الأحد، 24 يناير 2010

ربما .. لأن الشتاء تأخر

الهواء فى الخارح بارد .. المترو يسير ببطء و زجاج النافذة المجاورة يرتجف بردا و أنا بجواره أتمنى أن يسقط من تلقاء نفسه لأننى لا أجد فى نفسى القوة لأستأذن الجالسه أمامى لأفتحه .. أشعر بثقل فى ساقى و بطء شديد فى كل شىء.. يمر قاطع التذاكر بجوارى فأنظر اليه للحظات متسائلة عما يريد.. ثم أفهم تدريجيا أنه لا يتأمل جمالى الفتان و لكنه فى انتظار أن أتفضل و أقطع تذكره .. ببطء أخرج حافظة نقودى..و ببطء أخرج النقود و ببطء آخذ التذكره و الباقى و أهم باغلاق المحفظة و اعادتها الى حقيبتى فلا أستطيع .. الى هذه الدرجه من انعدام التركيز وصلت؟

تجمع الجالسه أمامى أشياءها و تنهض وأسارع أنا لفتح النافذه متجاهلة نظرات الاعتراض التى أطلت من أعين عجوز تجلس بالقرب منى .. أسمح للهواء البارد أن يلفح وجهى " يمكن أفوق" .. هل تعرف احساس الجالس أمام جهاز تليفزيون بينما جهاز التحكم فى يد شخص آخر لا يكاد يستقر على قناه بحيث يصبح كل ما يمكنك مشاهدته هو مجموعه غير متناسقة من المشاهد المتتاليه؟ هو ذا .. عقلى جهاز تليفزين وجهاز التحكم فى يد شخص لا أعرفه .. تتوالى المشاهد المتقطعه دون هواده ..

القناة الأولى : محادثة على الماسينجر مع صديقة أخبرها فيها ان " الدمع اللى فى عينى بيوجع مبينزلش و مبيطلعش.. وانا كبايات عصير قصب مليانه عالآخر .. و الخلق ما بتشربش "

القناة الثانية : صديقه أخرى على السرير فى المستشفى ترتجف فاقدة الوعى

قناة الكوميديا : اظفرى البنصر بلا طلاء فى حين أن بقية أظافرى مطلية بعناية شديدة !!

قناة الأفلام : كوستا و قدح من الموكا الساخنة و وورقه صغيرة كتب عليها "وحشتينى و انتى جمبى"

قناة الموسيقى : كينى جى – بيساميه موتشو

قناة الدراما : أمى تطلب منى أن أسرع باتخاذ القرار و تنفيذه

قناة ما : محادثة مع صديق أخبره فيها أنى "مخاصمانى و مبكلمنيش من مدة.."


نفسى النور يقطع عن التليفزيون ده بجد ..


أريد الابتعاد و الاقتراب فى نفس الوقت لا أدرى عن ماذا أو الى ماذا .. أريد هدنه .. مساحة من الفراغ الفكرى .. يخطر ببالى أن أسأل صاحب كشك الحلوى " انت ليه مبقيتش تفتح الصبح بدرى؟ أنا ببقى عايزة عصير " و أمنع نفسى بالعافية من أن أسأل الواقف بجوارى على المحطة " والنبى يا أخ هى طرحتى مزبوطه ولا عامله سبعاوى تمنياوى طه؟ "
أعبر الشارع بالاستهتار المناسب .. سباب سباب سباب .. ايييييه؟ هو الواحد ميعرفش يعدى الشارع و هو مش فى وعيه فى البلد دى؟ الناس جرالها ايه؟
اللعنه .. أنا أهذى
أنا أهذى و الساعه لم تتجاوز الثامنه صباحا .. سيكون يوما طويييييييييييييييييييلا ..
أطرد فكرة التنفيض لكل شىء و الذهاب للتمشية على الكورنيش من رأسى .. " الهروب مش حل " هكذا أقول لنفسى فى حزم .. تمصمص شفتيها - نفسى - فى سخريه و تقول " أما نشوف آخرتها "



أعيد النظر فيما كتبته كأنه لا يخصنى .. كأنها أعراض يشكو منها مريض ما .. أكتب التشخيص الذى يناسبنى و أكتب العلاج :

التشخيص : نقص حاد فى اللون البنفسجى
العلاج : حته شيكولاته كبيييييييره

هناك 5 تعليقات:

ihapoof يقول...

حلوه قوى :)

Ganna Adel يقول...

ميرسى كتيير :)

Mar3i يقول...

جميله اوى بجد :)

Ganna Adel يقول...

ميرسى كتير بجد :)

غير معرف يقول...

Awel mara ala2y 7aga maktouba bt3abar 3n eli gowaya awi kida , 7alet 3adam el fahm .. e7sas en mafish ay 7aga fi dma3'y motanaska , msh 3rfa at7akem fel afkar eli ma3rafsh btbtedy meneen wala hate5las emta.
Gamila Awi.