الجمعة، 3 يونيو 2011

مقدمة - la double vie de Ganna Adel


منذ أربعة سنوات تقريبا ، عثرت شقيقتى الصغرى عبر الانترنت بالصدفة على صورة لفتاة تشبهنى تماما و فى مثل عمرى تقريبا .. فى الواقع الفتاة لا تشبهنى ، ولكنها "أنا" أخرى فى مكان آخر من الأرض .. و للغرابة فإن شقيقتى التى عثرت على الصورة هى الوحيدة فى الدنيا تقريبا التى تصر - بسخافه - على أنها لا تشبهنى ، وهو شأنها على أى حال ..
اعتدت وضع الصورة على الماسينجر و على الفيس بوك لفترة ، دون أن يشغلنى الموضوع كثيرا ، فهى مصادفة لا أكثر، وكنت أرد على الذين يظنون أنها صورتى مع بعض ألعاب الفوتوشوب إياها بسرد القصة كاملة ..
منذ عامين تقريبا داعبتنى إحدى الصديقات التى لاحظت الشبه الغريب بين الفتاه فى الصورة وبينى باقتراح لطيف ، إذ عرضت على البحث عن الفنان الذى رسم الصورة لأخبره أننى "فتاة أحلامه" ، أو ربما لأقاضيه لاستخدام وجهى دون استئذان فى عمل فنى .. راقت الفكرة لشيطان العبث بداخلى لدرجة جعلتنى أبحث عن أية معلومات ممكنه عن الصورة وفارسى المجهول ، لأكتشف فى النهاية أن اللوحة - وعنوانها in truth there is love - لرسامة ألمانية تدعى " إلفيرا أمرهين " . ضاعت أحلام الفارس المجهول بالطبع ، ولكن مجددا شغلتنى الصورة وصاحبتها لفتره ..
ثم منذ عدة أشهر شاهدت الفيلم الفرنسى " la double vie de veronique " أو "حياة فيرونيك المزدوجة" .. والذى يحكى باختصار عن فتاتين متشابهتين تماما تعيش احداهما فى فرنسا والأخرى فى بولندا ، ولا تعلم أيا منهما شيئا عن الأخرى ، ولكن كلا منهما تشعر بأن لها " نصفا آخر " فى مكان ما يؤثر عليها بطريقة ما ..
أذهلنى الفيلم لفترة ، وأعادنى الى قصة اللوحة والفتاة التى تشبهنى ، وأخذنى التساؤل عن حياتها .. وتذكرت تلك القصة التى درسناها فى الصف الأول الثانوى بالانجليزية عن الرجل الذى كانت آثار الرطوبة على جدارغرفته ترسم شيئا فشيئا وجه رجل بعينه ، وحين اكتملت ملامحه واتضحت أمضى الرجل جل وقته يبحث عن صاحب الصورة ، واكتشف بعد أن وجده تلك العلاقة الغامضة بين مدى وضوح الصورة فى حجرته ، وبين صحة رجله المنشود ، حتى تلاشت الصورة تماما يوم وفاة الرجل ..
وبعيدا عن ان القصة كانت ملفقة كما اتضح فى النهاية ، ولكن الأمر برمته بدا مترابطا بطريقة ما ..
اللوحة وعنوانها
الفيلم
القصة
كان هناك شىء ما ، وعلى قدر وضوحه كان يتسلل من بين أصابعى كلما أوشكت على الامساك به .. حتى مللت محاولة تفسيره أو العثور عليه ..
كنت أهرب من واقعى فى بعض الأحيان للتفكير فيها .. تلك الفتاة التى تشبهنى .. هل تعلم بوجودى ؟ وهل تهتم أصلا ؟ ما اسمها ؟ ماذا تدرس ؟ وماذا تعلم ؟ ومن تحب ؟ وماذا تحب ؟
ووجدتنى أفعل ما أجيد فعله فى العاده ، فنسجت لها الكثير والكثير من الحكايا فى خيالى ..

ليست هناك تعليقات: