الأربعاء، 3 يونيو 2009

حزيران الأول

لعل الأمر خارج عن ارادتى حقا بالرغم أننى لم أصدق يوما أن ثمة ما هو خارج عن ارادتنا.. لكنها ليالى بداية الصيف المقمرة تبعث فى النفس أشجانا كثيرة .. و تجبرك أن تسير نحو صفحات من حياتك مزقتها بنفسك فيما مضى برضا نفسى تام ..
منذ زمن لم أستمتع بصحبة فيروز فى الشرفة ليلا مع مج الشاى باللبن العتيد .. لذا تجاهلت الامتحان الوشيك و زنقة المذاكرة اللعينة ودخلت الى الشرفة مع رفيقى عمرى .. فيروز و المج .
اليوم هو الأول من حزيران و القمر قوس فضى فى السماء بلا سهم أو رام .. الهواء بارد و لطيف كأن عاما لم ينقضى .. فيروز تغنى " بحبك عا طريق غياب بمدى لا بيت يخبينا ولا باب .. خوفى لا الباب يتسكر شى مرة بين الأحباب " .. أذكر عندما رددت له تلك الجملة بالتحديد منذ عام تقريبا و أجاب " ليست كل الأبواب تغلق .. واذا أغلق باب علينا نزعه " كم راقنى رده وقتها و كم كانت كلماته عموما تروقنى ..
صوتها الآن يغنى " بعدك على بالى " و الأصوات الآتية من الداخل و من الشارع قررت أن تخرس قليلا كى أستمتع أنا بهذا الجو الساحر وحدى و أتساءل .. هل تراه مازال كما عهدته يعشق الشرفة و فيروز و ليالى الصيف المقمرة؟ هل مازال يكره الشاى باللبن و يتعجب من عشقى له دون داعٍ؟ هل مازال يخجل من حبه للقطط الصغيرة ؟ هل تعرف أننى أخيرا تمكنت من اقناع أمى و أربى حاليا قطة؟ نعم بالفعل اسمها موكا و عمرها 3 شهور أو يزيد .. صغيرة فاتنه هى و كثيرا ما تذكرنى بك .. هل تعلم أيضا ؟ أحاول اقناعها – امى – بأن نربى سمكتى زينه أيضا .. كما كنا دوما نتمنى أن نفعل .. "سمكتين عشان متكونش واحدة وحيدة " كما كنت تردد دوما.. دورى و مرهف ان كنت تذكر .. يااه . . هل انقضى العام حقا؟
التقط المج الذى أخذتنى أفكارى حنى برد كالعادة و أشرب ما فيه من باب عقاب النفس .. أقرر و أنا أغلق باب الشرفة خلفى أن أكف لفترة عن ممارسة الحنين عمدا .. وألا أعود الى جلسة الشرفة ليلا الا بعد أن اتأكد أن فيروز و المج – فقط – هما من سيرافقانى .

ليست هناك تعليقات: