الأحد، 10 أكتوبر 2010

الجزء الثانى - مهاترات

- أنا سبت البيت
سقط فكه فصار منظره مضحكا الى حد ما فتابعت
- ومن غير أى أفلام عربى من أى نوع ، عشان أنا خدت أوفر دوز أفلام عربى النهارده .. ويا ريت متحاولش تلعب دور نور الشريف فى حبيبى دائما وتضربنى بالقلم وتاخدنى ترجعنى البيت عشان احنا الاتنين عارفين الحقيقة المرة - أنا مش بوسى .
كان قد تمالك نفسه نوعا فنظر الى لحظات قبل أن ينفجر :
- ايه الهبل اللى انتى فيه ده؟ انتى هبله يا بنتى انتى؟ ايه التفكير الطفولى ده ؟ قومى يا شاطرة خدى شنطتك وعلى بيت أبوكى ولما تروحى ..
قاطعته بصرامة :
- أحمد .. بلاش الطريقة اللى بتتكلم بيها دى لو سمحت .. أنا كلمتك عشان أقولك إن ده الوضع الجديد ، أنا دلوقتى واحده سايبة بيت أهلى ، عندك استعداد تكمل معايا أهلا وسهلا ، معندكش أنا هقدر ده و سيبنى فى حالى من غير ما تحاول تلعب دور الواعظ عشان أنا خدت قرارى خلاص .
صمت .. أطرق لحظات ثم قال برفق :
- ايه اللى حصل طيب؟
كنت على وشك اخباره حين قاطعنا النادل فقال هو باقتضاب :
- اتنين برتقان فريش لو سمحت
- حاجه تانيه يا فن...
- شكرا
إلتفت إلى فى انتظار ما سأقوله .. وتطلب الأمر لحظات لأستجمع ما حدث .. أخبرته فى انفعال عن الخلاف الحاد الذى نشب فى المنزل منذ قليل بسبب رغبتى فى الاستقلال بعملى وممانعة السيد الوالد فى هذا لأبقى تحت سيطرته المادية ، ثم تطرقه -الوالد - دون داعِ لرغبتى فى الزواج من أحمد والتى يعارضها بالطبع ..
- قاللى ده بيتى عاجبك تعيشى معايا كده عاجبك مش عاجبك امشى .. فلميت حاجتى ومشيت .
بدا مصدوما الى الحد الذى أشفقت معه عليه ، هذه هى مشكلة الأطفال المستقرين عائليا .. يظنون ان هذه الأشياء تحدث فى الأفلام فقط .. مسكين ..
- يعنى هو اللى طردك من البيت
- متقولش طردك ، هو إدانى الإختيار وأنا اخترت .
ظل واجما حتى جاء النادل بالبرتقال ، ووضعه امامنا وانصرف . ظللت أتأمله بإشفاق .. لا ذنب له فى هذه المأساه الإغريقية إلا أنه أحبنى .. أمسكت يديه بقوة :
- اسمعنى يا أحمد ، هو اليوم باين من أوله أفلام عربى بلا توقف .. لو شايف إن الوضع كده مش مناسب ليك أنا هفهم ده ، انت ..
قاطعنى ساخرا :
- كفاية جو السبعينات ده إيه الخمسة جنيه المقطعه اللى مطلعاها دى ؟ خلاص يا أمى اتدبست واتنيلت و حبيتك واللى كان كان ..
من صفاء ضحكته تأكدت مما علمته مسبقا .. سيكون إلى جوارى كما كان دوما .. ضحكت مضيفة :
- من فضلك حاسب على ألفاظك .. ايه اتدبست دى ؟
ضحك وهمس :
- بحبك يا بنت المجانين ..
- بحبك أكتر يا سيد العاقلين ..


أطرقنا للحظات نحتسى العصير على مهل .. عيناه لا تفارقان الهاند باج السخيفة الملقاه على الأرض بجوارى .. ثم سأل ضاحكا :

- والقطة جايبة معاها ايه؟
- القطة جايبة معاها حاجاتها الضرورية .. هدوم خروج ، هدوم بيت ، فرشه سنان وحاجات شخصية ، كتبى وبس .. مخدتش منه ولا مليم مش عايزة منه حاجه أصلا .


- يعنى معكيش فلوس
- لأ

- أمال أنا ازاى هستغلك وأضحك عليكى واسرقك وأرميكى للكلاب؟
- مش عارفه .. اتصرف
قلتها ضاحكة .. كان بارعا فى تخفيف حدة الموقف ، وكنت بارعة فى التظاهر بالهدوء .

- خلاص يبقى نتجوز
قالها بجدية مفاجئة جعلت التهكم الذى كنت أنويه يبدو غير لائق بالمرة , فعزفت عنه وقلت بجدية مماثله :

- مش دلوقت و مش بالطريقة دى , مش عايزة يتقال هربت عشان تتجوزه لأن ده مش حقيقى و هيشيلك انت و أهلك فى نظر الناس ذنب معملتوهوش .. يبقى ليه؟ دا غير ان أهلك كمان مش هتعجبهم الطريقة دى

- ملكيش دعوة انا هعرف أزنجفهم ..

- زى ما قلتلك مش ده الحل , دايما كنت بتقوللى الجواز عشان يستمر صح يبقى لازم يبدأ صح , و ولا انا ولا انت مستعدين نتجوز دلوقت .. أنا محتاجه أعرف أنا فين و محتاجه أرض صلبة أقف عليها

- طب ما ده اللى انا بحكى فيه .. نتجوز و يبقى جوازنا أرض صلبة تقفى عليها

- مش بالطريقة دى .. ادينى فرصة أرسى الأول .. أشتغل وألاقى حته أعيش فيها مستقلة و بعدين منها نبدأ نجهز بيتنا وجوازنا .. مش قبل كده , كفاية انك مش هتاخدنى من بيت أهلى , مش هينفع يتقال طلعوا من الكافيه راحوا اتجوزوا يعنى

ابتسم . على مضض سيتقبل الفكرة التى عرضتها عليه لأن بدائلها معدمة , فأنا مصرة على ألا يعتقد أيا كان أننى هربت معه و اخترت تعاستى - هذا إذا ساءت الأمور فيما بعد وهو احتمال لا يجب تجاهله .. أحب أن تبقى الأمور فى نصابها فأنا لم أهرب وإنما غادرت , وهو لم يتزوجنى من كافيه وإنما كان لى قبله حياه مستقله .

- طب والعمل دلوقتى يا ست البنات ؟ هتقعدى فين يا ست المستقله؟

- ابتديت تفهمنى

هناك 6 تعليقات:

إبـراهيم ... يقول...

ماكنتش متخيل إنها هتبقى حلوة قوي كده
وهتخليني أبتسم ابتساامة واااسعة كده برضو
.
.
جميــــل ما يحدث هنا، في انتظـار ما ستفعله الست المستقلة :)

Ganna Adel يقول...

أهم حاجة الابتسامة الواسعة :)
ميرسى بجد
تعالى كل يوم عشان تعرف التطورات :)

Nabil يقول...

جميل جميل جميل جميل جميل

طبعا محظوظ لانى قرات الجزئين معا
حلو اوى العرفيت ده

بس متستنيش انى اقول كفايه ;)

عاجبنى اوى ان فى كلمات وعبارات بتحطفنا من جو معين كل ما نبدا نغيش فيه

نلاقى تغريده خارج السرب لكنها جميله

ونقله خاطفه كانى بلمس الصيف فى ديسمبر

اسلوب رائع حقيقى

بجد رائعه

dandana يقول...

إستمرى يا فتاة
إستمرى

انا مستنية الباقى اهو

اهو


مستنية اهو

Ganna Adel يقول...

Nabil :
هى شكلها نونوت بأه وربنا يستر ..
ميرسى بجد بجد على كلامك

dandana :
بموت فى تعليقاتك بجد :)))))))))))
وأنا بكتب أهو
أهو
أهوووووو :)

Tarkieb يقول...

البنت دي ماشفتشي الدنيا بايتها ....تشتغل ايه وتكون نفسها ايه وسط الذئاب اللي برة...انت عارفة القصة دي تنفع في السبعينات بس قبل ما البلد تتدروش...بس اللي عاجبني احمد واد جدع بجد...انا حظي حلو اني جيت متاخر عشان اعرف اخرتها ايه وياها ووياكي ...نلتقي في الجزء التالت...