السبت، 11 يوليو 2009

ماريا

ماريا .. كل يوم ألامس وجهها بريشة ملونة لكى تزيح عنها آثار ارهاق الامس .. و تجعلها تبدو أجمل .. و أبادلها تحية الصباح .
كنت أعرف أن ماريا تكره نظرات المارة التى نادرا ما ترتفع الى وجهها .. فقد أخبرتنى بنفسها أن نظرات المارة و تعليقاتهم السخيفة التى لا تتجاوز ما ترتديه أبدا تجعلها تبكى طوال الليل .. وقد خاصمتنى ماريا عندما سألنى طفل يوما مشيرا اليها : ايه دى؟ فأجبت : دى عروسة كبيرة بنلبسها هدوم جميلة عشان الناس تشوفها .. فقد أغضبها أن وصفتها بال"عروسة" أمام الناس !! ربٌت كتفها بعدها و أخبرتها أن المارة سطحيون وحمقى و أننى وحدى أتأمل وجهها الأبيض الخالى من الملامح طويلا و أحبه حقا .. و أن الطفل ما كان ليفهم حقيقة أنها ليست جمادا كما يعتقد الناس .. ابتسمت لى حينها ابتسامتين .. واحده لرأيى فى المارة وواحدة لأنى قلت أنى أحب وجهها المصمت .
يوما بعد يوم أفكك اجزائها واحدا تلو الآخر برقة .. أختار لها ثوبا جديدا أنيقا .. و أضعه عليها بحرص .. وبينما أفعل ذلك أهمس لها كم هى جميلة و كم أحب وجهها كى أخفف من حرجها لتبديل ملابسها على مرأى من الناس . تبتسم ابتسامة لا يراها سواى .. و أبتسم ابتسامة يراها الجميع ويتساءلون ..
همست لى بالأمس : أنا لا أحب الجينز فلا تجعلينى أرتديه .. أشعر بالسخف عندما ارتديه .. ابتسمت ووعدتها ان أفعل .. و استبدلته بفستان بنفسجى جميل .. سألتنى هل سيأتى اليوم الذى أخرج فيه من وراء الواجهة الزجاجية فى فستان مثل هذا و تتشابك أصابعى الجبسية مع أصابع من يشبهنى؟ اطرقت لوهلة ثم ابتسمت و قلت : فقط لا تقطعى الأمل ابدا ..

هناك تعليقان (2):

dandana يقول...

:)
عجبتنى القصة

ولو ان كلمة المانيكان فى العنوان حاسة انها لو مكنتش موجودة كان هايبقى احسن بكتير


فكرتينى بجدتى
قالتلى فى يوم
لولا الأمل...لهانت الايام

Ganna Adel يقول...

لما نزلتها عالفيس بوك نوتس شيلت منها كلمة المانيكان .. حسيتها سخيفة فعلا ده غير ان ماريا لو قريتها هتزعل :)
و منيب قال و لولا فينا الصبر لهان علينا العمر :)