صوت نورا جونز الرقيق يحلق فى جو الغرفة ذات الاضاءة الخافته المستمدة فقط من الشمعات الست الضخمة التى وزعت فى جوانب الغرفة وعلى المنضدة الصغيرة التى تتوسطها متماشية تماما مع نسمات بداية الخريف الرقيقة التى تداعب ستائر الغرفة المنسدله بحميمية تكاد تتبع وقع خطواتهما الراقصة بهدوء شديد وذراعه يحيط بخصرها برقة شديدة جدا .. يكاد معها يمسها بأطراف أصابعه فقط حين وضعت هى رأسها على كتفه فى استسلام مغمضة عينيها هامسة فى أذنه ببعض كلمات الأغنية التى جاء صوتها فى أذنه أرق بكثير من صوت المغنية الحالم..
Come away where they can't tempt us with their lies..
هكذا همست فابتسم ابتسامة لم ترها و إن أحستها من زفرته التى داعبت شعرها المنسدل على عنقها هادئا ككل شىء فى أمسيتهما ..
دقائق مرت لم يعنيا بحسابها مستغرقين تماما فى أحدهما الآخر حين عادت هى تهمس فى أذنه برقة
Come away and I'll never stop loving you
ضمها اليه أكثر واقترب من أذنها ليهمس بدوره " ولا أنا هبطل أحبك .. أبدا "
رفعت رأسها من فوق كتفه للمرة الأولى ناظرة فى عينيه مباشرة متأملة كيف يبدو انعكاسها فى عينيه جميلا كما يبدو كل شىء .. ابتسمت .. تذكرت كيف كانت تردد له أنها يوما ما ستهرب من كل شىء لتختبىء فى عينيه .. وكيف كان يجيبها بأنه لن يفتحهما اذن أبدا كى لا يراها سواه . . انتقلت بنظراتها الى شفتيه المنفرجتين عن ابتسامة رضا قبل أن تطبع عليهما قبلة طويلة .. ثم أعادت رأسها الى كتفه بذات الهدوء ..
سكتت الموسيقى للحظة ثم بدأ صوتها يرد مع الأغنيه الجديدة بإغراء حالم
Bésame, bésame mucho Como si fuera esta noche La última vez
اعتبرها هو دعوة مستترة فلباها مسرعا .. مقبلا شفتيها بارتباك المرة الأولى .. بشغف المرة الأخيرة .... بحرارة لقاء تأخر .. بعذوبة ما يشعره كلاهما بين ذراعى الآخر من أمان .. تسارعت قبلاته حتى خالفت ايقاع الأمسية الحالم فأمسكت رأسه بكلتا يديها وأبعدتها عن وجهها مسافة سمحت لأنفاسها أن تصل شفتيه بعد .. وابتسمت قبل أن تقول من بين قبلاتها التى تتبع ايقاع الأغنية الهادىء :
- بهدوء .. ببطء .. مع المزيكا ..
ثم عاودت تقبيله فى صمت بعد أن استسلم لها تماما ..
فى ركن الحجرة استقرت طاولة مستديرة تحت مفرش مخملى رقيق اعتلتها بعض أطباق الطعام .. وتوسطها شمعدان بثلاث شمعات وردية متباينه الطول .. توجها إليها حالما انتهت الأغنية الحالية لتبدأ أغنية جديدة .. أمسكت بيده تتلمس فى نبضاتها أضطرابا يتماشى مع رعشات عود الثلاثى جبران .. حتى اذا وصلا بخطواتهما المتباطئة كأنما فى موكب ما أجلسها على الكرسى المقابل له وجلس أمامها .. بدءا فى تناول طعامهما بالطريقة التى يفضلها .. فقطع طعامه قطعا مناسبة ووضعها على شفتيها فقط ليلتقطه هو من بينهما برفق .. وكررت هى معه ما فعله هو فظلا يأكلان زمنا ..
انتهيا من الطعام .. فقبل يديها و نهض ليغسل يديه فالتمعت عيناها ببريق من أعد مفاجأة وقالت :
- لحظه واحده خليك مكانك ..
همت بالمغادرة فأمسك بكفها مقطبا ، هامسا : متمشيش
أجابت باشفاق باسم : مش هتأخر ..
انسلت من كفه وغادرت للحظات وعادت بابريق زجاجى مزخرف برسوم رائعه .. ووعاء زجاجى عميق واسع مزخرف بذات الرسوم .. اشترياهما معا يوما .. وقد استقرت منشفه زاهية الألوان على كتفها ..
امتلأ الإبريق بماء يفوح منه عطر حالم .. حين استقر قالب من الصابون فى قاع الوعاء .. ساعدها فى وضع الوعاء على الطاولة والتمعت عيناه بفرح طفولى مادا يديه إليها لتغسلهما إصبعا إصبعا وعلى شفتيها ابتسامة رضا نجحت تماما فى اخفاء ما تشعر به من آلآم ظهرها التى تعاودها كلما أطالت الإنحاء .. وشعر هو بها دون أن تبدى شيئا فانتهى من يديه سريعا وجفف يديه وأبعد الابريق والوعاء وحملها بذراعيه اللذان مازال بهما – رغم كل شىء – قوة تسمح بحملها .. ووضعها على الفراش برفق مقبلا جبينها هامسا : تسلم ايديكى يا حبيبتى..
استقر بجوارها ضاما إياها اليه ممررا يديه بين خصلات شعرها البيضاء والتى اتفقا على تركها على حالها دون خضاب أو أصباغ .. متذكرا – على قدر ما أسعفته الذاكرة – سنواتهما التى يحتفلا اليوم بإتمامها ثلاثين .. مستشعرا أنفاسها الرقيقة على صدره حيث يختبىء رأسها .. حين رفعت إليه عينيها ببطء وهمست بخجل :
- عايزة أعترفلك بحاجة
ضمها إليه مبتسما قائلا بثقة : عارف .. مش انتى اللى طبختى
أجابت بخجل : والله مكنتش قادرة أطبخ خالص .. فكلمت مليكة تيجى تطبخ على ما أنا أوضب الحاجات دى فى الأوضة .. وطبعا اتريقت عليا زى السنه اللى فاتت وقعدت تقوللى كبرتوا عالكلام ده و بطلوا شقاوة بأه مانت عارف بنتك .
ضحك قائلا : قلتلك بلاش بناتك يعرفوا لحسن يحسدونا ..محدش غيرنا يا حبيبتى هيفهم اللى بينا .. وانتى مصرة ما بتسمعيش الكلام
دفنت وجهها فى صدره أكثر وأجابت : مانا عارفه انك مش بتحب غير أكلى .. وأكل مليكة هو أقرب حاجه ليا أعمل ايه بس؟
قبل جبينها وضمها أكثر فقالت : هو احنا بجد كبرنا عالحاجات دى ؟
فرفع وجهها إليه ناظرا فى عينيها مباشرة قبل أن يجيب : كبرنا يا حبيبتى .. بس أكيد مش قد ما حبنا كبر .. عشان حبنا مش ضد الوقت .. معاه.
هناك 7 تعليقات:
i like <3
حبنا مش ضد الوقت ...معاه
!!!!!!!!!!!!!
يخربيت عقلك
جبتيها ازاى ومنين دى
خزعبلية بجد
فاكرة انا انك كنتى كتبتى حاجة قبل كدا على اتنين كبروا مع بعض ولسا حبهم استثنائى
بتفكرينى بأغنية i wanna grow old with you
لــ west life
حلم حلو اوى ..اتكتب فى قصة
zamazemo
شالله يسعدك
dandana
شو كبرنا أحلااااااااااااام .. يا رب
حبيتها..اوى اوى :)
أنا حرة :
ميرسى أوى أوى :)
زورونا تجدو ما يسركم
امممممممممممم
مش هكلم كتير
بس خلاص انا منحتك الجائزه الاولى
اجمل مما يمكننا ان نسرد فى محاسنها
فعلا موهوبه ربنا يوفقك
نبيل ..
ur comment means alot :)
إرسال تعليق