الخميس، 26 يونيو 2008

تلك المنطقة الرمادية

ان يعمل كلا من نصفى مخك بشكل مستقل ليعطى كلا منهما رأيا يساوى الاخر فى المقدار و يضاده فى الاتجاه فتمضى حياتك محاولا الوصول لحل وسط يرضى كلا منهما رغم كرهك الشديد للحلول الوسط.... لتجد بعد فترة لا بأس بها انك امضيت عمرك فى تلك المنطقه الرمادية بين الابيض و الاسود.. لست طيبا بما يكفى لتتحمل نقاء المنطقة البيضاء ولا تتحلى بالشجاعه لتتركها الى المنطقة السوداء فتمضى حياتك متأرجحا فى ظلال المنطقة الرمادية تتخبطك الرغبة فى الفرار منها الى اية نهاية ايا كانت...فقط لتهرب من جحيم تلك المنطقة الرمادية..
ان تشعر و انت وحدك بضجيج يعادل ضجيج عشر مدن اعلنت الحرب على بعضها فى نفس اللحظة...و تتمنى فقط ان يخرس كل هؤلاء المتحدثين داخل رأسك لتحظى بقدر من الهدوء.. و لكن امانيك تذهب ادراج الرياح فهم لا يكفون عن الضجيج ابدا..
ان يقودك كل هذا الى الاعتقاد بأن حياتك مأساه لن تنتهى الا بيدك انت وحدك فتسير بخطى ثابته الى النهاية التى توقع الكثيرون ان تصل اليها..لتقف قبل تنفيذ القرار بثوان تستمع الى توسلات نصفى مخك اللذان اتفقا لأول مرة منذ عرفتهما على شىء..وهو رغبتهم فى اثنائك عما اعتزمت مستمتعا بلذة ان تكون المتحكم لأول مرة .. ثم تلقى بتوسلاتهما خلفك و تلقى بمأساتك كلها و تحلق نحو ابعادا جديدة من الحرية ترى فيها الوانا كثيرة.. ليس من بينها هذه المرة اى اثر للون الرمادى.

ليست هناك تعليقات: