الخميس، 9 أكتوبر 2008

سواقى

بالعودة الاضطرارية للدراسة بعد ان فشلت فى اقناع الجميع بأنى" اكتفيت علام يا جدعان" اعود مرة اخرى للكثير من الاوضاع السخيفة و الحالات التى ما كدت ارتاح منها حتى اتى احدهم يزف البشرى " الدكاترة هيبدأو فى رمضان ولازم ننزل ".. شاكرين مهللين عدنا للكلية و الجامعه و المجتمع و الناس..ولله الامر من قبل و من بعد.
زحام العباسية الخانق الكافى لتعكير مزاج اى انسان سوى يستهل يومه على احسن تقدير بعشر دقائق على الاقل من الحداد الاجبارى تتوقف فيها اى وسيلة مواصلات مهما كانت - صدق او لا تصدق تتوقف الميكروباصات ايضا - فى شارع الجامعه العتيد ليكون النشاط الانسانى الوحيد المتاح هو الحملقة فى وجوه الناس .. ناس فى الميكروباص و الكثير من الناس فى الشارع .. ناهيك عن الوقوف المتكرر فى شارع جسر السويس اقل الله اشاراته وادام لنا ضباطه.. وألفاظ سائق الميكروباص المصاب فى اغلب الاوقات بداء "الكلاكس" تمثل الخلفية المثاليه لهذا العذاب ..
تصل الكلية لترى ذات الوجوه تنظر ذات النظرات و تحيي الجميع بابتسامة لا معنى لها و "ايه الاخبار"تقولها مبتعدا لتؤكد لمن تحدثه انك غير مستعد لسماع اى اخبار ..
اخر الاسبوع هو؟ اذن فانت فى ايام مباركة.. ايام العيادات .. لتظل طول اليوم بلاد تشيلك و بلاد تحطك جريا و قفزا و صعودا و هبوطا و هتافا و صراخا بين العيادة الفلانية و المعمل العلانى لتلملم فى نهاية اليوم حفنة النفايات البشرية التى لم تستهلك منك خلال اليوم و تغادر وكلك امل ان تأتى غدا فتجد المكان متفحما كاستجابة من المولى لدعاء طال بأن "يحرق ابو دى كليه"..
رحلة العودة ليست بأقل بهجة من رحلة الذهاب يزيدها متعة الارهاق الذى يقتلك و شمس منتصف النهار تحرقك و رائحة العرق تخنقك و الكثير من البشرالذى لن تعلم ابدا من اين يأتون .. و صوت الكاسيت الذى يحلو للسائق ان يرفعه بالقدر الكافى لاغاظة صديق فى بولاق لا يمتلك كاسيت .. بعرور و امثاله يشكلون اوركسترا الركب المتوقف حتى يخيل اليك انك لو عدت الى منزلك حبوا ستضرب عصفورين بحجر بأن تصل اسرع و ترحم نفسك من الضوضاء.. ولكن تجيب صحة للحبو منين؟ ده انت قاعد بالعافية..
فى المنزل حيث عدنا لحاله اللا أهل ولا وطن تتناول غداءك وحيدا ان كنت محظوظا بما يكفى لتجد غداءا .. بل و ان وجدت طاقه لذلك اصلا ..
الى غرفتك تتجه .. فقط تخلع الحذاء و الحجاب وتستلقى بباقى ملابسك لتذهب الى حيث يذهب النيام .. تصحو لتجد الجميع نائمين .. وحيد كالضباع تبحث عن شىء مفيد لتفعله..تظل حتى الفجر وتذهب للنوم بمجرد ان تبدأ حركة الاستيقاظ فى المنزل..
تتوالى الايام متشابهة تدور فى ذات السواقى كل يوم .. سواقى مشاكلك العائليه و مشاكلك الشخصية .. مشاكل الكلية و ما فيها و من فيها .. تفتقد تدريجيا نقطة ارتكاز تستند اليها و تتوقف لتلتقط انفاسك و تسأل" هو فى ايه يا جماعه؟ ".

هناك 4 تعليقات:

Nabil يقول...

جميل جدا ان الواحد يلاقى حد بيحكى مشكلته.

فعلا دى مشكلت ناس كتيييييييييير

واضيفى الى كده لو رحلت العذاب دى من محافظه لمحافظه ثانيه

ياسلام لو تخرج من البيت 7صباحا ترجع 8 بس مساءا زييى كده

ومطلوب فى الحداشر ساعه اللى بقعدهم فى البيت
انى اكل واشرب واشوف الناس واذاكر وانجح وكل الحاجات الطبيعيه

معلش انا زودت همومك بس اصلى حسيت انك بتحكى عنى بالظبط

تحياتى ودعواتى بحياه اكثر راحه

Ganna Adel يقول...

يا سيدى ولا زودت همومى ولا حاجة ما كلنا فى الهوا سوا..
ربنا يطلعنا منها على رجلينا بس و يعينك و يعيننا جميعا على ما ابتلانا به.

غير معرف يقول...

انا لقيت المدونة دي بالصدفة وانا بعمل سيرش على أغنية أحمد زكي "ان مقدرتش تضحك " لكن شدتني المدونة وفضلت أقرا فمواضيعها الكتيرة!!

بصراحة انتي رائعة ذات أسلوب راقي وبديع .
موهوبة في الكتابة وتشدي القاريء انه يستمر في القراية .

أتمنى انك تنمي موهبتك دي لأنه ليكي مستقبل جميل بإذن الله .

Ganna Adel يقول...

اولا ده من حسن حظى..الاغنية دى عشقى و فعلا اداء احمد زكى ليها فوق الرائع
سعيدة بمرورك و سعيدة جدا برأيك و متقطعش الزيارة :)