الخميس، 21 أكتوبر 2010

الجزء الأخير - بيذكر بالخريف

إهداء : إلى حبيبى ، فيروز وزياد

لا يعلم الطفلين سبب إصرارنا على الإحتفال ببداية الخريف كل عام وكأنها مناسبة خاصة .. فالفصول تتابع طوال العام و كل عام ولكن لا يزال الخريف هو فصلنا الخاص .. فصلنا المفضل .. وبداية الخريف تحديدا تعنى لى وله الكثير مما لا يعرفه الأولاد ..
كنا قد عدنا للتو من سهرة بداية الخريف المعتادة .. الآولاد فى السرير منذ ساعات .. وقد حرصنا على ابقائهم كذلك .. بدلنا ملابسنا و نحن نكتم ضحكاتنا .. يصر أحمد على ان نزور كل الأماكن التى شهدت على ما حدث منذ عشرة أعوام .. ويولد الأمر نفس حالة الضحك الهيستيرى كل عام .. نفس الكافيه حيث بدأ كل شىء .. نفس المكان على الكورنيش .. الشقة التى اعتادت رنا و سلمى الإقامة فيها .. أتظاهر كل عام أننى لم أسامحه على ما فعله بعد .. وتنطلى حيلتى عليه فيأخذه الاعتذار ..
- مش مسامحاك وهفضل طول عمرى مش مسامحاك .. أنا كانت هتجيلى سكته قلبية لما ملقيتكش انت ولا العربية
- يعنى تفتكرى بعد كل ده كنت هسيبك ؟ دانتى نبيهه جدا
- انت بالذات متتكلمش عن النباهة .. قال كنت بركن قال
- طب والله خفت أبوكى يعمل حاجة فى العربية وهو نازل مش عارف ليه ، قلت أركنها بعيد أضمن
ونضحك مرة أخرى .. نتذكر ضاحكين دخوله شاهرا عقد الزواج العرفى - الذى كنا كتبناه منذ لحظات حتى خشينا أن يفضحنا الحبر - فى وجه أبى طالبا منه أن " شيل إيدك من على مراتى" .. كيف ظن أبى أنه فقدنى للأبد وكاد يموت قهرا ..
كيف ظل أحمد ولمدة أسبوع يحاول مقابلة والدى حتى قابله أخيرا و شرح له - بمعجزة ما - حقيقة الأمر قائلا - كما علمت فيما بعد - " ما حضرتك عارف مريم .. مجنونة و كان لازم اطاوعها عشان متفتكرش إنى بتخلى عنها و عشان أقدر أبقى جمبها وآخد بالى منها " ..
- أنا مجنونة أنا ؟
أحاطنى بذراعيه وهمس " انتى شايفه إيه؟ "
انسللت من ذراعيه ضاحكة وأنا أتذكر كيف وافق أبى بشق الأنفس على خطبتنا .. بعد أن حطمت لعبتنا الصغيرة أعصابه ، وبعد ان سمحت له الظروف بالتعرف إلى حقيقة أحمد ، وشخصيته التى ما كان ليجد أفضل منها زوجا لابنته .. وكيف وافق والداه على اتمام زفافنا فى أسرع وقت بعد أن عدت إلى المنزل ، إذ لم يعد هناك مبررا لبقائى لدى رنا وسلمى بعد أن فزت بعملى وحبيبى .. لم تسامحنى أمى إلا يوم زفافى .. بكت يومها كثيرا ، وبكت رنا وسلمى كما لم تبكيا من قبل ،وبكت أم أحمد ، وبكيت أنا بالطبع .. كان يوما حافلا بالبكاء كما ترى ..
لم يسامحنى أبى إلا يوم ولادة ياسين رغم علاقته الجيدة بأحمد طوال هذه المدة ، أخبرنى يومها أننى الآن فقط سأعرف شعوره تجاهى وقتها ، الشىء الذى اعتبره تعويضا مناسبا .. والذى أدركت صحته تماما فيما بعد ، وازددت يقينا منه مع ولادة مريم الصغيرة ..
تخلصت من عقدتى مع الكنارى بأن وعدنى أحمد أن نجعل لها غرفة خاصة فى منزلنا الجديد الذى ننوى الانتقال إليه قريبا ، كى لا تعيش سجينه قفص ما ولا تتخبط بأجنحتها الضعيفة بره الشبابيك ..
كانت حياتى مع أحمد و مازالت رائعة كما علمت أنها ستكون .. مررنا بالكثير معا وكثيرا ما اختلفنا ، ولكن احترامنا لطباع أحدنا الآخر كان سر سعادتنا ، ولم يخذل أيا منا الآخر أبدا .. كان يجيد احتوائى ويشعرنى بالثقة ، يحمينى من تهورى دون أن يحجر على أفكارى .. يحترم رغبتى فى الخروج أحيانا عن المألوف وإن لم يحققها طوال الوقت .. يحبنى بطريقتى .. ومازلنا حتى اليوم نحتفل سرا بذكرى زواجنا العرفى المزعوم ، مع بداية كل خريف ..

هناك 4 تعليقات:

Nabil يقول...

نهايه جميله وغير متوقعه زى كل الاحداث

كتبتيها باحتراف وتالق وتمكن كبير

القصه فعلا رائعه

واستفزتنى وعيشتنى جوا الاحداث واتفاعلت معاها جدا جدا جدا

وان كنت سحبت تعاطفى من الابطال

ومختلف مع مريم كليا هى واحمد فى كتابة الورقه حتى لو لثانيه واحده

وكمان هو ممكن واحد يقول لاب
شيل ايدك من على مراتى ويجيب عقد عرفى؟؟!!!!!!!!

وكمان مختلف مع موقف الاب انه مع كل خطاه فى حقها فى الاول
مكانش المفروض يرضخ ويقبل الوضع العرفى ده حتى لو للتهويش

وكمان احمد غلطان انه وافقها مهما تكون الظروف

ممكن اكون مبالغ فى ردة فعلى او موقفى بالنسبه للكثيرين

بس ده لانى مؤمن بمبدأ

ان الخطأ لا يؤدى الى الصواب

انت يا بنتى فرحتينى وزعلتينى وعصبتينى بالقصه دى

تحفه بجد

اكتبى واستمرى احنا مفتقدين التفاعل ده

Ganna Adel يقول...

هى مش فكرة ان الغلط لا يؤدى الى صواب ولا ان الغاية تبرر الوسيلة ، بس فكرة انك عايز حاجة اعمل المستحيل عشان توصلها ، متقولش أصل الظروف ..

عموما مبسوطة انها عجبتك
وميرسى عالمتابعة وعلى رأيك طبعا :):)

محمود يقول...

متهيقلى رأى وصلك بس زياده تأكيد:


برافو
(....)
يا
(...)
اروع
(...)
كاتبه
(...)
في
(...)
الدنيا
(...)(...)(...)

Ganna Adel يقول...

محمود :

بحبك

يا

أحلى

واحد

فى الدنيا