الجمعة، 18 يوليو 2008

الى حيث تنتمى

فرت الى الشاطئ حيث اعتادت ان تذهب معه قبل ان يقرر الموت ان ينهى قصتهما نهاية مختلفة عن تلك التى توقعها الجميع.. فى الطريق الى الصخرة التى اعتادا الوقوف عندها جمعت بعض الحصى لتلقى به الى البحركما اعتادا ان يفعلا معا.. و تذكرت ابتسامته وهو يخبرها ان ما القياه من حصى سويا منذ ارتادا هذا المكان كاف لبناء قصر تحت الماء و انه يوما ما سيهرب بها الى قصرهما السحرى ولن يعودا الى الشاطئ ابدا..و لم تستطيع ان تمنع نفسها من الالتفات الى جوارها من وقت لاخر لتتأكد انه غير موجود فعلا فتعاود النظر الى الطريق و تحاول عبثا منع دموعها من الفرار.
وصلت اخيرا الى المكان المنشود..و مرت سنوات أو أيام أو لحظات من الصمت و التأمل و البكاء بدأت بعدها بالقاء ما فى يدها من حصى الى البحر..و لم تكن القت كل ما فى يدها بعد عندما سيطرت عليها فجأة فكرة ان قصرهما القابع تحت الماء قد اكتمل تماما و انه ينتظرها هناك.. فوضعت الحصى جانبا و نظرت الى الماء نظره طويله تتخيل فيها كيف سيبدو بعد ان اكتمل..و كادت تقسم لنفسها انها رأت القصر حقا و رأته يلوح لها من شرفته مبتسما... فقررت انها لم تعد تنتمى الى الشاطئ بأى حال من الاحوال و ان مكانها الطبيعى هناك تحت الماء مع من تحب.. ولم تلبث ان تركت دموعها و احزانها خلفها و قفزت الى حيث تنتمى..
و لم يبق مكانها سوى دموعا رفضت ان تجف وفاءا لصاحبتها .. و عطرا خفيفا قرر ان يحتضن المكان للأبد .. و صورة غريبة يعكسها البحرعند تلك الصخرة بالذات لقصر من الحصى و من شرفته يطل حبيبين متعانقين..

ليست هناك تعليقات: