أعود فأقول أنها كانت تسأل -صديقتى - عما أفعله بحياتى فى تلك الفترة ، وبالرغم من أن الفتاة زميلتى فى الكلية وبالتالى هى تتوقع إجابة تمت بأى صلة إلى المهزلة سالفة الذكر إلا أننى أجبت فى بساطة : بحب محمود ..
أطلقت الفتاة ضحكة وأخبرتنى أننى "ضايعة" .. شاركتها الضحك ، فبالرغم من أننى كنت أفعل كل هذا وأكثر وأضع قرابة ال10000 خطة مختلفة فى شتى مجالات الحياة يوميا ، أنفذ منها 7500 وأضع خططا بديلة لل 2500 الباقية ، إلا أننى لم أجد فى حياتى ما يستحق الذكر إلا كونى أحبك ..
وطوال الوقت كانت هذه الإجابة هى أول ما يتبادر إلى ذهنى كلما تكرر السؤال .. سواء صرحت بها أم لم أفعل ، إلى أن تحولت لاحقا إلى "بحاول أتجوز .." ثم " بخطط للهروب " .. لكن تظل إجاباتى كلها دوما تدور فى ذات الإطار .. أنت .. أنت فقط .. وقد كان هذا كافيا ...
لسبب ما أذكر ما كنت أخبرك به دوما ، كيف أتخيلنا نقف معا فى نهاية العالم ؟ إعصار ما أو طوفان أو حرب أو أية كارثة أخرى كفيلة بإنهاء الحياة على الأرض تدمر كل ما حولنا .. ونحن نقف بأكف متشابكة ننتظر النهاية معا؟ لايهم ما يحدث طالما نحن معا ..
فلتزأر العاصفة.. هل تذكر؟
حسنا لم ينتهى العالم بعد ولم نكن نحتاج الى كارثة طبيعية كى تفترق أكفنا المتشابكة .. لقد صار هذا واضحا ..
*
*
*
*
عندما سألنى صديق يعرفك ويعرف الموضوع بتفاصيله عن "الأخبار" وأخبرته عن انفصالنا كانت إجابته بليغة جدا .. نظرة صدمة.. فم مفتوح .. و ثلاث كلمات مدمرة " بعد كل ده؟ " .. كانت كلماته الثلاث كافية لانفجارى فى البكاء مما جعل الرجل يرتبك فلا يدرى ما الذى يجب أن يقال .. ثم كرر على مسامعى ما كرره لى طوب الأرض قبلها وبعدها وإلى اليوم .. عن أن كل شىء نصيب ، وأن دلوقتى أحسن من بعد كمان كام سنه .. إلى آخره ..
ومنذ ذلك الحين أصبح هذا السؤال هو أول ما يتبادر الى ذهنى بمجرد أن أصحو من النوم .. يتردد فى ذهنى واضحا جليا شأن كل أفكار الصباح الباكر ، مؤلما شأن كل ما يمت لك بصلة .. دون إجابة شأن كل الأسئلة التى تعنى إجابتها خلاصا ما ...
بعد كل ده ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق