الخميس، 21 أكتوبر 2010

الجزء التاسع - عندى ثقة فيك

عندما كلمتنى رنا منذ ساعة كان صوتها موحيا بأنها على وشك الإصابة بذبحة صدرية .. كان احمد معى فطلب التحدث إليها ونجح فى طمأنتها بعد أن أصبحت طمأنة الفتيات المذعورات هوايته المفضله ..

- احنا ساعة وهنكون عندك يا رنا .. متقوليلهومش انك كلمتينا

- دانا قايلالهم هخش أكلمك

- قولى الموبايل مقفول .. دانتى نبيهه جدا واحنا هنقفله عشان لو طلبوا تانى .. تمام؟

- متتاخروش

أغلقت هاتفى وبقيت أنظر إليه بقلق .. ليس أننى لم أتوقع - للحظة - أن يحدث هذا عاجلا أو آجلا .. ولكن حدوثه حقا والآن بالذات يبدو مفزعا ..

- انتى قلقانه ليه دلوقتى ؟ ماحنا كنا عارفين ان ده هيحصل

- مكنتش عايزة الأمور تمشى كده

- معلش .. هتعدى على خير .. المهم مش عايزين عك ..التماسك .. الهدوء .. البرود .. عدى من واحد لخمسة قبل ما تتكلمى

بالرغم منى ضحكت وأنا أتصور نفسى فى وسط شجار عنيف أعد من واحد لخمسة قبل كل كلمة .. ابتسم لى وضغط كفى مطمئنا

- بحبك .. فاهمة؟

- فاهمة

إلى منزل رنا توجهنا فى سيارته و تحت البناية توقف و طلب منى الصعود بمفردى كما اتفقنا ..

- لو الأمور اتأزمت بصيلى من الشباك .. ومتخافيش .. أنا جوزك .. تمام؟

فى المصعد اخذت أستعيد ذكرى الشجار الذى تسبب فى كل هذا من البداية ..

- وانتى بتدورى على شغل ليه ان شاء الله ؟ ناقصك ايه؟

- ناقصنى انى أشتغل وأبقى بنى آدمة .. أنا مش طموحى إنى أقعد فى البيت

- طموحك إنك تشتغلى فى شركة تردى على تليفونات .. بعد تعب خمس سنين فى الكلية

- والله الخمس سنين دول أنا اللى تعبت فيهم مش أى حد تانى وانا حرة فى مجهودى .. وأكيد قعادى فى البيت تضييع أكتر للمجهود ده

- ليه انتى مش ناوية تحضرى دراسات ؟

- مش دلوقتى و مش على حسابك

- ليه ان شاء الله؟ مانتى دراستك كلها كانت على حسابى ، ولا نسيتى؟

- لأ منسيتش وعشان كده بقول كتر ألف خيرك لغاية هنا .. وأفتكر ان انت مفوتش يوم من غير ما تفكرنى انك بتصرف عليا وكانك بتعمل فيا جميل مش ده الطبيعى اللى كل أب بيعمله مع ولاده

- احترمى نفسك واتكلمى بأدب

- أنا آسفة بس موضوع الشغل ده نهائى بالنسبالى

- طب مفيش شغل .. وأنا عارف انك عايزة تشتغلى عشان تتجوزى البيه اللى انتى ملمومة عليه عشان عارفة انى مش هصرف مليم واحد فى جوازك منه .. بس يكون فى علمك مش هجوزهولك طول مانا عايش ..

- وايه علاقة أحمد بالموضوع دلوقتى؟

- هى كلمة واحدة .. وده بيتى ..عاجبك تعيشى معايا على كده أهلا وسهلا مش عاجبك امشى

هكذا بدأ كل شىء ..

كان المصعد قد توقف منذ زمن .. أدرت المفتاح فى الباب ودخلت ... وتتابعت الأحداث حتى وصل الأمر إلى الفيلم العربى سالف الذكر ..

نهضت باتجاه النافذه ببرود شديد .. لم أجد أحمد ولا السيارة !! كدت أفقد الوعى ولكننى تماسكت ..
أنا بحبك .. فاهمة؟
أنا بحبك .. فاهمة؟
ترددت كلماته الأخيرة فى عقلى كمزحة قاسية .. هل هذا ممكن؟
لابد أنه فى مكان ما يركن السيارة و سيعود .. كان هذا آخر ما أحتاجه الآن .. أن أضطر إلى إثبات حبه لنفسى قبل أن أثبته لوالدى .. وماذا عما اتفقنا عليه ؟ يا الله هل يمكن أن يتخلى عنى هكذا و الآن و بعد ما حدث ؟
كفى غباء .. لا وقت للهلع الآن ، أحمد يحبنى وأنا أعلم هذا ولابد أنه خلف باب الشقة فى هذه اللحظة بالذات ..
استدرت وبهدوء قلت :
- تفتكر إنا كده هخاف وأقولك يالا بينا عالبيت ؟ وبعدين أنا مقدرش أتحرك من هنا إلا بإذن جوزى ..

كانت الصدمة على ملامحه تعويضا مناسبا عن صفعته .. منعه اندهاشه من النطق لحظيا فأجابت عن السؤال الذى لم يسأله :

- أنا وأحمد اتجوزنا عرفى من يوم ما سبت البيت .. وهنتجوز رسمى لما بيتنا يجهز ..

هناك 4 تعليقات:

محمود يقول...

عرفيييييي!!!!!
هو اكيد بيركن وطالع صح..بيركن وطالع صح..صح..صح؟؟؟؟؟؟
هو انا بوقى هايفضل مافتوح ولسانى طالع لبره لغايه ماتنزلى الجزء اللى جاى
عشان كده انا كنت عايز اقراها لما تخلص

Nabil يقول...

امممممم

بدا الموضوع يتعقد وكل الاطراف تغلط

والقصه بقت مشوقه اكتر واكتر

وبدات اراجع موقفى واسال نفسى

المفروض اتعاطف مع مين

الاب اخطأ حتما لم قالها انها ممكن تسيب البيت

ده مفروغ منه انه خطا لا يغتفر

متهيالى انها بدات تغلط

انها تقوله حاجه زى كده

منتظر الجزء القادم بفارغ الصبر

Nabil يقول...

وبعدين من حق

انا معجبنيش خالص
انها اعتبرت الخبر تعويض مناسب للصفعه

ده ابوها فى كل الاحوال
ومش المفروض الابناء يردوا الصفعات باى شكل من الاشكال

انت قدرتى بسهوله تنقليلى احلسيس الابطال لدرجة انى متعصب

Ganna Adel يقول...

محمود :
هههههههههههههه
حاضر
بحبك على فكرة :)

نبيل :
شفت قد ايه بأه ضغط نفسى انك تحط نفسك مكان كل شخصية عشان تكتب دورها؟

عموما ان شاء الله الجزء الجاى يعجبك