الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

الجزء الثامن - لما استحكمت حلقاتها

هناك مواقف تخبرك نفسك أنك ستتذكرها بعد عشرين عاما وتضحك من مدى سذاجتك إذ ظننت أنها نهاية الكون ، و هناك مواقف تجعلك تتساءل عن مكانك بعد عشرين عاما ..
هكذا اعتدت ان أصنف مواقفى الصعبة كى أسهل على نفسى اجتيازها .. فإذا تمكنت من تخيل نفسى بعد عشرين عاما أجلس بشعرى الأشيب بين ذراعى أحمد وأذكره بها فنضحك كثيرا ، أطمئن إلى أنه سيمر بسلام .. أما موقفى الآن فيجعلنى أتساءل .. هل سأكون بين ذراعيه بعد عشرين عاما؟ وإذا لم أكن فأين سأكون ؟
كنا فى السيارة صامتين نتجه - بناء على طلبى - إلى الكورنيش ، لرغبة عارمة اجتاحتنى مؤخرا فى لعب دور " الحبيبة " على الكورنيش .. بالطبع مع ما يتطلبه الموقف من اللب و الترمس و الورد البلدى الذابل " لزوم العاطشفه " ..
كان أحمد عاديا بما يؤكد انه لا يعلم شيئا .. ما زالت مترددة نوعا فى اخباره ما حدث .. ثم أنهى هو ترددى فى الحال :
- فى ايه يا مريم ؟ انتى حد كلمك النهارده ؟
أومأت إيجابا .. نظر إلى متسائلا .. فأجبت :
- مامتك !!!
أخذه صمتا طويلا ثم زفر ببطء :
- قالتلك ايه؟
- قالت اللى قالته .. هو انت إيه موقف أهلك من جوازنا ؟ و ايه اللى عرف مامتك أصلا إنى سبت البيت ؟
- عارفة لحظات الغباء اللى بتنزل عليكى تخليكى تقولى كلام غلط للشخص الغلط وانتى مستنية رد فعل معين فتلاقى عكسه ؟ تقريبا هو ده اللى حصل ..
نظرت إليه بإشفاق .. ربتت كتفه باسمة فأمسك كفى وقبله ..
- أنا معاكى .. وجوزك مهما يحصل .. تمام؟ أمى بس الوضع الغريب ده مخوفها وده طبيعى جدا .. انتى قلتيلها إيه؟
- قلتلها إنى مش هتنازل عنك أبدا مهما يكون
قلتها ضاحكة فابتسم .. لم أقابل فى حياتى ابتسامه بهذه الروعة .. وعينان تحملان كل هذا الحنان ..
- إنتى اكيد عارفة انى انا كمان مش هتنازل عنك أبدا مهما يكون .. بس فى نفس الوقت مش عايزهم يبقوا غضبانين علينا .. مش معنى ده ان علاقتنا شىء قابل للتفاوض بالعكس أنا كلامى معاها كله على أساس ان الموضوع منتهى و عشان كده هى كلمتك .. عارفه ليه ؟
- ليه؟
- عشان تشوف هل انتى كمان متمسكة بيا كده ولا ممكن تستسهلى و تبعدى لو الدنيا اتعقدت ..
- يا بنت الإيه
- بنتتتت .. أمى يا ضايعه ..
ضحكنا .. كم أحب علاقته بأهله .. طفلا مهذبا وابنا بارا ورجلا يعتمد عليه .. يحافظ باستماته على الشعرة الرفيعة بين بر والديه و احتفاظه بشخصيته وقدرته على اتخاذ قراره .. الحمد لله أن هذا الرجل الرائع لى .. ولى وحدى ..
أمضينا وقتا رائعا على الكورنيش .. هل تعرف تلك الأوقات البسيطة التى تمضيها فى السير و الثرثرة .. فتغسل روحك وتشعرك بالأمان ؟ هذه هى .. وهذا بالضبط ما كنت بحاجة اليه .. فالكثير من الأوقات العصيبة كانت بانتظارى ..
**************
لم أكد أدخل من باب الشقة حتى تسمرت قدماى ولوهلة هممت بالتراجع .. أبى وأمى !!
هذا لا يحدث حقا
هذا لا يحدث حقا
هذا لا ..
- مريم .. فينك ده أنكل و طنط هنا من ساعة ..
قالتها رنا بالارتباك المناسب .. هى وحدها فى المنزل فسلمى لم تعد بعد وعيناها توحى بانها تتوقع مذبحة ما ..
اللعنة .. هذا يحدث حقا .. لن أقرأ لأحمد خالد توفيق ثانية ما حييت ..
التماسك .. الهدوء .. البرود .. عدى من واحد لخمسة قبل ما تتكلمى ..
- نعم .. خير؟
- كنتى فين ؟
قالها الوالد بالغضب المناسب .. 1 2 3 4 5
- عالكورنيش
- بتعملى ايه عالكورنيش؟
1 2 3 4 5 .. نفس عميق
- بتمشى .. خير؟
- إتفضلى لمى حاجتك عشان تروحى
1 2 3 4 5 .. نفس عميق .. جدا
- أروح فين؟
- البيت
- بيت مين؟ بيتك ؟ انت مش قلتلى عاجبك تعيشى كده عيشى مش عاجبك امشى ؟ انا معجبنيش ومشيت .. إيه اللى اتغير عشان أرجع ؟
- اتكلمى بأدب و قومى لمى حاجتك ونتكلم لما نروح
شعرت الفتاة بالهلع .. أنا حقا آسفة يا رنا ولكن لابد من أن تتم هذه المواجهة هنا .. فأنا لن أغادر مهما حدث .. 1 2 3 4 5 .. نفس عميق
- أنا مش هروح غير لما ألاقى سبب لده .. هل فى حاجه اتغيرت ؟ موقفك اتغير من شغلى او من جوازى ؟ معتقدش .. يبقى متأسفة جدا ..
نهض فجأة وهم بصفعى فشهقت رنا وأمى وأغمضت عينى لحظيا .. تمالك نفسه وكرر
- هنتفاهم فى الكلام ده فى البيت
- أنا ماليش بيت غير هنا .. ومش هطلع من هنا غير على بيت أحمد ..
هنا نفذ صبره تماما .. فصفعنى ، وكان هذا بالضبط ما كنت أنتظره ...

هناك 4 تعليقات:

محمود يقول...

قطع اديه..المفروض تديله بالشلوت فى بطنه.
انا بعد ما قريت الجزء الاول قررت انى استنى حتى نهايه القصه واقراها كلها من اللهفه اللى انتابتى لمعرفه ما سيحدث ....
اما دلوقتى ماقدرتش اصبر على اللهفه اللى بتنتابنى للتعليق عشان اقولك ......
انتى رائعه..تألقى اكثر وامتعينا

Ganna Adel يقول...

محمود :
مش لدرجة شلوت ، الراجل أبوها برضه مهما كان ..
ميرسىىىىىىى
:)))))))))))))))))))))))

Nabil يقول...

هو انا كل جزء هفضل اقول جميله وتحفه؟؟

كده بقيت ممل

يا اما تكتبى حاجه وحشه على سبيل التغيير

او انا اكذب عليكى واقول مش اوى

;)

جميله جدا برده والجزء الاخير واصل جدا جدا

كانى شوفتها وهى مخضوضه لم مسك نفسه

كل اعجابى

Ganna Adel يقول...

Nabil :
ميرسى
ميرسى
ميرسى :))