات: