الثلاثاء، 24 يونيو 2008

ذلك الهمس

عندما تجد كل ما حلمت ان تجده فى شخص واحد..فلابد من ذلك الصوت الهامس الذى يخبرك ان شيئا ما ليس كما ينبغى.. و ان الامور لن تستمر على هذا النحو..و ان يخبرك احساسك ان"فى شى بدو يصير" كما تقول فيروز.
اشتركت كآبتها مع الرهبة الطبيعيه التى يستشعرها كل من وجد ضالته بعد بحث طال فى جعل الحياة لا تطاق بعد ان جمعتها الاقدار به دون ميعاد.. اتاها هو ليجسد كل ما تمنت ان تجده فى فارس احلامها..الحنان.. الرقة.. الرجولة.. الذكاء.. الطموح..بل ان ملامحه تحاكى صورة طالما رسمتها لفارس احلامها...لا تبالغ حين تقول انه يعاملها كملكة.. لا يتردد فى ان يقبل اناملها كلما اتيحت له الفرصة.. يردد اسمها فى صحوه و نومه حتى ضاق المحيطون به بحديثه المستمر عنها.. يدعوها ب"مولاتى" امام الجميع..
و لكنها مع هذا كله كانت تشعر بضيق لا مبرر له عندما تفكر فى علاقتهما..لم تعتد ان تعطيها الحياه هكذا بسخاء و دون مقابل.. تخبره عن هواجسها فلا يجد لها مبرر..فهو يرى انها تستحق من هو افضل منه!! و كثيرا ما كان يرجوها الا تتركه هى... بل و يحسد نفسه انها اختارته دونا عن كل من يحيطون بها و اصطفته حبيبا..
حاولت ان تجد شبهة ادعاء فى تصرفاته فلم تجد..اجهدت نفسها بحثا عما قد يفسد علاقتهما على المدى القريب او البعيد فباء بحثها بالفشل..علاقتهما تسير فى الطريق الصحيح منذ اللحظة الاولى..كل شىء يسير كما يخططا له...
و بينما كان الجميع يحسدونها على فارسها الاسطورى .. كانت تحيا وحدها فى جحيم الخوف..الخوف ان تعمل الايام انيابها فى علاقتهما فتمزقها كما مزقت ما سبقها. فقط لو يصمت ذلك الهمس الذى لا يلبث ان يخبرها انه ذاهب..و ان ما هى فيه لا يتعدى حلم جميل ستفيق منه بمجرد ان تسمح لنفسها بتصديق انه واقع..ذلك الهمس الذى لم تكن تسمعه الا عندما يبدى ما يجعلها تتمسك به اكثر.. ولكن لا فائدة..ربما نجح فى جعلها تحبه و لكنه فشل فى ان يشعرها بالامان..بأنه باق..بأن ما بينهما اقوى من الايام..فكانت النتيجة التى لم يتوقعها احد..
نعم تركته..لتنهى عذابه و عذابها..اتهمها الكثيرون بالجنون.. بالغرور.. بالانانية.. بالقسوة..و زادت دموع الفتى و مرضه من سخط الجميع عليها..وحدها هى كانت ترى فى ذلك الحل الامثل..فهو يستحق من تستطيع ان تستمتع بوجوده الى جوارها دون ان تؤرقها الهواجس.. فتفسد لحظاتهما معا..
"عندما يصبح الواقع فجأة افضل من اى حلم راودك او لم يراودك بعد عن الحياة التى تتمنى ان تحياها..فمن الحكمة الا يستخفك الفرح..بل وان تفترض ان ما انت فيه زائل لا محالة.. فدوام الحال من المحال..ولكن هل يستبد القلق بأحدهم لدرجة يفضل معها ان يضيع باختياره ما منت عليه الدنيا به بعد جفاء طال فقط ليستريح من الخوف الدائم من فقده؟ ربما..."

ليست هناك تعليقات: