الاثنين، 9 يونيو 2008

معرفتى فيه

"معرفتى فيك اجت عا زعل..معرفتى فيك ما كانت طبيعية"
لا اجد ما يصف "معرفتى فيه" بدقة كما تفعل كلمات فيروز.. رغم انه لا توجد ادنى علاقة بين بقية كلمات الاغنية و ما نحن بصدده.
"معرفتى فيه" جاءت فى اوج احباطى بعد ان اكتشفت ان قرارا من اهم ما اتخذت فى حياتى قد كان من الحمق بحيث رأى الجميع – ما عداى طبعا- عواقبة مذ اتخذته..بحيث صار الفشل فى التمادى فيه حتميا.. ليترتب على ذلك ان معرفتى فيه بدأت فى فترة اعادة بناء لكل مبادئى..تضمنت الكفر بكل مل آمنت به يوما..و الايمان بكل ما كفرت به ابدا..و التغيير الشامل الذى يصر الاخرين على تسميته "عقدة نفسية بثلاث فيونكات على الاقل" و اتمسك انا برايى فى تسميته " بداية عصر النهضة" و مرحلة من العقل و الاتزان كان يجب ان اصل اليها من زمن.."و اللى مش عاجبه يضرب دماغه فى الحيط".
معرفتى فيه افقدتنى الكثير من احساس التميز فى الكآبة الذى طالما شعرت به..بعد ان وجدت حصته منها تتخطى حصتى بمراحل..بل و بعد ان اكتشفت ان الطقوس التى امارسها عندما يداخلنى شعور الكآبة هى ذاتها ما يمارسه..ينقصها فقط ادمان التدخين و هى مرحلة اشعر انى سأصل اليها يوما.
معرفتى فيه اضافت الى علمى بضعة اشياء خفيت على قبل ان اعرفه..و اضافت الى حصيلتى الغنائية بضعة اغانى لم اسمعها بأذنى من قبل..و ان كنت لا شك قد سمعتها فى ذهنى لانها تصف حالى بدقة... وساعدتنى ان اذرف بضعة الاف جديدة من العبرات التى كانت تستعصى على قبل ان اعرفه.. و لشد ما اراحنى ذرفها و اشعرنى بالامتنان له..هذا اننى من الطراز الذى اذا اكتئب فتعذر عليه البكاء لا يجد له بديلا غير الانتحار كحل مثالى ..مع اننى لم اجرب هذا الحل ابدا و ان ظل احتمالا قائما ربما الجأ له يوما و ليرحمنا الله جميعا.
ان التفتيش عن اسباب كآبته التى كثيرا ما يخفيها عنى -نظرا للطبيعة العبثية التى غالبا ما تسيطر على حديثنا والتى تناسب جدا اثنين لم يمض على تعارفهما سوى شهرين او اقل- يضيف لى قدرا مناسبا من الكآبة تنهار معها مقاومة دموعى..لتنهمر مخلفة ذلك الشعور الجميل بالراحة الذى يتبع ساعة او ساعتين من البكاء المتواصل و الذى لا سبب له..لأبدو و كأننى " عدمت اهلى كلهم فى ليلة واحدة "كما تحب امى ان تصف منظرى فى تلك الحالات.
معرفتى فيه نتج عنها- دون ان يقصد او يعلم- نوبات من الثورة على الملل الذى احيا فيه..و على مجرى الاحداث من حولى.. وعلى الطرق التى رسمها لى اخرون لامشى فيها وحدى..و حين افشل فى الوصول للنهاية التى ينشدونها..يكون السبب هو تلكؤى و " دلعى" كما يرى كل من نصب نفسه الها ليخط لى قدرى و كل من جعلت انا من نفسى امة له بالاذعان الى رغبته دون نقاش.
معرفتى فيه جاءت زجرة من الاقدار لتردعنى عن ممارسة هوايتى المفضلة فى ان اكون صداقات مع اشخاص جدد لمجرد انهم يمتلكون القدر الكافى من الكآبة..و لتنبهنى - الاقدار- لما تجره على تلك الهواية من التعرض لجرعات مكثفة من هموم الآخرين..التى اضيفها الى همومى الخاصة ثم اتذمر فى بجاحة عن كون الحياة لا تطاق.
حقا لقد اضافت الى معرفتى فيه الكثير دون ان يدرى هو.. و حقا لم تكن معرفتى فيه طبيعية كما تقول فيروز...

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

wahmeeyaaa ka 3adet ebda3atek ya janjune ;)

غير معرف يقول...

thnx ya luuu :)