الخميس، 25 سبتمبر 2008

فضفضة

يحدث احيانا ان تسوق اليك الحياة اسوأ الحقائق و اكثرها ايلاما مدعمه بأدلة اخترت انت منذ البداية غض النظر عنها و التظاهر بأنها غير موجودة..يحدث ذلك فجأه و دفعه واحدة لتضيق دائرة الامل الضيقة بالفعل وتختنق بداخلها احلام كانت تستمد وجودها من ترهات اعتدت اختلاقها فيما مضى..
قد تزداد الامور سوءا اذا وجدت من يشاركك تلك الترهات لفترة تقتنع فيها بأن الاحلام قد تتحول الى واقع لمجرد انك تريد ذلك..ليبدأ الجحيم الفعلى عندما يسبقك الاخر الى ادراك مدى خطأكما و يتركك لفترة لا بأس بها تلعن احلامك و ترهاتك و تلعنه كما تلعن نفسك ايضا..تلعن ثقتك بنفسك و بالاخرين عموما و به تحديدا .. عندما وجدت _ او اختلقت_ سببا تحب معه الحياة و تعيشها ببطء و تستمتع بأدق تفاصيلها ثم باختفاء السبب او ادراكك انه لم يوجد قط تكره كل شىء .. او الاسوأ تقع فريسه للامبالاة لا ترحم ولا تبقى من انسانيتك الا أقل القليل ان ابقت..فالحب و الكراهية مشاعر انسانية و لكن اللامبالاة اولى خطوات التحول لجماد لا يشعر..
" منير قال : لو بطلنا نحلم نموت
و قال : قبل ما تحلم فوق
و قال : بره الشبابيك غيوم .. بره الشبابيك مطر .. وانا خايف كده و حاسس بالخطر "

الأحد، 7 سبتمبر 2008

..............

" انا بصلى .. و بصوم .. و بعترف.. بس ما بحبكش .. انا خايف..خايف منك..
نفسى احبك..نفسى احبك زى ما تكون ابويا .."
الجملة طبعا مقتبسة عن محمود حميدة فيلم بحب السيما .. بعيدا عن اداء محمود حميدة اللى مايتوصفش فى الفيلم عموما و فى المشهد ده تحديدا..بص للجملة مجردة .. بعيدا عن اطار الفيلم و عن محمود حميدة و اداؤه.. اطلع بعينك فوق كده و اقراها تانى ..
حسيت بالوجع اللى انا بحسه لما بفكر فيها ؟ حسيت ببشاعه تحول اداء العبادة من خطوة تقرب العبد من ربه لمجرد انصياع اعمى لأوامر جرى العرف انها تتبع بدون مناقشه؟
حسيت بألم تحول العبد مع ربه لموظف حكومة؟ مش هوصفلك كتير فى موظف الحكومة لأن صورته التقليدية متعارف عليها ومعروفة ليك اكيد.. بنى ادم قرفان من عيشته و من اللى عايشينها معاه بيكروت اى حاجة و بيعمل كل حاجة من غير نفس..
اد ايه الموضوع بشع لما تكون مع ربك موظف حكومة..
حبيت قبل كده؟ اكيد حبيت حتى لو كان حب عيال .. حتى لو كان مراهقة.. حتى لو كانت علاقة فاشله انتهت من زمان.. ارجع معايا بدماغك و ذاكرتك كده لأيام ما كنت بتحب.. قد ايه كان نفسك تقضى وقت مع اللى بتحبه..بتحس ان كل ثانيه بعيد عنه دى وقت ضايع..حابب تكون ليك مساحتك من الفراغ اللى بيكون كل عملك فيها انك تفكر فى حبيبك..تفتكر كلامه و تراجع تفاصيله..تدور عاللى هو بيحبه و تعمله..فاكر اد ايه كان ممكن تعمل حاجة انت مش حابب تعملها لمجرد انك ترضى حبيبك؟ و اد ايه كان ممكن تبطل حاجات بتحبها اوى لمجرد انها بتضايقه؟.. فاكر كنت بتبقى ملهوف ازاى عشان تقابله؟ ازاى مش عايز الوقت يعدى و انت معاه؟احساس ان مجرد هو كفايه و ان الناس وجودهم مكمل شكلى للحياة..الهدف من وجودهم انك تلاقى حد تحكيله عن اللى انت حاسس بيه لأنه اكتر من انك تحتفظ بيه لنفسك و تسكت.. الكلام الحلو و الهدايا..اكيد مش انا اللى هقولك يعنى..
اسيبنى منك انا شويه و اتكلم عن نفسى؟ انا نفسى احس كده ناحية ربنا..احس انى بحب ربنا فعلا.. انى بصلى عشان انا نفسى اقف بين ايدين ربنا مش عشان مدخلش النار..اقعد لوحدى افكر فى ربنا اد ايه هو كبير.. اد ايه هو رحيم..اناجيه و اشكيله من اى حاجة مضايقانى .. بل يبقى مجرد حبى ليه سبب كافى عشان تتلاشى كل الحاجات اللى مضايقانى .. يتحول اتباع اوامره و البعد عن نواهيه من مجرد روتين الهدف منه تجنب عذاب محتمل لمتعه حقيقية برضى فيها حبيبى و بعمل اللى يحبه و ببعد عن اللى يغضبه..نفسى اقرا القرآن عشان ده كلام حبيبى اللى بحب اقراه و اسمعه و اعيده على نفسى و على الناس مش عشان انا المفروض اقرا قرآن..قيس على كده كل الفروض و كل اوجه العبادة..
اللى انا بقوله ده فيه تجاوز او تطاول؟ معتقدش .. هل انا كده بتجاوز حدودى ك" مخلوق" بالنسبة للى خلقه؟ بردو معتقدش.. كتبت الكلام ده ليه؟ يمكن عشان اواجه نفسى بحاجه بحاول انكرها من زمان .. و الحاجة دى هى السبب فى انى دايما ببكى .. فى فيلم بحب السيما.

الخميس، 4 سبتمبر 2008

و التلج اجه..و راح التلج

لا ادرى بالضبط كم مضى من الوقت منذ رأيتك آخر مرة..فقد توقفت عن الحساب يوم توقفت عن البكاء رغم ان صورتك لم تفارقنى منذ ذلك الحين..فجأة وجدت تفاصيل اليوم حاضرة فى ذهنى كأننى اعيشها من جديد..اذكر كيف كنت و ماذا ارتديت..كيف غادرت انا مبكرا لسبب بدا حينها وجيها و لكن تفاهته تجلت واضحة الان...اذكره ضمن الكثير و الكثير من الاشياء التى وجدتنى اتذكرها عنك و عنى..
_ 1 _
فاكر يوم ما كنا قاعدين نسمع محمد نور بين المحاضرات على mp3 نسمة و فضلنا نعيد اغنيه (عادى) بتاع 600 مرة ؟ فاكرة اوى ان نسمة كانت هى السبب فى اننا حبينا الاغنيه..و يمكن كانت السبب فى اننا حبينا محمد نور اصلا..اليوم ده فضل فى بالى بعد اللى حصل كتير اوى و فضلت مده طويله مش قادرة اسمع لا الاغنية ولا محمد نور بسببه..
_ 2 _
فاكر يوم ما كنا بنتكلم عالماسينجر و كنت يومها انا متضايقه اوى و بسمع كارول سماحه (يا عذابى) فقررت انك تسمعها معايا؟ فاكر كمان انت ساعتها معرفتش تخلينى افك فقلتلى انك هتقعد تعيط معايا لحد ما انا ابطل عياط و بعت وشوش بتبكى كتير اوى لدرجة انى بطلت عياط فعلا وضحكت و فكيت؟
_ 3 _
فاكر اخر مرة اتكلمنا فيها عالماسينجر و حكيتلى انت عن حاجات كانت مضايقاك وخليتنى وعدتك انى مش احكيها لحد و فى الاخر قلتلى كده بالنص : " انا عايزك تبقى صديقتى الصدوقه.."
اللى انت متعرفوش انك كنت فعلا صديقى الصدوق من غير ما تطلب..كنت اخويا بجد..يمكن انا معرفتش اوصلك ده و ده شىء انا ندمانه عليه لحد النهاردة لكن ربنا عالم باللى فى القلوب..
*********************
انا بكتب ده و انا مش عارفه انت هتعرف ولا لأ..كل الحكاية انى حسيت انى عايزة اقولك "وحشتنى" بصوت عالى اوى..عارف؟ مرة بعد اللى حصل شفت واحد فى الشارع اتهيألى انه انت..كنت هجرى عليه و اخده بالحضن حرفيا للوهلة الاولى و بعدين فقت طبعا و افتكرت ان ده مستحيل يكون انت..بكيت كتيير اوى يومها..
عبد الرؤف..انا عمرى ما نسيتك ولا حتى يوم واحد..و على فكرة صورتك هى الwelcome note بتاعت موبايلى عشان كل ما افتحه اقرالك الفاتحه..و بقراهالك بعد كل صلاة و بدعيلك بالرحمة كتير..
انا مش هقول ان موتك كان صدمة ولا اننا عمرنا ما هننساك..اللى هقوله ان انت بموتك اخدت معظمنا معاك عشان الموجودين دلوقت ولا حد منهم زى ما كان قبل ما تسيبنا..و بالنسبالى انا..انا مفيش حاجة فى حياتى اثرت فيا و كنت قبلها بنى ادم و بعدها بنى ادم تانى قد موتك.. الله يرحمك يا صاحبى و بجد وحشتنى اوى..

الاثنين، 1 سبتمبر 2008

اوقات فراغ

هل شعرت بان كمية الفراغ بداخلك قادرة على ابتلاع اى قدر من الموهبة او شغف الحياة؟ فترة عجيبة هى من تلك الفترات التى انظر فيها الى مرآتى فلا أجد شيئا.. لا صورتى ولا صورة سواى..الفراغ هو الشىء الوحيد الذى يرمقنى من الجانب الاخر فى ضجر..
عبثا تملأ يومك بالآف من الاشياء و تساعد ايا كان على فعل اى شىء باحثا عما قد يملأ فراغك.. ليتراءى لك بعد هذا كم هى تافهة تلك الاشياء التى انشغلت بها و كم انت خاو ربما اكثر مما كنت عليه منذ البدايه..
ان تنظر بداخلك فتجد ان كمية علامات الاستفهام لا تعدلها سوى كمية " معرفش" كإجابة وحيدة لأسئلة ابسطها : إلى اين؟..مما يجعل رغبتك فى اطالة النظر بحثا عن اجابات اكثر وضوحا تتراجع بالقدر الكافى لجعلك تنصرف عن السؤال و تستسلم للوضع السخيف الذى وجدت نفسك فيه..
ربما يدفعك الملل لاقتراف حماقات تتنافى مع ما عهدته فى نفسك من ذكاء و حسن تصرف لتثبت لنفسك انك ما زلت ممسكا بزمام الامور و ان قرارك فى يدك و انك تستطيع فعل اى شىء و لكن ذلك يصب للأسف فى طريق سخطك على نفسك عندما تتضح فداحة حماقاتك و يبدأ القدر فى مطالبتك بثمن الحرية التى شعرت بها عندما لعبت دور الاحمق باختيارك...
اللا مبالاة تنبع من داخلك و تنعكس على الاخرين فى تصرفاتك فتبدأ فى الابتعاد عن الجميع لأنك تشعر بأن ليس لديك ما تقدمه فأنت تفتقد ضمن ما تفتقده القدرة على التحدث و الاستماع ايضا.. تعوزك الرغبة فى فعل اى شىء..فى البداية فى أى شىء..فى استئناف أى شىء.. ربما لأن ما جربت فعله حتى الان لم يساعدك فى التخلص من هذا الخواء..و ربما لأن كسلك و مللك قد تآمرا ضدك ليساعد كلا منهما الاخر فى الحفاظ على الحيز الذى يحتله كلاهما من شخصيتك... فيمنعك الكسل من البحث عن اى جديد و يقف الملل فى طريق متابعة اى عمل لتظل بلا هدف لمدة لا يعلم الا الله متى تنتهى..