الأحد، 7 يونيو 2009

امرأة تعاقب ظلها

وقفت ترمقه ببرود وهو يحاول بحروف ساذجة تبرير حماقاته المتتالية.. ضجرت فأدارت وجهها عنه ثم الفتت مرة أخرى اليه .. صفعته فى حدة فبكت المرآة .. ثم استدارت و مضت بخطى ثابته و أغلقت باب الغرفة من خلفها .. حاول عبثا أن يتخطى السطح الزجاجى الأملس ليغادر المرآة و يلحق بها معتذرا فأبت المرآة و قالت " صبرا .. ستعود " فسكت .
أمضى أياما حبيس المرآة الى أن عادت .. ذات النظرات الباردة و ذات الغضب .. نظر اليها باكيا معتذرا .. لم تهتز .. ذات النظرات الباردة و ذات الغضب .. اعتذر كثيرا و لم تعلق هى .. كانت غاضبة بحق..ظل يعدها للمرة المليون انه لن يكرر ما فعله أبدا .. ظلت تسمع دون تعليق .. أخبرها أنه يحبها .. لم ترد .. لكنه عندما صرخ : " لماذا تعامليننى هكذا و كأننى شخص آخر؟ و كأنكِ أنتِ أخرى .. أنا أنتِ .. نحن ذات الشخص" نظرت اليه بحدة و اهتزت رموشها للحظة .. ثم تجمد وجهها على نظرة الغضب لحظات ثم عاد لبروده الأول فقالت : " لما آجى تانى مش عايزة ألاقيك هنا .. مفهوم؟ "و قبل أن ترى وقع كلامها عليه انصرفت بخطى ثابته و قلب من البللور البارد .. انهار هو و ربتت المرآة كتفه فى حنان : " لا تقلق .. سوف تصفح فأنا أعرفها جيدا " .. لم يهدأ بل غاب عن الوعى للحظات ..
عندما أفاق كانت هى أمام المرآة تنظر اليه عبر السطح الزجاجى .. " أنا مش قلت مش عايزة أشوفك هنا تانى؟"نظرت اليها المرآة عاتبه .." لم ألق من قبل من تطرد ظلها من المرآة .. لم يخطىء فلا تصبى غضبك عليه .. بل أنت المخطئة .. " ردت فى حدة " اسكتى انتى .." نظرت اليها المرآة باسمة .. لقد رأت من جنونها الكثير و فشل كل ما رأته فى أن يحملها على كراهيتها .. هى مجرد طفلة تعسة تتسلى بكسر ألعابها واحدة تلو الأخرى ثم تبكيها بحرقة سرا..
" أنا لن أغادر " قالها فى تحدِ .. " هذا مكانى و كلما مررت هنا ستجديننى .. أنا أسكن هنا .. أنا .. أنت .. المرآة.. ثلاثة أوجه لذات الشىء .. " نظرت اليه باندهاش .. هل يظن الأحمق أنه يملك من أمرها شيئا؟ بل هل يظن أنه يملك من أمره هو نفسه شيئا ؟ ضحكت ساخرة .. هزتها ضحكته من الأعماق و ان ابدى التماسك ..
" أنا زهقت منًك " ثم نظرت الى المرآة و أردفت " و منك انتى كمان..انتو خدتوا أكتر من وقتكوا " .. تبادل مع المرآة نظرة ذات معنى .. "هل جنت ؟" قالها للمرآة همسا فابتسمت و أشارت أن " من زمان " .. لم تحتمل سخريتهما فأخرجت قطعه البللور البارد من صدرها و قذفتها نحو المرآة ..تكسرت المرآة و تحولت الى قطع صغيرة لامعه .. وتكسر هو و تحول الى قطع صغيرة دامية .. ولكن أتعلم ؟ تكسرت قطعه البللور أيضا .. و تحولت الى قطع صغيرة مؤلمة .

هناك 6 تعليقات:

Nabil يقول...

برافوا برافو...

الموضوع ممتاز كالعاده.

"" صفعته فى حدة فبكت المرآة "" حلو اوى التعبير ده حلو جدا جدا يعنى

بس هى المراه اللى بكت..!!؟؟؟

مكانش المفروض عليها تكسر المراه لانها جواها وخصوصا ان قلبها من البلور .

المفروض تصالح المراه تانى لو تقدر..

وكتير جدا البلور المكسور بيتجمع تانى

بس لازم حد يكون كان عارف حقيقة القلب قبل ما يبقى شظايا متناثره.

تحياتى لاسلوبك الرائع وكلامك اللى بياسر العقل وسلامى ليكى

Ganna Adel يقول...

هى لحظات ملل أو طيش بتحس فيها ان الناس اللى جواك اللى عمالين يتخانقوا مبقوش قادرين يستحملوا بعض ولا انت بقيت قادر تستحملهم فبتهد المعبد عليك و عليهم..

ستصالح المرآة و ستجمع البللور المكسور .. ألا تفعل دوما؟

دمت فى خير

dandana يقول...

مندهشة

Ganna Adel يقول...

Dandana :
مندهشة ليه؟ بتحصل :)

dandana يقول...

ايوا بتحصل وكل حاجة

أنا بس كنت فى مود تانى خالص

وبعدين جيت هنا

قريت

مش عارفة ماكنتش متوقعة كل الزخم دا

فحسيت انى اخدت فى وشى كدا....فوقت مثلا

كدا يعنى


بس بتحصل

Ganna Adel يقول...

Dandana
بتحصل :)