الأحد، 8 يونيو 2008

نظرة تأملية على سنة من الجحيم

على اعتاب انتهاء العام الدراسى لا اجد ما يمنع نظرة اخيرة للوراء اتأمل فيها السنة المنقضية و انقب بين احداثها عن ما قد يصلح للتذكر لاحقا مع ما يناسبه من " يااااااااااااه..كات ايام!!!"
فى الواقع اذا نظرت لتلك السنة بعينى فلن تجد مبالغة فى قولى ان ابواب الجحيم قد فتحت لتلفظ تلك السنة الكئيبة..بل ان وصفها بالكآبة لهو تعدى سافر..و سب علنى لكل ما تحمله الكآبة من شفافية قاتمة قد تتوق اليها نفسك من آن لآخر..خاصة و ان كنت مريض نفسى على شاكلتى..ربما لو كنت امضيت عشر سنوات فى معتقل "جوانتانامو" او فى سجن "ابو غريب"...او فى غابة ما اهرب من آكلى البشر لشعرت بقدر اكبر من الراحة و الهدوء..
فشل دراسى؟ حدث بالفعل..عام تعس هو بشهادة الجميع..نجح فى سحق احلام التفوق بداخلى تماما...
فشل عاطفى؟ بالتأكيد..فشل ذريع اذا شئت الدقة من طراز الفشل الذى لا يستطيع سواى ان يحققه حتى لو حاول جاهدا بكل ما اوتى من حماقة..حتى ليجعلنى استحق عن جدارة جائزة "الفتاة الاكثر فشلا على الاطلاق لهذا العام" ان وجدت جائزة بهذا الاسم.
عاما امتزجت فيه مرارة ان يسلبك الموت اعز الاصدقاء .. و ان تسلبك الاقدار من تحب فى نفس الفترة..لتجد نفسك فجأة فى قاع بئر الوحدة..و تنتهى محاولتك الفاشلة الا تتورط فى اية علاقة جديدة فى تلك الفترة..بأن تتورط بالفعل خلال شهرين فى علاقة لا تدوم لاكثر من شهرين..ثم تنتهى تاركة ندوبا عميقة ربما لن يمحيها الزمن..تسبب لك وخزا مؤلما كلما تراءى لك شبح الارتباط من جديد..او كلما طرقت الذكريات بابك فى تحد لتنبهك لانك لم تنسى و لن تفعل و ان كنت تجيد التظاهر بالعكس.
اضف لهذا مئات من التفاصيل الصغيرة و المشاكل التافهة التى تتراكم لتحيل عالمك جحيما..و التى لا اجد الوقت ولا الرغبة فى ذكرها.. ناهيك عن رغبتى المتواضعة فى التمسك بالقدر القليل المتبقى من تفاصيل حياتى الشخصية التى لم انشرها بعد هكذا "على عينك يا تاجر" كما فعلت مع كل ما اضحيت تعرفه عنى الان.
و فى نهاية العام و نهاية تلك النظرة التأملية.. و بالرغم من فشلى فى العثور على الذكرى التى قد تشعرنى ولو بقدر ضئيل من الامتنان لاننى كنت ذلك الشخص فى ذلك المكان و ذلك التوقيت بالذات-لتكتمل بذلك سلسلة الفشل التى بدأت مع بداية السنة- لا اجد الا ان احمد الله من اعماقى انها-السنة لا اعماقى- انتهت اخيرا..شاعرة بعميق الامتنان لكل من وقف الى جانبى حين احتجت..و لكل من تحمل سخافاتى وكآبتى وعصبيتى وحمقى وتقلباتى التى اعجز انا شخصيا عن تحملها فى بعض الاحيان.

ليست هناك تعليقات: