الأحد، 17 أكتوبر 2010

الجزء السادس - حتى تستقر الأمور

لوهلة بدأت ملامح الطريق الذى اتخذت قرارى بالسير فيه منذ زمن لا أذكره ونفذته فى لحظة غضب ، تتضح أمامى .. ربما بدأت الأمور تسير كما أرسم لها ، وجدت لى سلمى عملا فى صيدليه يديرها نيابة عن والده صديق شخصى لها ، طبيب شاب ودود جدا لدرجة لم نجد معها حرجا فى إطلاعه على حقيقة الموقف ، بالطبع مارس دوره المنتظر فى هذا المسلسل التركى بين محاولاته المستميته فى اقناعى بالعودة و محاولاته المستميته أيضا فى الحصول على عنوان والدى للتحدث معه شخصيا ، وهو الشىء الذى فعله أحمد رغما عنى وكانت نتائجه كما توقعتها حرفيا .. تحول أحمد الى الشاب الذى يحاول أن " يصطاد فى الميه العكرة " .. فعاد بخفى حنين، وحيث أننى لست ممن يحتملون العبارة الشهيرة " قلت لك هذا " فلم أكن من مردديها ..
مضى الأسبوع الأول فى الكثير من مقابلات العمل و المكالمات ، وقابلت أمى كما نويت و بالطبع كان اللقاء دراميا كما يفترض به .. وبعد الكثير من اللوم و البكاء والانفعال طلبت منى أن أنتقل للعيش مع خالتى وابنتها .. الشىء الذى لم يروقنى كثيرا .. فسوفت الأمر ريثما أدرسه مع نفسى ..
كان الأسبوع - رغم كل شىء - رائعا .. أحببت كثيرا احساس أن أكون أنا " رئيس جمهورية نفسى " ، أحمد لا يدخر جهدا لإسعادى وإشعارى بالأمان ، أصبحت صداقتى برنا و سلمى كأفضل ما يكون ، أرى امى يوميا وأخبرها تفاصيل كل شىء .. هدأ أسامة -أخى- كثيرا بعد أن زرته فى المدرسة وأخبرته أننى على ما يرام وأننى سأراه أسبوعيا ، وتقبلت مى و ميار -أختاى- الأمر الواقع بشىء من الصعوبة ولكنهما لن تكونا عقبة أمام تنفيذ ما أنا بصدده ..
فقط لو تستمر الحياة هكذا ..
بالطبع هذا نوع من أحلام العصاقير .. ما كاد الأسبوع ينتهى حتى بدأت إعادة تقييم الوضع ..
أنا حاليا أسكن مع اثنتين من زميلاتى فى شقة نتقاسم ايجارها معا بعد أن توصلنا الى هذه التسوية كشرطى لاستمرار الوضع الحالى .. وقررت الفتاتان تأجيل النقاش بشأن مصروف البيت حتى تستقر الأمور .. رفضت اقتراح أمى بالاقامة عند خالتى تماما .. فأنا لست بحاجة الى تعقيد الأمر بإدخال الأقارب الى قلب الأحداث .. بالرغم من هذا عجزت أمى عن الاحتفاظ بالأمر لنفسها ففوجئت بكم غير منطقى من مكالمات الأقارب .. تدعونى للعودة و إعادة التفكير على طريقة "عودى يا بلية ".. أو الإقامة " عند حد كبير " وكأننى بحاجة الى من يغير حفاضتى من آن لآخر .. بالطبع وجدت أن الإلتفات الى مثل تلك المهاترات ليس من شأنه سوى استدراجى لمحاولة إرضاء الآخرين .. ولو بمجرد الوعد بالتفكير فى الموضوع .. وحيث أننى فى أتم الغنى عن هذا الصداع أصبحت أتجاهل معظم تلك المكالمات ..
انتهت إجازة أحمد وكان عليه العودة لعمله ، الشىء الذى أقنعته به بشق الأنفس بعد أن كان يفكر جديا فى مدها حتى تستقر الأمور .. المسكين لم يعِ بعد أن أمورى لن تزداد استقرارا عنها الآن .. ربما حتى نتزوج ..

أحمد .. أحمد أحمد أحمد .. بالرغم من روعته فى الأيام الماضية كان حزينا .. كنت أعلم هذا و إن اجتهد هو فى إخفائه .. أعلم أنه - مثلى - يفكر فى مستقبلنا معا ، وكيفية إتمام زواجنا بعد أن أصبح رفض والديه هو رد الفعل المنطقى لموقف والدى و قرارى .. والذى توقع أن يجده بمجرد أن يفاتح أهله فى بدأ استعدادات زواجنا .. كان طوال الوقت يبحث عن حل يرضى جميع الأطراف ، فهو وإن كان قادرا على الاستغناء عن دعمهم المادى لزواجنا نوعا ما فلن يستطيع أن يتحمل فقده لدعمهم المعنوى .. كان فتى مطيعا .. وكثيرا ما كنت أحلم أن يرث أبناؤنا طباعه .. ولكن الآن .. يا الله ...
توقعت هذا كله دون أن يخبرنى به ، ولهذا كانت هى بالذات آخر من توقعت اتصاله مؤخرا .. وقد انقبض قلبى بمجرد أن عرفت هويتها ...
- سلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، مريم؟
- أيوة مريم .. مين؟
- أنا مدام حياة .. والدة أحمد

هناك 4 تعليقات:

Tarkieb يقول...

يا ستي شيلي بقى تأكيد الكلمات في التعليق من فضلك .. وبعدين انت بجد زعلانة من كلامي ولا ايه؟ أوعي بجد احنا خايفين بس على مريم مش اكتر .عشرة بقى خمس حلقات .وبعدين تزعلى ولا ماتزعليش وحياتك ما ح امشي الا اما اشوف ايه نهاية الحكاية دي..ومتتأخري بقى ..وكلمة في ودن عم احمد باحب أقوله شوفت كلامي لمااستفذك عملتي ايه؟ كتبتي الجزء السادس ..الاستفذاذ ياعزيزي أيبك ...ياريت بقى تتحرك ياعم كدة وتهز نفسك شوية ..ومستنيين على نار عشان نعرف مامته ح تقول ايه...أحسنتي بجد وبلاش ضرب من فضلك

Ganna Adel يقول...

بالعكس مش زعنه خالص .. دانا حتى أحب اهديك الجزء السادس ده لأنك فى الحقيقة السبب ورا كتابته :)
وتئانس و تنور مدونتك و مطرحك لحد ما القصة تخلص وبعد ما تخلص كمان :)

مفيش ضرب ولا حاجه :)

Nabil يقول...

تمام تمام تمام

ظهر الاحتراف الجدى

والقصه بقت اكتر تشوقيا وبريقا

وبقينا بنفكر من غير قصد
طب ياترى هتقولها كذا؟! طب هتقولها ايه؟

وهو ده المطلوب

اتقنتيها ببراعه فائقه

تستاهلى خمس نجوم

*****

Ganna Adel يقول...

خمس نجوم ؟
ول يا ول :)
شكرا عالدعم الفظيع :)